2011

08 – تحقيق - كنيسة العنصرة، عين سعادة - لولو صيبعة - العدد 2 سنة 2011

 كنيسة العنصرة، عين سعادة

لولو صيبعة

 

بالصلاة وطول الأناة ارتفعت الكنيسة الحلم. عين سعادة - الفنار الضيعة حلّت عليها العنصرة، مذ قامت على أرضها كنيسة جمعت بين حناياها رعيّة لجأت إلى هذه القرية الهانئة في زمن الحرب الصعب.

ما هي قصّة كنيسة العنصرة في عين سعادة - الفنار الضيعة؟ محطّات في تاريخ تأسيسها بعد لقاء مع كاهنها وخادمها الأب أثناسيوس (فرحات).

- في النصف الثاني من شهر آب ١٩٩٣ كلّف سيادة المطران جورج (خضر) الأب أثناسيوس بإقامة القدّاس الإلهيّ في كنيسة معهد الكفاءات.

- بتاريخ ١٤ أيّار ١٩٩٤ أعلن سيادة المطران جورج رسميًّا إنشاء رعيّة عين سعادة - الفنار الضيعة، وعيّن الأب أثناسيوس ليرعاها ويسهر على خدمتها، معزّزًا توصياته ببثّ روح الإلفة والمحبّة. وعمل الأب أثناسيوس على افتقاد أبناء الرعيّة وإحصائهم، بخاصّة أنّ المنطقة قصدها عدد من العائلات البيروتيّة خلال الحرب اللبنانيّة، حتّى بلغ نحو المئة والثلاثين بيتًا.

- في الثامن من تشرين الأوّل ١٩٩٥ أقيمت خدمة القدّاس الإلهيّ في كنيسة جهّزت في منزل السيّد جورج الحايك، تأكيدًا على استمرار العمل في بناء الرعيّة واحتضان الجماعة. وفي اليوم عينه، وضع أحد المؤمنين قاعة بتصرّف الرعيّة. وخلال شهر ونصف الشهر تقريبًا جُهّزت كنيسة مؤقّتة ببركة راعي الأبرشيّة.

- صباح الأحد الواقع فيه ١٢/١٢/١٩٩٥، التفّت الرعيّة حول صاحب السيادة في خدمة القدّاس الإلهيّ وصلاة تقديس الماء. ونُضحت الكنيسة المؤقّتة بالماء المقدّس، وارتفعت الصلوات والتسابيح، وتعالت الأدعية والطلبات من قلوب ملتهبة بالغيرة على بيت اللَّه وبالمحبّة.

وكانت المفاجأة الكبرى عندما قدّم أحد أبناء الرعيّة الغيورين، قطعة أرض هبة من أجل بناء كنيسة العنصرة وذلك في العام ١٩٩٧.

٩٨١ مترًا مربّعًا هي مساحة الأرض، التي سجّلت باسم الرعيّة. من هنا بدأت المسيرة الطويلة لبناء الكنيسة الحلم. فوضعت المخطّطات، لكنّ التمويل في البدء كان ضئيلاً، فما كان من أهل الرعيّة إلاّ أن رهنوا بيوتهم لدى المصارف للتمكّن من مباشرة البناء.

الربّ يبارك العمل الصادق والنيّة الطيّبة وكثر المحسنون وقدّموا مواد عينيّة من رخام وبلاط وخشب ومقاعد وأبواب وثريّات وأيقونات وسجّاد. ونعتذر عن عدم ذكر أسماء هؤلاء المتبرّعين حتّى لا نجرح تواضعهم.

وارتفع البناء، وحاليًّا الكنيسة دائريّة تتّسع لثلاث مئة شخص وتحتها موقفان للسيّارات وفيها جرس كهربائيّ زنته ٣٥٠ كلغ. من الداخل رسم الجداريّات كميل رحّال. أمّا الكتابة على الجدران، فهي بخطّ الأب أثناسيوس وابنه جوني، والعمل مستمرّ حتّى إتمام كلّ المشروع وتسديد الديون المتبقّية والبالغة قيمتها ٢٤٠ ألف دولار أميركيّ.

وعند سؤال الأب أثناسيوس عن سبب اختيار تسمية العنصرة للكنيسة أجاب:

»لأنّه ما اجتمعت الرعيّة مرّة في منزل أحد المؤمنين أو في الكنيسة المؤقّتة لإقامة خدمة روحيّة إلاّ وكانت عنصرة بالحقيقة والروح القدس سكن وقدّس وطهّر والنعمة الإلهيّة أرشدت وحفظت، وأعطت هذه الرعيّة أن تبقى وتستمرّ رغم الشدائد المتنوّعة، وذلك بغيرة أبنائها وجهدهم... ولأنّ الجماعة الطيّبة لبّت النداء بطاعة كبيرة أصبحت عائلة العنصرة، ومن جمالاتها أنّها وحّدت القلوب وأحبّت وجاهدت في العمل، وقرّرت أن تكون على مثال الرسل والقدّيسين الأطهار«.

وبحلّة جميلة استقبلت رعيّة العنصرة أبناءها، وقرعت الأجراس فرحًا في ١٣/١٢/٢٠٠٩ عند تكريس الكنيسة ونضحها بالماء المقدّس.

في الرعيّة اليوم جمعيّتان واحدة خاصّة بالسيّدات وأخرى للعائلات، وهناك سعي لتحريك عمل شبابيّ يثبّت هذا الجيل في كنيسته، يعزّز إيمانه ويقويّ إرادته، حتّى يحقّق ما يصبو إليه، فيستحقّ النصيب الصالح الذي لا ينزع منه.l

 

© حقوق الطبع والنشر 2025 مجلّة النور. كل الحقوق محفوظة.
Developed by Elias Chahine

Search