الحياة في العالم
الأب جهاد أبو مراد
١- مشكلة الحياة
يحيا الإنسان في العالم مدركًا أنّ الطاقات الإيجابيّة في الحياة توجد جنبًا إلى جنب مع الطاقات السلبيّة. فإلى جانب إيجابيّات التقدّم العلميّ والثقافيّ، والتطوّر التكنولوجيّ والطبّيّ التي حقّقها الإنسان لتحسين أوضاعه المعيشيّة، ما زالت الحروب والجرائم والاستغلال وتلوّث البيئة والمظالم الاجتماعيّة وغيرها، تؤرقه وتقضّ مضجعه. وجود الطاقات السلبيّة والإيجابيّة، جنبًا الى جنب، يؤكّد أنّ العالم، الذي نعرف، لم يبلغ الكمال، وأنّ الحياة على الأرض يعتريها النقص. وإن لم يعِ الإنسان حقيقة وجوده، سيبقى في حال المراوحة بين قطبين متعارضين. فالإنسان واهم ويحيا في الخيال إذا ظنّ أنّ بإمكانه العيش بسعادة من دون اللَّه. والدليل، أنّه جرّب وفشل. فالخطيئة الجدّيّة، قادته إلى السقوط، وفي تغرّبه عن اللَّه خرج مجرّحًا وذليلاً من الفردوس، وما زال يجرجر أذيال الخيبة عائشًا، على هامش الحياة.
الثمرة، التي أكلها الإنسان الأوّل، دُعيت »الثمرة المحرّمة«، لأنّ اللَّه لم يكن أجاز لآدم تناولها. ولأنّ آدم لمّا اشتهاها تناولها حبًّا بالعيش لذاته، بعيدًا عن الشركة مع اللَّه والتواصل معه. عندما تناول آدم الثمرة المحرّمة، من دون موافقة اللَّه، كان »يسرق« ثمرة الحياة. والإنسان المعاصر، عندما يسعى بشتّى الوسائل إلى القبض على ثمار »الحياة« وإخضاعها ووضعها في تصرّفه الذاتيّ من دون مشاركة الآخر، فإنّه يسرقها من اللَّه ومن شركائه في الإنسانيّة. الإنسان يجب أن يدرك أنّ كلّ شيء، يؤخذ بالأنانيّة وحبّ الذات، يتحوّل إلى ثمرة محرّمة، وحبّ الذات يقود إلى الظلم والاستغلال والحقد والهلاك.
٢- العالم المادّيّ وليمة بين اللَّه والإنسان
جاء في الكتاب المقدّس أنّ العالم »حسن جدًّا«. العالم مائدة غنيّة بكلّ أنواع الخيرات والبركات خلقها اللَّه ومدّها أمام الإنسان ودعاه إليها، ضيفًا عزيزًا مكرّمًا. أيقونة »ضيافة إبراهيم« للرسّام الملهم روبليف، تصوّر جمال اللقاء بين الثالوث القدّوس والإنسان، المتمثّل بإبراهيم وسارة. دعا اللَّه الإنسان ليكون شريكًا في الطعام والخيرات، قائلاً له: »ها قد أعطيتكم كلّ عشب يخرج بزرًا على وجه الأرض كلّها، وكلّ شجر فيه ثمر يخرج بزرًا يكون لكم طعامًا« (تكوين ١: ٢٩). وبعد أن خلق اللَّه العالم، بارك كلّ مخلوقاته. البركة تعني أنّه ملأه من محبّته والرضى، وقدّمه هبة للإنسان وعطيّة مجّانيّة. التجاوب الصائب للإنسان مع دعوة اللَّه، كان في قبوله أن يكون شريكًا للَّه على مائدة الحياة، وأن يكون شاكرًا له على عطاياه وإنعاماته، على الخيرات التي ملأ بها العالم لأجله.
الإنسان شكر اللَّه وباركه، عندما أجاز اللَّه له أن يدعو الحيوانات بأسمائها ( تكوين ٢: ١٩- ٢٠). فالاسم، في الكتاب، يحمل المعنى والقيمة التي يعطيها اللَّه إلى كلّ مخلوق. وعندما نذكر الاسم، نشكر اللَّه ونباركه على ما أعطانا. وعندما يبارك الإنسان اللَّه ويشكره، يصبح كاهنًا يقف في وسط الكون، يأخذ العالم مع خيراته من يدي اللَّه، فيشكره ويباركه، ويعيده إليه. وهكذا تكتمل دائرة الحبّ بينه وبين اللَّه. فالإنسان يتناول خيرات العالم من اللَّه، فيبارك اللَّه، ويعيدها له كعلامة شكر. وهكذا يصبح العالـم، مع خـيراتـه، وسائـل شركـة وتواصـل بينه وبين اللَّه.
