وداعًا يا سيّدي
سامر لحّام
طُلب منّي أن أكتب بضعة سطور عن ذكرياتي مع المثلّث الرحمة صاحب الغبطة البطريرك إغناطيوس الرابع، رحمه اللَّه. لا أعرف بالحقيقة من أين أبدأ، فالذكريات والأحداث والمواقف تتشابك في ذهني. كنت أفكّر يومًا أن أضع كتابًا عن هذا الموضوع، لأنّ عدد السنين التي عشتها مع غبطته تستحقّ أن تُنشر، والكلام، مهما بلغ، لا يُمكن أن يُعبّر عمّا في قلبي من أمور أودّ أن أقولها وأشارك كلّ أحبّائي فيها.
ربّما في لحظات كهذه يصبح التعبير الكتابيّ أصعب ممّا نتوقّع، ويبقى التأمّل والصلاة واسترجاع الذكريات المعزّي الوحيد لمن عرف إنسانًا مدّة اثنين وثلاثين عامًا، اختبرت خلالها مع غبطته حلاوة علاقة الابن الحقيقيّ الذي يتلقّى من مربّيه كلّ الحبّ والحنان والتأديب والنصح في آن...
علاقتي معه كانت أشبه بمسيرة حياة إنسان من طفولته إلى شبابه، أي كانت تنمو وتُثمر يومًا بعد يوم. تعلّمت خلالها كيف يُمكن أن أغتني من حكمة الشيوخ، وأستفيد من خبرة سنين غبطته. اختبرت كيف أنّ الابن الذي يبلغ ويكبر بعلاقة المحبّة والثقة مع أبيه، ويصبح بالنسبة لأبيه عندما يكبر مرجعًا للثقة والمشورة ومشاركة الهموم والمسؤوليّة.
نعم أتجرّأ وأقول إنّ اللَّه، عزّ وجلّ، قد منّ عليّ بأن أكون من المقرّبين من غبطته وهو البطريرك الكبير والراعي الأمين، لا بل كنت واحدًا من أبنائه المولودين بالروح. كان غبطته في الكثير من محطات حياتي أقرب من والدي بالجسد، وكان لي السند الكبير في الكثير من المواقف الشخصيّة التي تعرّضت لها، والتي كانت مرتبطة بالعديد من مواقفه في محطّات عديدة من سدّته البطريركيّة. لا أريد هنا الخوض في هذا الموضوع، ولكن سأبدأ قصّتي معه عندما قال لي يومًا »يبدو أنّ مصيرنا مرتبط مع بعضنا البعض«.
أرعبتني هذه الكلمات عندما سمعتها منه في لحظة شعرت بأنّ الحياة هي موقف. والموقف أحيانًا مكلّف جدًّا إن كان مرتبطًا بإيماننا وأمانتنا لشهادة الحقّ. شعرت آنذاك كم كنت كبيرًا عنده، وكم كنت عزيزًا على قلبه في وقت لم يكن غبطته يعبّر عمّا في قلبه من عواطف وأحاسيس لأنّ شخصيّته التي جبلتها طبيعة محردة القاسية كانت دومًا تنزح إلى الجدّيّة والواقعيّة والخجل في آن. لم يكن كغيره من الأشخاص الذين يعطون فرصة ليكون الآخر قريبًا منهم. كان دائمًا يُشعر الآخرين بوجود حاجز ومسافة، ولكن هذا كان بالظاهر للكثيرين من الذين لم يعرفوه عن قرب، أمّا الذين عرفوه وعاشروه، فكانوا يدركون كم أنّ هذه الشخصيّة الصلبة كانت تخفي في طيّاتها حنانًا كبيرًا ومشاعر حسّاسة. كان يخفي ذلك دومًا عبر عزلته اليوميّة وتأمّله الدائم بقضايا الكنيسة ومستقبلها. لم يكن من الأشخاص الذين يهدرون الزمن لأنّ الدقائق كانت لها قيمة عنده. كان مواظبًا يوميًّا على القراءة حتّى في أوقات حياته الأخيرة ومعاناته من ضعف نظره. عذرًا أيّها القارئ العزيز، لقد سبقني قلمي بالكتابة عن مناقبه، فما زلت لا أعرف من أين أبدأ، فالكلام كثير وكثير عن غبطته، ويحتاج إلى صفحات وصفحات.
سأنتقل وإيّاكم الى المحطّات الأولى التي عرفت فيها غبطته، منذ أن كان متروبوليتًا على مدينة اللاذقيّة، إذ عرفته للمرّة الأولى في أثناء خدمة عماد قريبة لي وكان على صلة وثيقة بعائلتها. لا أعرف ماذا شدّني إلى ذاك الإنسان حينذاك. كان حضوره يشدّ الأنظار ونظرات عينيه فيها الكثير من الهيبة والرهبة في آن.
