البلمند- لبنان
بيان المجمع الأنطاكيّ المقدّس
انعقد المجمع الأنطاكيّ المقدس برئاسة غبطة البطريرك يوحنّا العاشر (يازجي) في دورته العاديّة الحادية عشرة من الثالث وحتّى العاشر من تشرين الأوّل 2019 في البلمند وذلك بحضور أصحاب السيادة المطارنة: إلياس (أبرشيّة بيروت وتوابعها)، سرجيوس (أبرشيّة سانتياغو والتشيلي)، إلياس (أبرشيّة صيدا وصور وتوابعهما)، دمسكينوس (أبرشيّة ساو باولو وسائر البرازيل)، سابا (أبرشيّة بصرى حوران وجبل العرب)، جورج (أبرشيّة حمص وتوابعها)، باسيليوس (أبرشية عكّار وتوابعها)، أفرام (أبرشيّة طرابلس والكورة وتوابعهما)، إغناطيوس (أبرشيّة فرنسا وأوروبّا الغربيّة والجنوبيّة)، إسحق (أبرشيّة ألمانيا وأوروبّا الوسطى)، جوزيف (أبرشيّة نيويورك وسائر أميركا الشماليّة)، غطّاس (أبرشيّة بغداد والكويت وتوابعهما)، سلوان (أبرشيّة الجزر البريطانيّة وإيرلندا)، أنطونيوس (أبرشيّة زحلة وبعلبك وتوابعهما)، نقولا (أبرشيّة حماه وتوابعها)، باسيليوس (أبرشيّة أستراليا ونيوزيلاندا والفيليبّين)، إغناطيوس (أبرشيّة المكسيك وفنزويلا وأميركا الوسطى وجزر الكاريبي) وأثناسيوس (أبرشيّة اللاذقيّة وتوابعها)، سلوان (أبرشيّة جبيل والبترون وما يليهما جبل لبنان)، ويعقوب (أبرشيّة بوينس آيرس وسائر الأرجنتين) والأساقفة؛ المتروبوليت نيفن (صيقلي)، موسى (الخوري)، لوقا الخوري، توماس (جوزيف)، ديمتري (شربك)، إيليّا (طعمة)، قسطنطين (كيّال)، يوحنّا (هيكل)، جان (عبداللَّ ه)، أنطوني (مايكل)، نيكولاس (أوزون)، غريغوريوس (خوري)، قيس (صادق)، يوحنّا (بطش)، ثيوذور (الغندور). وحضر الأسقف أفرام (معلولي) أمين سرّ المجمع المقدّس. واعتذر عن عدم الحضور الأسقفان باسيل (عيسى) وألكساندر (مفرّج). وحضر المطران بولس (أبرشيّة حلب والإسكندرون وتوابعهما)، المغيّب بفعل الأسر، في صلوات آباء المجمع وأدعيتهم.
وبعد الصلاة واستدعاء الروح القدس واستمطار الرحمة الإلهيّة على نفس المطران إسبيريدون (خوري)، مطران زحلة وبعلبك وتوابعهما السابق، استعرض الآباء جدول الأعمال. وتناولوا أوّلاً قضيّة مطراني حلب المخطوفين بولس (يازجي) ويوحنّا (إبراهيم) واستنكروا الصمت الدوليّ المطبق تجاه القضيّة في عامها السادس. ودعوا إلى إطلاقهما ووضع نهاية لهذا الملفّ الذي يختصر شيئًا ممّا يعانيه إنسان هذا الشرق من ويلات.
تدارس الآباء موضوع «العائلة» كموضوع أساس على جدول أعمال المجمع. وضمّوا إلى الجلسات المجمعيّة المتعلّقة بهذا الموضوع، عددًا من الاختصاصيّين من إكليروس وعلمانيّين، وعلى رأسهم المطران نيقولاوس متروبوليت مسوييا ولافريوتيكي من الكنيسة اليونانيّة. وتوقّف الآباء في الجزء الأكبر من مداولاتهم أمام حجم التحدّيات التي تواجه العائلة، في الوطن وبلاد الانتشار، وتنوّعها. ولم يغب عنهم أنّ الصعوبات الاقتصاديّة هي أولى هذه التحدّيات وأكثرها إلحاحًا وتداعيات على حياة العائلة واستقرارها، وارتأوا توجيه كهنة الرعايا ومجالسها في سائر الأبرشيّات إلى تكثيف رعايتهم وجهودهم ومبادراتهم وصولاً إلى ما يخفّف من وطأة هذه الأزمات عن كاهل الأبناء. كما يرفعون صلواتهم الدائمة، مرفقةً بتوجّههم إلى التواصل مع المعنيّين، لأجل الإسراع في معالجات هذه الأوضاع.