قلنا إنّ الإنسان أحبّ العالم، ويعتبره هدفًا مطلقًا قائمًا بذاته، كما أنّه لا يؤمن بأنّ العالم خليقة اللَّه. فإذا كان العالم ليس عطيّة من اللَّه، وليس مساحة وفاء يتدرّب فيها على تبادل الحبّ مع خالقه، فهل يكون وسيلة لإرضاء الذات وسببًا لتنامي الأنانيّات؟ إيمان كهذا يجعل الإنسان عبدًا للعالم، وفي العبوديّة الموت. مثَلُنا على ذلك، أنّ استغلال العالم حبًّا بالذات، أدّى إلى النزاعات والثورات والحروب وإلى تفشّي المظالم الاجتماعيّة والانحلال الأخلاقيّ وغير ذلك، وهذا بدوره قاد العالم إلى الموت وليس إلى الحياة، كما أرادها اللَّه للإنسان. صارت الحياة في العالم، مشكلة، عندما أحبّ الإنسان العالم أكثر من اللَّه.
٣- عندما يصبح العالم هدف الإنسان النهائيّ الوحيد، فإنّ معايير الأشياء تختلف ومعانيها تتغيّر. الحقيقة أنّ الأشياء تأخذ معانيها بالعلاقة مع اللَّه، وقيمها تقاس بالتواصل معه. من هذا المنطلق، العالم المادّيّ، »الحَسَن« والضروريّ الذي لا غنى عنه للحياة، الذي خلقه اللَّه وقدّمه هديّة للإنسان، إذا انقطع عن اللَّه، ينبوع الحياة وكلّ خير، يفقد معناه. والإنسان، الذي يبتعد عن اللَّه ويرفض اعتبار العالم عطيّة إلهيّة، يفقد الحياة الحقيقيّة، ومن كاهن يقدّس الكون، يضحي عبدًا لشهواته، ومستبدًّا بأخيه الإنسان ومسيطرًا على العالم بالقوّة والقهر.
٤- معنى الحياة في العالم
الحياة في العالم لا تخلو من الصعوبات والمشاكل . أيعني هذا أن لا قيمة لها ولا معنى؟
أراء فلاسفة القرنين التاسع عشر والعشرين، رغم الإيجابيّات المشرقة التي أسهمت في بناء الإنسان المعاصر، كانت في معظمها تميل إلى التشاؤم. فبعضهم أنكر وجود اللَّه، أو لم يعتبره أساسًًا ومرتكزًا لبناء الإنسان. والبعض الآخر بشّر بالعدميّة والإلحاد، ولم يعط الإنسان القيمة التي يستحقّها كأسمى مخلوقات اللَّه. »الآخر هو الجحيم«، قال سارتر، والماركسيّة اعتبرت أنّ قيمة الإنسان تتوقّف على مدى انخراطه في المجتمع ومساهمته في الانتاج المادّيّ. وهنا أيضًا، فإنّ رفض اللَّه يتدرّج، ليصبح رفضًا لشخصيّة الإنسان. أمّا العدميّون والفوضويّون، فرفضوا قيمة الحياة بسبب المظالم الاجتماعيّة التي اقترفها الإنسان نفسه، وبسبب الفوضى التي أحدثها سوء استعماله المادّة. اللافت أنّ كلّ الأنظمـة الاجتماعيّة السياسيّة، وعدت بتحسين ظروف الحياة ورفع معايير القيم الإنسانيّة، ولكن... في المستقبل البعيد.
أ- نظرة الكنائس الغربيّـة إلى الحياة، التي تسرّب جزء منها، بشكل أو بآخر، إلى الفكر الأرثوذكسيّ الشرقيّ المعاصر، تختلف عـن نظرتنا التقليديّة الأرثوذكسيّة. تعتقد الكنائس الغربيّة أنّ الحياة الحاضرة لا قيمة لها، لأنّ حالة السقوط »أماتت« في الإنسان »صورة اللَّه«. أمّا الجماعات البروتستانتيّة فتؤكّد أنّ الصورة الإلهيّة في الإنسان، بعد أن »تدمّرت كلّيًا« بسبب السقوط، تحوّل الإنسان إلى مادّة ملعونة massa damnata وبإزاء الحياة »الأرضيّة« التي لا قيمة لها، هناك الحياة »الأخرى«، الحياة »السماويّة«، التي سيرث فيها الإنسان الأبديّة، »بعد الموت«، ويتمتّع بحالة السعادة والطوبى. وبما أنّ المعصية، يقول الكاثوليك، تُعتبر إهانة عظيمة للَّه، فالحياة الحاضرة، يجب أن تكون مناسبة للتكفير عن الذنوب، والسعي لإرضاء العدل الإلهيّ. وهذا لا يتحقّق إلاّ بالأعمال الصالحة، أو بالإيمان كما يردّد البروتستانت. إلى ذلك، فإنّ السقوط أوجد هاوية بين اللَّه والإنسان، يستحيل عبورها. فاللَّه، من جهته عاد غير مهتمّ بمشاكل الإنسان التاريخيّة. والإنسان، من جهة أخرى، أمسى بحالة ضعف شديد يعجز فيه على التواصل مع اللَّه.