تسارعت الأيّام بعدها الى أن انتُخب بطريركًا على عرش أنطاكية في العام 1979، كنت آنذاك طالبًا في سنتي الجامعيّة الأولى ومسؤولاّ عن أسرة الطفولة في حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة . كنت دائمًا أراقبه عن بعد عندما كنت أصلّي في الكاتدرائيّة المريميّة، إذ كنت أشعر بالرهبة والخوف من التقرّب منه وأخذ بركته. كنت أحلم بفرصة زيارته وهذه الفرصة أتت بالفعل عندما طلب منّي رئيس المركز في دمشق آنذاك المرحوم الأب الياس (بخيل) لقاء البطريرك وأخذ بركته بالبرامج الجديدة للطفولة. طلبت الموعد وكان في الساعة الخامسة بعد الظهر من مساء ذاك اليوم الغائم والبارد. اقتربت من الدار البطريركيّة والارتباك يتملكّني. كنت أسأل نفسي كيف سأقدّم نفسي إليه. كيف أبدأ الحديث. حانت الساعة وصعدت إلى مكتبه، طرقت الباب وقال بصوته المعهود »تفضل«.
دخلت ورأيته واقفًا أمام مكتبه بصرامته المعهودة، عرّفته عن نفسي بطريقة خجولة، فدعاني إلى الجلوس. وبدأت أشرح له عن برنامج الطفولة، كان يستمع بكلّ دقّة وإمعان، وطلب في نهاية اللقاء الاحتفاظ بالبرنامج للاطلاع عليه، ثمّ بدأ يسألني عن نشاط الحركة في دمشق.
ما توقّعت أنّ الموعد سيطول ساعة ونصف الساعة. فهاتف السكرتارية رنّ مرّات عديدة وكعادته كان يردّ على الهاتف بنفسه قائلاً مرّات عديدة »أنا بعدني مشغول«.
انتهى اللقاء الأوّل، وودّعته طالبًا بركته، وقال لي مودّعًا »خلّينا نشوفك مرّة ثانية«.
هكذا بدأت علاقتي وقصّتي مع البطريرك الراحل إغناطيوس.
تكرّرت اللقاءات والاجتماعات، وتوطّدت علاقتي به أكثر فأكثر، فرشّحني يومًا للمشاركة في إحدى اللقاءات المسكونيّة في قبرص، ثمّ اختارني للمشاركة في الجمعيّة العموميّة الرابعة لمجلس كنائس الشرق الأوسط في قبرص، وكنت حينها أصغر مشارك في الجمعيّة. ثمّ بعدها عيّنني صاحب الغبطة في العام 1986 لأمثّل الكرسي الأنطاكيّ في لجنة الشرق الأوسط في مجلس الكنائس العالميّ بترشيح من قدس الأرشمندريت جورج (أبو زخم) (متروبوليت حمص اليوم) والتي كانت تعنى بالمساعدات الكنسيّة للكنائس في المنطقة، والتي قمت عبر هذه اللجنة بدعم وتنفيذ العديد من المشاريع في أبرشيّات الكرسيّ الأنطاكيّ.
منذ ذاك الحين أصبحت أكثر انخراطًا في الخدمات الكنسيّة والمسؤوليّات المسكونيّة في كلّ من مجلس الكنائس العالمي والشرق أوسطيّ. ويومًا بعد يوم وجدت نفسي أكثر انخراطًا في العمل المؤسّّساتيّ والتنمويّ، بدعم وثقة مطلقة من غبطته حتّى باتت دائرة العلاقات المسكونيّة والتنمية، التي أديرها اليوم، والتي أسّّسها غبطته، من أكبر المؤسّّسات العاملة في المجال التنمويّ في سورية.
في كلّ مراحل هذه السنين، كنت دومًا إلى جانب غبطته، التقيه باستمرار إن لم أقل يوميًّا أو مرّات عديدة في اليوم، لأخذ النصح أو أخذ القرار في موضوع ما. أنهل من خبرته الحياتيّة التي علّمته إيّاها السنون. في الكثير من المواقف كنت أتذمّر أحيانًا أو أحبط من رفضه الكثير من المقترحات أو الطلبات. لم أكن أدرك حينها معنى أن ينظر الإنسان الى ما وراء الهدف من الأشياء، فحماس الشباب كان يصطدم كثيرًا بصبر الشيوخ وحكمتهم. كان دائمًا يقول »موهيك الأشيا بتصير«، »وين الهدف من هذا المشروع«، »شو بدنا نحقق من هالشغلة«. كثيرًا ما كان النقاش يتوقّف من دون الوصول إلى نتيجة. فلقد علّمتني السنوات متى يجب أن نوقف النقاش ومتى يجب أن نتابعه، ولكن بعدها كنت أدرك حكمة ما يقول وبُعد نظره من الكثير من المواقف والقرارات.
