العمارة الكنسيّة في جيورجيا
ريمون رزق
بـعـد تـوحـيــد جـيـورجــيــا وازدهــارهــا الاقتصاديّ في مطلع القرن الحادي عشر، شُيّدت كاتدرائيّات كبيرة، أهمّها:
- كاتدرائيّة القدّيس جاورجيوس في ألافِردي: شُيّدت الكاتدرائيّة الحاليّة في القرن الحادي عشر في موقع كنيسة أقامها ميخائيل، أحد الآباء السوريّين في القرن السادس مكان معبد وثنيّ، وزُيّنت بالجداريّات. يصل علوّها إلى 55م، وكانت أعلى كنيسة في جيورجيا قبل بناء كاتدرائيّة سامِبا (الروح القدس) في تبيليسي السنة 2004.
- كاتدرائيّة سفِنيسخوفِلّي (أي العمود المعطي الحياة) في مِتستخا: شُيّدت في النصف الأوّل من القرن الحادي عشر في موقع كنيسة مِتستخا الأولى التي أُقيمت السنة 379، في المكان الذي نُصب فيه أحد صلبان القدّيسة نينو . يروي التقليد المحلّى أنّ أحد اليهود من أصل جيورجيّ كان في أورشليم أثناء صلب المسيح، فابتاع قميص يسوع من أحد الجنود، وأتى به إلى جيورجيا، وحين لمست شقيقة اليهوديّ القميص ماتت فدُفنت معه. ونمت شجرة كبيرة فوق قبرها اضطرّت القدّيسة نينو إلى قطعها إلى سبعة أجزاء استُعملت في أساسات الكنيسة، لكنّ الجزء السابع ارتفع إلى السماء وحقّق معجزات. لذلك دُعيت الكنيسة «العمود المعطي الحياة». تتميّز هذه الكاتدرائيّة بجداريّاتها الداخليّة من القرن الحادي عشر.
- كنيسة دير سامتافيزي: أسّس الدير إيزيدوروس، أحد الآباء السوريّين، في القرن السادس، وأُعيد بناؤه لاحقًا. ترجع كنيسته الرئيسة الحاليّة إلى أواخر القرن الحادي عشر (1186). لكنّها أُصيبت بأضرار جسيمة بسبب الهزّات الأرضيّة، فرُمّمت في القرن الخامس عشر، مع الحفاظ على واجهتها الشرقيّة الأصليّة التي تتميّز بمنحوتاتها.
- كنيسة القدّيس نيقولاوس في نيكورسميندا: شُيّدت في القرن الحادي عشر، وتتميّز بصدورها الستّة وجداريّاتها، وبخاصّة بمنحوتاتها الخارجيّة.
-
دير التجلّي في سَمتافرو: توجد فيه كنيسة القدّيسة نينو المبنيّة في القرن الرابع التي أُعيد بناؤها في القرن الحادي عشر، وهي مقصد دائم للحجّاج لأنّها تحتوي على قبري الملك ماريان والملكة نانا اللذين تنصّرا على يد القدّيسة نينو. عاش في هذا الدير مؤخّرًا الكاهن الراهب جبرائيل أورغِبادزيه (1929-1995) الذي أعلنت الكنيسة الجيورجيّة قداسته السنة 2012. وكان قد مارس البلاهة من أجل المسيح ووضعته السلطات السوفياتيّة في مستشفى المجانين.
دير غِلاتي: يشكّل هذا الدير إحدى قمم الفنّ المعماريّ والتشكيليّ الجيورجيّ في القرن الثاني عشر. شُيّدت كنيسته الرئيسة باسم ميلاد السيّدة بين 1106 و1125، ثمّ أُضيفت كنيسة القدّيس نيقولاوس في القرن الرابع عشر. زُيّن صدرالكاتدرائيّة بالفسيفساء الذهبيّة حسب النمط البيزنطيّ وجدرانها بالجداريّات. أمّا كنيسة القدّيس جاورجيوس التي شُيّدت في أواخر القرن الحادي عشر، فزُيّنت بجداريّات تضرّرت بسبب حريق أشعله الأتراك فيها السنة 1510، وتمّ ترميمها في القرن السادس عشر. تختلف عمارة كنيسة القدّيس نيقولاوس ذات الطبقتين عن نمط الكنيستين الأخريين. احتضن الدير أكادِميّة شهيرة استضافت كبار المثقّفين، وكانت مصدرًا كبيرًا للعلم والنسخ وكتابة المنمنمات والأيقونات وتلبيسها بالفضّة أو الذهب. دُعي الدير بسبب هؤلاء المثقّفين وسموّ معرفتهم وروحانيّتهم «الجبل آثوس الجديد» أو «الآثينا الجديدة».
- كنيسة القدّيس جاورجيوس في ناكيباري: شُيّدت وكُتبت جداريّاتها السنة 1130.
- دير تيموتِسّوباني بالقرب من بورجومي: يتكوّن الدير من أبنية شُيّدت بين القرن الحادي عشر والقرن الثامن عشر. أُقيمت كنيسة رقاد والدة الإله الرئيسة بين 1195 و1215. إنّها بشكل صليب تعلوها قبّة وسطيّة وتكسو جدرانها الداخليّة جداريّات كُتبت في عشرينات القرن الثالث عشر.
- كنيسة مِتِخي في تبيليسي: شُيّدت في القرن الثالث عشر على تلّة تُشرف على العاصمة.
- دير القدّيس أنطونيوس في مارتكوبي بالقرب من تبيليسي: يُعتقد أنّ أحد الآباء السوريّين كان أوّل مَن أنشأه. ترجع كنيسته الحاليّة إلى القرن الثالث عشر.
- كاتدرائيّة سيوني في تبيليسي: شُيّدت أصلاً في القرن السادس أو السابع، لكنّها دُمّرت مرارًا، وأُعيد بناؤها في القرن الثالث عشر، وتمّ تزيينها مؤخّرًا.
كنائس دير دافيد غاريدجا
يقع الدير شرق جيورجيا على سفح أحد الجبال شبه الخالية من السكّان. أسّسه في القرن السادس أحد الآباء السوريّين. سكنه عبر الأجيال كبار القدّيسين الجيورجيّين، أمثال هيلاريون الكرجيّ في القرن التاسع. اقتحمه الأتراك ثمّ المغول في القرنين الحادي عشر والقسم الثاني من القرن الثالث عشر. عرف في القرنين الثاني عشر والثالث عشر قمّة ازدهاره، بخاصّة في كتابة الجداريّات. وفي السنة 1615، غزته جحافل فاريسيّة وقتلت رهبانه، وحرقت محتوياته وأعمالاً فنّيّة كثيرة. لكنّه عاد فانتعش في أواخر القرن السابع عشر إلى أن احتلّته الجيوش الروسيّة السنة 1802، فظلّ بدون رهبان من 1811 إلى 1917، حيث استعادت عندها الكنيسة الجيورجيّة استقلالها الكنسيّ والمدنيّ اللذين ألغتهما الأمبراطوريّة الروسيّة. عادت إليه الحياة الرهبانيّة في ثمانينات القرن العشرين.
كنيسة الرقاد في خوبي: شُيّدت في أواخر القرن الثالث عشر أو مطلع القرن الرابع عشر. اشتهرت وأصبحت مقصدًا للحجّاج لكثرة الذخائر (بخاصّة ثوب العذراء) والأيقونات القديمة التي كانت موجودة فيها.