2018

7. آراء ومواقف: أنطاكية الساعية إلى اللَّه (ومضات) - فكتور عيسى – العدد السادس سنة 2018

 

أنطاكيا الساعية إلى الله (ومضات)

فكتور عيسى

 

أن تشرق الشمس حيث تغرب فهذا غير ممكن بالطبيعة، ولكن بالروح هذا ممكن. فالروح هو الذي أنار العالم بالمحبّة والتعاضد والفرح والتآزر. بشر يأخذون الإنجيل على محمل الجدّ، يقلبون المقاييس لتكون حياتهم على بساطة الإنجيل واتّضاعه وعمقه. هذه كنيسة اللَّه، كنيسة أنطاكية في أميركا حيث رأيت كنيسة متحلّقة حول أساقفتها تعمل بروح التفاني والخدمة، تعمل عقلها وقلبها لتستنير بتعاليم الرسل والآباء، يسكبها اللَّه على ألسنة أئمة ورعين طاهرين متصالحين مع نفسهم وعاشقين للَّه من دون مواربة أو تزلّف، بل ببساطة إنجيليّة وعمق لاهوتيّ وكلّ ذلك بمحبّة وفرح وتواضع كبير. هذا التماع المسيح في كنيستنا في الأرض الجديدة.

أن تكون خليفة لجورج خضر ببساطة ومحبّة وتواضع، تستمع للجميع وتحاور الأطفال والشباب والكهول، نساء ورجالاً بفرح بادٍ وطول أناة ووداعة وبشاشة، مع عمق لاهوتيّ متوارٍ وراء شخصيّة تنحني للطهر والبراءة، فهذا قبس من نور على أرض الجبل في أنطاكية اليوم. أكيد لن تغرب شمس هذا الجبل بعد أن ارتوت من قلب شيخ سكب الحبّ والعلم والعمل بطهر وتواضع، فأنارنا جميعًا وأضاء ليل هذا العالم. معه باقون على الإخلاص للَّه جاعلين طرقه مستقيمة وراء من يحمل الأمانة اليوم.

أن تتحلّق أبرشيّة مع راعيها وأساقفة أرثوذكس من البقاع، ومطارنة موارنة وكاثوليك وأئمّة مسلمين، حول بطريرك أتاها زائرًا ومباركًا، فاتحة قلبها بمحبّة المسيح. أن نرى عرسًا أنطاكيًّا أرثوذكسيًّا في عاصمة الكثلكة في الشرق متجلببًا بمحبّة مسيحيّة صادقة واحتضان وفرح، هذا أيضًا بريق وغيث يروي أرضًا عطشى.

ألا حفظ اللَّه أنطاكية والتماعتها على مدى التاريخ والجغرافيا، وسكب عليها القداسة في كلّ خطوة، وأفاض عليها المحبّة والفرح وفعل الشهادة بالعرق والدم لربّ أحبّنا فخلقنا في هذا الشرق، لنشهد بأنّنا دعينا مسيحيّين أوّلاً في أنطاكية.n

 

© حقوق الطبع والنشر 2025 مجلّة النور. كل الحقوق محفوظة.
Developed by Elias Chahine

Search