2018

6. خاطرة: العشق الإلهيّ - حسن جبران البازي – العدد السادس سنة 2018

 

العشق الإلهيّ

حسن بازي

 

لا يمكن أن نشارك في العرس السماويّ من دون أن يكون شعورنا وكياننا كلّه ملتهبًا بحبّ الخالق ومدى تمتّعنا نحن المؤمنين بلهيب المجد السماويّ!

كيف ذلك؟!

عبر خبرة لا تقلّ عن زمن بعيد نسبيًّا، عرفنا وتذوّقنا أطايب الربّ عبر المشاركة في سرّ الشكر لذّة العاشق المتيّم بعشق الربّ الحبيب مخلّص جنس البشر.

 هذا الهيام النابع من القلب بين المؤمن وخالقه، يبرهن عن مدى حاجة هذا العاشق الولهان إلى حضن ربّه مخلّصه وسيّده ورافع رأسه ومنقذه من كلّ شدّة ومظلوميّة!!!.

 اختبرت البشريّة مختلف أصناف العقائد والأفكار والمعتقدات وصولاً حتّى إلى الإلحاد؛ لكن في كلّ مرّة يستشعر هذا الولد الضالّ مدى ضعفه كلّما ابتعد عن حضن أبيه الذي في السماوات، وكأنّه جسم يعمل على الطاقة الساخنة، وكلّما ابتعد عن النور والضياء والحرارة النابعة منه، تراه يضمحلّ ويغدو ساكنًا بلا حركة أو فعل، مشابهًا للأموات في القبور...

ربّي أراك في القدّاس الإلهيّ تأتي إليّ من بعيد، فتصبح الأيقونات والأواني الكنسيّة فعل محبّة تلاقيك يا حبّنا الأوّل وليس الأخير. تفتح بابًا لنا لنلج منه إلى العالم بأسره، فبعد كلّ قدّاس إلهيّ ترانا نجدّد حياتنا الروحيّة التي بدورها تنعكس على الحياة العامّة، فيحوّلنا الروح المحيي إلى خليقة جديدة تتوق إلى ملاقاة أيّ إنسان بقربنا وكأنّه صورة عن ذلك الغريب يوم الجمعة العظيم!

أرجوك ربّي اغفر لنا خطايانا وارحمنا يا أرحم الراحمين، ولتكن نعمتك دائمًا بقربنا وإن تركناك فبادر إلى الإسراع نحونا، ولا تتركنا ونحن نعلم أنّك محبّ لجنس البشر ومخلّص الأنام!

في الكتابة عن العشق الإلهيّ تلزمنا مجلّدات لشرح مدى الفرح الذي لا يوصف المحسوس في القدّاس الإلهيّ حيث التّماس الجوهريّ بين الذي يُرى والذي لا يُرى بحبّ لا مثيل له!!!

إنّ هذا لسرّ عظيم، لا يدركه إلاّ من التهب قلبه بحبّ سيّده الذي يفوق لقاؤه أيّ وصف، بعد تجرّع كأس الخلاص حتّى الثمالة، بالكمال الإلهيّ والمحبّة والسلام!!!

لك ربّي يسوع المسيح كلّ شكر وإكرام، لأنّك وحدك واهب الحياة وإليك تتوق كلّ نفس بشريّة، يا مخلّص الكلّ وواهب الحياة للكلّ... يا ربّ المجد لك... آمين! n

 

© حقوق الطبع والنشر 2025 مجلّة النور. كل الحقوق محفوظة.
Developed by Elias Chahine

Search