2018

11- جورج مسّوح حبيب الحبّ الإلهيّ في الزمن الصعب – عقل العويط – العدد الرابع سنة 2018

جورج مسّوح حبيب الحبّ الإلهيّ في الزمن الصعب

بقلم عقل العويط

 

               لم يكن جورج مسّوح كاهنًا مسيحيًّا أنطاكيًّا أرثوذكسيًّا. ولا خادم رعيّة. ولا أستاذًا جامعيًّا. ولا متفلسفًا. ولا لاهوتيًّا شارحًا اللاهوت. ولا ثائرًا. ولا متمرّدًا. ولا منتفضًا على وثن. ولا زوجًا. ولا أبًا. ولا أخًا. ولا صديقًا. ولا إنسانًا. فحسب.

          كان هؤلاء كلّهم. معًا وفي آن واحد.

          لكنّه كان، إلى ذلك كلّه، حبيب الحبّ الإلهيّ.

          مؤنسنًا الألوهة إلى حدّ المؤالفة معها، على طريقة الخبز والملح.

          لأجل ذلك، وبسببٍ من ذلك، كان مسكونيًّا على غرار مسيحه.

          روحه المسكونيّة، هي سرّه الذي قصّر المسافة بين الأرض والسماء، وليّن الطريق، وشيّد الجسر الأثيريّ اللطيف، من أجل تسهيل العبور بين الهنا والهناك.

         هذا الذي اختطّ لحياته المسيحيّة منهجًا يشدّ الأواصر بين الدنيا والألوهة، مثّلت تجربته برهانًا راهنيًّا ملموسًا، واقعيًّا، تجسيديًّا، صعبًا،- أكاد أقول شبه مستحيل-، لقدرة المسيحيّ على أن يكون في الزمن، شاهدًا للمسيح.

          وإذا ثمّة بطولةٌ مسيحيّةٌ ما، في هذا الرهان – التحدّي، فهي أنّ جورج مسّوح كان شاهدًا متورّطًا في هذه الشهادة، شهادة هذا الحبّ الإلهيّ.

         لأجل هذا بالذات، أحبّ أن أطلق عليه تسميةً تليق بوجوده المتواصل: إنّه حبيب الحبّ الإلهيّ في الزمن الصعب.

© حقوق الطبع والنشر 2025 مجلّة النور. كل الحقوق محفوظة.
Developed by Elias Chahine

Search