2018

22- أبونا الحبيب جورج – زاهي عازار – العدد الرابع سنة 2018

أبونا الحبيب جورج

زاهي عازار[1]

في عيد البشارة، ارتحلت إلى وجه الله وجعلتنا في حزن عميق رغم إيماننا بسيّد الحياة الأبديّة. ففي بشريّتنا الفراق صعب وجارح. نراك في عيد البشارة محتضنًا من السيّد لأنّك كنت مبشّرًا كبيرًا في حياتك على الأرض. كنت للناس راعيًا ويراعًا.

رعايتك للناس في ظروف التهجير الصعبة صيّرتك رمزًا للمحبّة الفاهمة الضروريّة التي كلمّا انتديت بها وعشتها أنضجت لاهوتك، وازداد صدى كلماتك قوّة ووزنًا.

بشارتك هنا كانت صادقة تتجنّب المساومات، حتّى إنّ حدّة النبرة أحيانًا كانت تُقبل وتُقّدر، لأنّ بداءتها المسيح ومحبّة الناس وخاتمتها المسيح ومحبّة الناس.

ما أجمل أنّ كبار المسلمين وكبار العلمانيّين كانوا يسرّون بكلماتك وبشاريّتك وحضورك الأبويّ الشاهد على طريقتك، وكما تحيا وتستلهم يسوعك.

نحن شعرنا بك بنّاءللكنيسة الأنطاكيّة، كما كنت بنّاء للوطن وهو أناس يفتقرون إلى كلّ شيء، بخاصّة إلى كنيسة توصل كلماتها إلى الحياة، والحياة بشر يبحثون عن خبز وعناق. عسى البشاريّين وأنت منهم يقودونهم إلى لقاء متجدّد دومًا في ما بينهم ومع الكنيسة ومع السيّد، لأنّ بعض الحوار محبّة. عهدناك سيّدًا في الحوار، مبشّرًا  صادقًا في كلّ لقاءاتنا، نلحظ قلبك متشوّقًا إلى الآخر كلّ الآخر. لأنّ البحث عن الله يلزمه قلب كبير يتحدّى كلّ حدود. ثمّ يأتي الحوار كلمات من الكلمة وإليها.

أمّا هنا فنحن وكلّ الذين التحفوا بأبويّتك ومحبّتك وكلماتك، كلّ الشبيبة التي كنت تتحرّق لإشراكها في التزاماتك ورؤآك، فلا يسعنا إلاّ أن نقول لك أيّها الأب البشير المسيح قام حقًّا قام.

 

 

[1] - عضو في حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة.

© حقوق الطبع والنشر 2025 مجلّة النور. كل الحقوق محفوظة.
Developed by Elias Chahine

Search