في السنين الأخيرة ومع توطّد علاقتي معه كنت أشعر بأنّه ما بقي هناك من حواجز بتلاقي الأفكار والآراء والمواقف. أضحت أفكارنا وتطلّعاتنا واحدة. دعمه الدائم وثقته الكبيرة كانا الدافع لكلّ نجاح كنت أحقّقه في كلّ مسؤوليّة كان غبطته يوليني إيّاها.
لم يكن غبطته بالشخص السهل ولكنّه لم يكن بالشخص الصعب أيضًا. لم يكن يقف معارضًا أمام أيّ فكرة جديدة خلاّقة من شأنها أن تخدم الكنيسة، أو يقف ضدّ أيّ فكرة من شأنها أن تعزّز شهادة إيماننا في المحيط الذي نعيش فيه.
كان شخصًا مؤسّّساتيًّا بامتياز. حرصه الكبير بعدم الهدر أو الصرف كان يقابله كرم بالغ في الصرف على إنشـاء المؤسّّسات إن كـان صـرف الأمـوال له مـا يبرّره. كان ينتقدني دومًا بأنّني أصرف أكثر من اللازم ويقول مـازحًا أنـا »بقلّك لا تصرّف، وانت عميل يلّي لازم ينعمل«.
كان غبطته يؤمن بالأفعال وليس بالأقوال. بالعمل المنتج وليس بإضاعة الوقت والانتقاد. منهجيّته الحياتيّة وأسلوبه عكسا ما كان يقوله ديكارت »أنا أفكر إذًا أنا موجود« إذ كان غبطته يقول »أنا أعمل إذًا أنا موجود«، لذلك شهدنا بناء جامعة ومؤسّّسات وكنائس في عهده. صلابة شخصيّته كانت يستر خلفها شخصيّة حسّاسة، جبّارة على المحن والمصاعب، متواضعة، كريمة، نزيهة، وعفيفة، مستقلّة لدرجة أنّه كان يستكبر طلب أيّ خدمة شخصيّة من أحد حتّى ولو طلب كوب ماء من أقرب المقرّبين إليه. كان فقيرًا وغنيًّا في آن. لم يكن يشدّه ترف هـذا العالـم أو التعلّق بالأشياء الزائلة. كانت نظرته إلى المال وكيفيّة استخدامه لها طقسها الخاصّ. واجهتنا مرّة مشكلة في تغطية إحدى المصارفات الكبيرة التي كان يمكن أن نستعفي منها لو تمّ التدخّل بشأنها لدى السلطات الرسميّة. قلت له حينذاك »سيّدنا، هي بدا تدخّل منك شخصـيًّا« فـردّ ببسـاطـة وبابتسـامتـه المعهودة »كلّ شي فيك تشتريه بالورق رخيص، بس الكرامة غالية«. أيوجد بربّكم أعظم من هذا التعليم وهذه الحكمة.
كان كثيرًا ما يفتقد أشخاصًا هم بحاجة إلى المال من دون أن يعلم أحد، وكان يرسل لهم مساعدات ممّا يأتيه من مال خاصّ، وكل ذلك كان يتمّ بصمت كي يحافظ على كرامة الناس.
في الأشهر الأخيرة قبل رحيله عن هذا العالم، كنت دومًا أشعر وكأنّه في رحلة مع ذاته. كان دائم التأمّل والتفكير، وما بقيت ابتسامته مشرقة كما اعتدناها، فيها حزن عميق. ربّما كان ذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي تمـرّ بها البـلاد، وشعـوره بالألـم الـذي كان يخفيـه كي يبقى زارعًا في قلوبنا الأمل والتفاؤل بأنّ الغد أفضل. كان يحزن بصمت عندما يسمع عن كلّ شهيد وقتيل ومشرّد. كـان يتهـرّب مـن الحديـث عن الأزمـة، ربّمـا لأنّه كان يشعر بأنّ مسؤوليّة كبيرة ملقاة على عاتقه تجاه معاناة الناس، وكيف على الكنيسة أن تستجيب للحاجات الملحّة اليوميّة.
كنت أشعر وكأنّه يعدّ الأيّام. يجلس في مكتبه في الطبقة الأوّلى كي ينفرد بنفسه، تمامًا عكس رغبته الدائمة في أن يجلس في مكتبه في الطبقة الأرضيّة، لأنه كان يشعر بأنّه قريب من الناس ويستمتع بسماع أبواق السيّارات وضجّة الشارع.