ب- التقليد الأرثوذكسيّ لا يقلّل من فداحة السقوط ولا من نتائجه المريعة، لكنّه لا يعتقد أن صورة اللَّه اختفت كلّيًّا في الإنسان الساقط. صحيح أنّ الصورة الإلهيّة في الإنسان تلطّخت وتشوّهت، لكنّها لم تختف. والإنسان الساقط يستطيع، بإمكاناته المحدودة، التعرّف إلى اللَّه والإيمان به والتواصل معه. مثلنا على ذلك أنّ رجال العهد القديم العظام والأنبياء ومرسلي اللَّه، عرفوا اللَّه وآمنوا بقدرته وتكلّموا باسمه وأقاموا معه علاقات وثيقة. من هنا نشأت الثقة، عند الآباء الشرقيّين، بأهمّيّة الإنسان وحياته في هذا العالم.
ج- لا نزاع ولا عداوة بين اللَّه والإنسان الساقط. وسرّ تجسّد الكلمة، ابن اللَّه الوحيد، برهن على طبيعة اللَّه الحقيقيّة، وكشف أنّ محبّته للبشر محبّة حقيقيّة، وليست شفقة أو رحمة. إنّها صداقة واقعيّة وعميقة واحترام وتقدير. إلى ذلك، فإنّ اتّخاذ ابن اللَّه المتجسّد طبيعة بشريّة مؤلّفة من جسد ونفس بشريّين، برهان ساطع على أهمّيّة الكيان البشريّ، النفسيّ والجسديّ بآن (الكلمة صار جسدًا)، وعلى الأهمّيّة التي كان اللَّه وما زال يخصّ بها العالم: »هكذا (بهذا المقدار) أحبّ اللَّه العالم حتّى إنّه بذل ابنه الوحيد...« ( يوحنّا ٣: ١٦).
د- انطلاقًا من مبدأ التمييز بين جوهر اللَّه وأفعاله، تتكلّم الكنيسة الأرثوذكسيّة على قدرة التواصل وإقامة علاقة وثيقة، بين اللَّه والإنسان. يقول القدّيس باسيليوس الكبير »إنّ أحدًا لم يعاين جوهر اللَّه، لكنّنا نؤمن بجوهره بسبب خبرتنا مع أفعاله«. الجوهر يعني اللَّه في ذاته، والأفعال تعني اللَّه في أعماله وتجلّياته. اللَّه حاضر بكلّيته في كلّ فعل من أفعاله، كما الشمس في كلّ حزمة من شعاعاتها، والإنسان المشارك في الأفعال الإلهيّة، كالخلق والنعمة والمحبّة والغفران وغيرها، يشارك في حياة اللَّه، بالقدر المستطاع لكلّ مخلوق.
٥- حياة الإنسان الواحدة
الملاحظ أنّ كنيستنا تشدّد على معنى »الحياة الأخرى«، وخلاص النفس. وهذا لا يعني أبدًا التقليل من قيمة هذه الحياة، ولا تحقير الجسد. فما علاقة الحياة الأرضيّة بالحياة السماويّة؟ يعلّمنا الكتاب المقدّس وتقليد الكنيسة أنّ حياة الإنسان واحدة، تبدأ بالولادة على الأرض وتستمرّ من دون انقطاع في السماء. الحياة الأخرى لا تحصر الحياة الحاضرة ولا تنقلها ولا تهمّشها، بل بالعكس تعطيها معنى ودفعًا وحافزًا للاستمرار. فكلّ ما نقوم به هنا على الأرض من فضائل، وبخاصّة المحبّة، يبقى ويُحسب هناك، في الحياة الأخرى. فالزمن، وبخاصّة الزمن الليتورجيّ، موحّد ولا يقبل التجزئة الى ماضٍ وحاضر ومستقبل. زمن العبادات المقدّسة (=الزمن الليتورجيّ)، يفعّل عمليًّا الماضي، كما يفعّل الحاضر والمستقبل. الحاضر، في التقليد الأرثوذكسيّ، إحياء للماضي الغنيّ بالتجلّيات الإلهيّة وعلاقات الحبّ والشوق بين اللَّه والإنسان. وتذوّق للمستقبل، للأبديّة التي دشّنها الابن. والأبديّة ليست سوى اكتمال دائرة الزمن الحاضر ونهاية أهدافه. أمّا »النفس«، في اللغة الكتابيّة، كما هو معروف، فتعني الحياة الحقيقيّة والأبديّة. القول الكتابيّ المعروف: »ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كلّه وخسر نفسه«، يُفسَّر بالتالي: »ماذا يمكن أن يُعطى إنسان، فداءً وبدلاً من أخذ حياته«.
