القدّيس يعقوب أخي الربّ - شدرا
لولو صيبعة
شدرا قرية من قرى قضاء عكّار، تقع في منطقة الدريب الأعلى، على الحدود اللبنانيّة السوريّة. تحوط بها القرى التالية: من الشرق أكروم، من الغرب العوينات، من الشمال مشتى حسن، ومن الجنوب عندقت.
يمكن للزائر أن يصل إليها من طريقين، أوّلهما من حلبا الكويشرة فالبيرة والقبيّات إلى عندقت فشدرا. الطريق الثاني ينطلق من حلبا إلى الكويشرة فمنجز ورمّاح فشدرا.
تتميّز شدرا بطقس معتدل صيفًا وشتاءً، فيها معالم أثريّة وسياحيّة، أبرزها بقايا سبع طواحين قديمة. قديمًا كانت مركزًا لتجمّع الجيوش، ومقرًّا لإحدى فتوحات الأمير فخر الدين. أمّا اليوم، فهي ترفد الجيش اللبنانيّ بالرجال الأشدّاء، وبالطاقات الفاعلة في المجتمع على المستويات كافّة.
تبعد عن بيروت 146 كلم، وعن طرابلس 60 كلم، يتراوح ارتفاعها عن سطح البحر بين 450 و650 مترًا، ومساحتها نحو 650 هكتارًا.
صحيح أنّ شدرا بعيدة نحو أقصى الشمال، لكنّها في قلب أبرشيّة عكّار الأرثوذكسيّة، والوجود الأرثوذكسيّ فيها يعود إلى زمن غابر، إلاّ أنّ الهجرة استنزفت العديد من أبنائها، ولم يبق في القرية إلاّ 250 عائلة، يشكّل أفرادها نسبة 80٪ من سكّان القرية. في شدرا كنيستان أرثوذكسيّتان، واحدة مكرّسة لرقاد والدة الإله، والثانية على اسم النبيّ إيليّا. يخدمها الأب إلياس (شبيب) والأب يعقوب (جبر).
شدرا الغافية على سفح جبلها الشرقيّ، بين أشجار السنديان والزيتون، في أحضان الطبيعة التي جبلها الخالق له المجد، بقرب نهر ينبع من عين الصفصاف، تشهد اليوم تحقيق حلم راود أبناءها منذ سنين.
القدّيس يعقوب أخو الربّ انتقى شدرا مكانًا له يقيم فيه، ويكون محجًّا للمؤمنين، يمجدّون اللَّه فيه. فأراد أهل شدرا تكريمه وبناء مزار له، صار في ما بعد مقصدًا مباركًا، ليس فقط لسكّان شدرا، بل للقرى المجاورة أيضًا.
بعد بناء المزار، نستعيد بعض المحطّات التاريخيّة في ترميمه.
في 15 آب 2003 عيد رقاد والدة الإله، قرّر أهل شدرا ترميم المزار والطريق المؤدّية إليه، إيمانًا منهم بضرورة ترتيب بيت اللَّه والحفاظ على نظافته.
بوشر العمل بتاريخ 6 آب 2004 في عيد تجلّي الربّ يسوع، وذلك بعد أخذ بركة المثلّث الرحمة مطران أبرشيّة عكّار السابق بولس (بندلي)، والمرحوم الأب إلياس (الخوري). شٌقّت الطريق إلى المزار من الناحية الجنوبيّة، ثمّ تمّ بناء حائط على شكل سور طوله 53 مترًا وارتفاعه ثلاثة أمتار.
أُنجز هذا العمل بهمّة المؤمنين والمتبرّعين من أهل شدرا والجوار.
في كانون الثاني من العام 2006، شُقّت الطرق من الناحية الشماليّة بتمويل من أحد المؤمنين الغيارى على كنيسة الربّ.
في ربيع العام 2007، رُمّم المزار مرّة أخرى مع الدار التي أمامه، وأصبحت الصلوات تقام فيه سنويًّا لمناسبة عيد القدّيس يعقوب أخي الربّ الذي يصادف في 23 تشرين الأوّل.
في 31 آب 2009، تفقّد مزار القدّيس يعقوب أخي الربّ، سيادة المتروبوليت باسيليوس (منصور)، راعي أبرشيّة عكّار، فكان لزيارته هذه وقع كبير على أهل شدرا، وتحوّل جذريّ في مشروع الكنيسة الحلم. إذ استحصل سيادته على رخصة من بلديّة شدرا بهدف بناء كنيسة في هذا الموقع.
بتاريخ 24 تشرين الأوّل ٢٠٠٩، وُضع حجر الأساس للكنيسة ببركة سيادة المطران باسيليوس، بحضور شخصيّات دينيّة واجتماعيّة وسياسيّة.
بوركت شدرا وبورك أهلها، وأكثر اللَّه من أمثالهم في كنيسة الربّ يسوع. l