عندما كنت أحدّثه عن برامجنا الإنسانيّة التي أضحت كبيرة جدًّا في السنوات الأخيرة، بفضل دعمه وثقته، كان يقول »اللَّه يكتّر خيركن، إنتو عم تعطوا أمل للناس وعم تبيّضوا وجه كنيستكم، لا توقّفوا الشغل«. كان دائمًا يشجّعني على توسيع البرامج وتطويرها. قلت له مؤخّرًا »سيّدنا لدينا فرصة كبيرة بتوسيع البرامج ما هي توجيهاتكم في هذه الظروف«، وجاء الردّ عفويًّا »أكيد بدنا نتوسّع، لا تخاف بدنا نكبر«. كان هذا التشجيع الدائم السبب في ما وصلت إليه اليوم دائرة العلاقات المسكونيّة والتنمية.
عندما زرته في مستشفى الروم بعد أيّام من دخوله إليها للمرّة الأولى قال لي على انفراد »يبدو أنّه لازم روح ليجيكوم واحد أحسن منّي«، قلت له »بعيد الشرّ سيّدنا« أجاب »وين المشكلة كلّنا بدنا نموت«.
تملّكتني الدهشة من هذا الموقف وكأنّي به يودّعني ويستعدّ للقاء ربه. غيّرت الحديث وبدأت أحدّثه عن أخبار الشام والمشاريع. غادرته متمنّيًا له الشفاء العاجل وأن يعود إلى بيته عن قريب.
كنت أشعر بأنّ الأيّام باتت قريبة، ففي آخر مرّة التقيته في المستشفى، تحدّثنا عن بعض الأشياء التي أولاني الإشراف عليها، ثمّ فجأة أوصاني ببعض الأمور كي أتابعها. أجبت »أمرك سيّدنا«.
سمعت صوته مودّعًا في مساء اليوم ذاته قبيل إصابته بالجلطة الدماغيّة، قائلاً لي بصوته المعهود، ولكن هذه المرّة بحرارة كبيرة وصوت ينبض بالحياة أدخل الفرحة إلى قلبي، إذ قال »سامر كيفك اشتقنالك« وكانت هذه كلمة الوداع.
ما أوردته في هذه السطور، ماهو إلاّ القليل القليل من خبرتي وعشرتي مع أبي ومعلّمي وبطريركي المثلّث الرحمة البطريرك إغناطيوس الرابع.
سأعود إليكم يومًا بذكرياتي مع غبطته، لأنّي لا أريد أن احتكر لنفسي ما استقيته منه عبر السنين، لأنّه بحقّ كان مدرسة وموسوعة وتاريخًا اجتمعت في شخص بطريركنا الراحل.
أختم مودّعا إيّاه ببضع كلمات من القلب قائلاً:
وداعًا يا أبي ويا سيّدي،
يا من كنت دومًا بالنسبة إليّ المعلّم والمُؤدّب والناصح والملهم والأب الحنون.
يا من كنت تنقص دومًا ليكبر من حولك.
ربّيتنا بصمت على حبّ كنيسة المسيح وعلى الصبر والتواضع والنزاهة والوفاء.
تجاوزت حدود الزمن لأنّك كنت ترى ببصيرتك ما يمكن أن نصير إليه عبر الزمن.
علّمتنا الرجولة والشجاعة والثبات في الصعاب. كنت دومًا المثال المحتذى لأنّك ما كنت يومًا تعمل لنفسك ولم تشغلك ملذّات هذا العالم، حياتك كلّها كانت عملاً بعمل.
علّمتنا ليس بالكلام بل، بالعمل كيف يجب أن نفتدي الأوقات بالعمل المثمر.
غادرتنا يا سيّدي بالجسد، ولكنّ روحك وذكراك باقية أبدًا في قلوبنا.
علّمتنا ألاّ نبكي على فراق الأحبّة، بل أن ننتظر اللقاء الآتي بالربّ الفادي.
أودعتك وأنا أتأمّل وجهك البهيّ وأنت نائم منتظرًا لقاء مخلّصنا.
كنت دائمًا تتمنّى أن ترحل من دون تعب وألاً يتعب أحد بخدمتك. خدمت الجميع ولم ترض أن يقدّم لك أحد كوب ماء.
على منهجك سنسير ونعاهدك على أن نكون أمينين على الوزنة التي اؤتمنّا عليها.
سأعمل كما أوصيتني في لقائنا الأخير بأن أتابع عملي بالهمّة والغيرة مع من سيأتي من بعدك ويتسلّم الأمانة.
لا تشغل بالك يا سيّدي، سأكون دومًا بنعمة اللَّه الخادم الأمين لسيّدي غبطة البطريرك يوحنّا العاشر الذي تسلّم الأمانة من بعدك، وهو الذي كنت تقدّره وتجلّه في قلبك كثيرًا، والذي له نصلّي جميعًا كي يعضده اللَّه ويأخذ بيده في متابعة المسيرة في هذه الأوقات الصعبة التي نمرّ بها جميعًا .
وداعًا وداعًا، يا أبي وسيّدي.l