ثمّ إنّ جسد الإنسان يتواءم مع الجسد الذي اتّخذه ابن اللَّه عندما صار بشرًا. ففي سرّ التجسّد، اتّخذ اللَّه جسدًا مادّيًّا وفيه دخل العالمَ المادّيّ. في تعليمنا الأرثوذكسيّ، إنّ اللَّه خلق الإنسان، كيانًا نفسيًّا وجسديًّا، بهدف الاتّحاد به. يقول القدّيس باسيليوس الكبير عن الإنسان إنّه »مدعوّ ومأمور أن يصير إلهًا«. أي إنّ اللَّه، دعاه وأمره إلى الارتقاء إليه، ليصير إنسانًا وإلهًا معًا. والمعنى أنّ الإنسان مدعوّ بالنعمة إلى مشاركة اللَّه في أفعاله. السعي إلى إعادة »صورة اللَّه« في الإنسان، إلى جمالها الأوّل، يعطي الحياة معنى فريدًا. كما أنّ اتّخاذ المسيح جسدًا بشريًّا، منح الحياة، في إطار الجسد الحاضر، قيمة ثمينة لا تقاس بأيّ شيء في العالم.
٦- نظرة متفائلة إلى الحياة
النظرة الأرثوذكسيّة المتفائلة إلى الإنسان، صورة اللَّه، تحرّك فينا الرغبة إلى التجدّد والخلق. فالإنسان قادر، إذا توفّرت لديه الإرادة. الإنسان ليس مادّة عديمة الفائدة، وليس قضيّة خاسرة. نحن نستطيع، بجهادنا، أن نصير أفضل: أن نشابه اللَّه وأن نحقّق »المثال« (التألّه). وإلى جانب الحرّيّة الكاملة التي وهبنا اللَّه إيّاها، فإنّ إرادتنا ما زالت تعمل، وبإمكانها أن تدفعنا إلى التقدّم والسموّ والتجلّي. نستطيع أن نتعاون مع اللَّه من أجل خلاصنا، ونستطيع أن نسهم في مسألة خلاص الآخرين أيضًا، عندما نسعى إلى توافق إرادتنا مع الدعوة الإلهيّة. فاللَّه يرضى، ويريدنا أن نتدرّب ونجاهد من أجل التقدّم والكمال في العالم.
اللَّه قريب منّا ( عمانوئيل= اللَّه معنا ) ونحن قريبون من اللَّه (في أفعاله). هذا الموقف الأرثوذكسيّ، يجعل الحياة المسيحيّة ممكنة في الدهر الحاضر، وتحقيقها ليس مستحيلاً. الكنيسة الأرثوذكسيّة، لا تُحيل الإنسان إلى الحياة الأخرى. بل تبشّر بإمكانيّة عـيش هـذه الحياة بسعادة، في شكل العالم الحاضر. فحياة الكنيسة، في كلّ مظاهرها، »تذوّق« و»عربون« للحياة الحقيقيّة مع اللَّه، في هذا العالم.
أقوال آبائيّة
- يجب ألاّ نتباهى ونتفاخر أمام اللَّه، كأنّنا نملك الحياة بقدرتنا. لأنّ خبرة السقوط علّمتنا أنّنا نأخذ الحياة من كمال اللَّه، وليس من طبيعتنا ( إقليمس الإسكندريّ).
- اللَّه هو الخلود (عدم الموت) والحياة وعدم الفساد. ( ميثوذيوس الأولمبيّ).
- اللَّه هو الحياة بالطبيعة، وهو يهب الخليقة، الوجود والحياة والحركة، بطرائق عديدة (كيرللس الإسكندريّ).
الثمرة، التي قتلتني، جميلة وشهيّة للأكل. لكنّ المسيح هو شجرة حياة التي إذا أكلت منها لا أموت، بل أصرخ مع اللصّ، أذكرني ياربّ في ملكوتك ( اللحن السابع).
- »أعرف أنّ اللَّه ينزل.
أعرف أنّ من لا يُرى يظهر.
أعرف أنّ من هو فوق كلّ خليقة
يأخذني ويضمّني إلى ذراعيه،
لأجد نفسي فوق العالم.
فأنا، الهشّ، القابل للموت في العالم،
أرى الخالق ، كاملاً في ذاتي.
وأعرف أنّي لن أموت، لأنّني في صميم الحياة.
الحياة فيَّ تتراقص كمياه الينابيع.
اللَّه في قلبي، فأنا في السماء:
فهناك وهنا، يظهر لي بالمجد ذاته«.
( القدّيس سمعان اللاهوتيّ الحديث).l