وحيث تكثر سائر التحدّيات الأخرى التي تواجه العائلة، اليوم، نتيجة ما يلصق بالحرّيّة الإنسانيّة من مفاهيم، وما تؤدّي إليه من استباحة للقيم الإيمانيّة والإنسانيّة. وحيث إنّ هذه التحدّيات أمست أكثر خطورة على العائلة وخلاص أعضائها. وأمام ظواهر الخروج عن الأسس السليمة لمسار الحياة الإنسانيّة وضوابطها المجتمعيّة، وتنامي روح الفرديّة والاستهلاك وما تهدّد به العائلة من تفكّك وتغرّب عن استقامة العيش بشركة بين أعضائها في ضياء الإنجيل. ولسبب التساؤلات التي تطرحها في ضمائر العائلات بعض ميادين «أخلاقيّات علم الحياة»، أولى الآباء هذه الهموم ما تقتضيه من بحث وتأمّل واهتمام. وفي جلسات عدّة شارك فيها كهنةٌ مدعوّون وأبناء اختصاصيّون وناشطون في حياة الكنيسة، ناقش الآباء هذه القضايا، واستمعوا إلى مقاربات عميقة للمواضيع المختصّة بها بغية صوغ خطاب الكنيسة إزاء ما يواجه العائلة منها، واستخلاص السبل الرعائيّة التي تسهم في صون العائلة ودعم ثباتها بالمسيح وتحصينها بفكر الإنجيل. فاستمعوا إلى تقارير حول واقع العائلة وما يحوط به في مختلف الأبرشيّات، وبحثوا مواضيع الزواج والتربية وأخلاقيّات علم الحياة والمثليّة الجنسيّة والمساكنة والرعاية والإعلام بمتفرّعاتها. وبرجاء الآباء الشديد، أن يتشبّث الأبناء، وسط ما يسائل إيمانهم اليوم، بحرّيّتهم في المسيح لكون الخلاص به الغاية الأثمن، قرّروا توجيه رسالة رعائيّة، تعليميّة، الى أبناء الكنيسة، خلال الأسابيع القادمة بعنوان «العائلة فرح الحياة»، توجز لهم الأسس اللاهوتيّة للزواج ومقاربة الكنيسة لكلّ هذه التحدّيات المعاصرة ومسائل أخلاقيّات علم الحياة ودور العائلة في حياة الكنيسة وتوصيات الكنيسة لأبنائها. وارتأوا إطلاق حركة رعائيّة «للعائلة» في الأبرشيّات في سبيل إيصال الرسالة إلى المؤمنين. ويبقى لكلّ أبرشيّة تحديد الأطر المطلوبة في رعاياها.
تدارس آباء المجمع التحدّيات التي تواجه عائلة الكنائس الأرثوذكسيّة، مع كلّ ما تطرحه من مخاطر على الشهادة الأرثوذكسيّة الواحدة في عالم اليوم في حال عدم معالجتها. ودعوا إلى تكثيف الجهود مع المعنيّين كافّة من أجل مداواة الجروح التي أصابت جسد الكنيسة عبر العمل المجمعيّ والتشاوريّ.
واستمع الآباء إلى تقارير قدّمت حول معهد القدّيس يوحنّا الدمشقيّ اللاهوتيّ في البلمند، وإلى تقارير بشأن عمل دائرة الإغاثة البطريركيّة والمركز الأنطاكيّ الأرثوذكسيّ للإعلام. أثنى الآباء على جهود القائمين على هذه المؤسّسات مشدّدين على دور الكنيسة في إرساء صوت الحقّ والعدل والسلام في العالم. كما تداول الآباء في ملفّ الهجرة والنزوح في الوطن والانتشار وشدّدوا على محوريّة الدور المناط بالكنيسة في السعي إلى خدمة الإنسان أينما كان. وعبّر الآباء عن أهمّيّة الحضور الأنطاكيّ في أبرشيّات الانتشار. ونوّهوا، بعيد الاستماع إلى التقارير المقدّمة بهذا الشأن، بالجهد الذي يبذله الرعاة وبمساهماتهم الشخصيّة في سبيل احتضان كلّ أبناء كنيسة أنطاكية في الانتشار، ودعوتهم إلى الحفاظ على الخصوصيّة الأنطاكيّة الراسخة في قيم الإنجيل وتثبيت حضورهم المجتمعيّ وتعزيزه. وقرّر الآباء إعادة تشكيل المجلس التأديبيّ الإكليريكيّ الاستئنافيّ بعد استعفاء هيئته السابقة وأقرّوا الهيئة الجديدة.
وفي إطار المجمع الأنطاكيّ، شارك البطريرك وآباء المجمع في القدّاس الإلهيّ صباح الأحد 6 تشرين الأوّل، وحضروا الأمسيّة المرتلة تحت عنوان «بالمجد والكرامة كلّلهما» التي قدّمتها جوقة أنطاكيّة مشتركة ضمّت مرتّلين من كلّ الأبرشيّات اللبنانيّة والسوريّة في حرم جامعة البلمند الرئيس.
في الشأن السوريّ، يرحّب آباء المجمع بالمبادرات الرامية إلى إيجاد حلّ سياسيّ للأزمة المستمرّة من سنوات، تحترم وحدة الدولة وتراعي حقوق الشعب السوريّ وتطلّعاته. ويناشد الآباء العالم النظر إلى حجم المأساة الإنسانيّة التي يعانيها الشعب نتيجة ويلات الحرب والحصار الاقتصاديّ. ويدعون إلى العمل الجادّ من أجل رفع العقوبات المفروضة على سورية التي يتحمّل المواطنون أعباءها في لقمة عيشهم وصحّتهم، وإلى توفير الشروط الملائمة لعودة النازحين والمهجّرين واللاجئين. كما يحثّون الشعب بمكوّناته كافّة على العمل من أجل تحقيق المصالحة الوطنيّة، والمساهمة بشجاعة في إيجاد حلول توفّر الأمن والسلام والتلاحم والاستقرار وتسهم في النموّ والتقدّم والازدهار. كما عبّروا عن إدانتهم كلّ عدوان يستهدف السيادة السوريّة ويعرّض أهلها للقتل والنزوح والتهجير.
في ما يتعلّق بالشأن اللبنانيّ، يطالب الآباء الحكومة باتّخاذ كلّ الخطوات التي من شأنها أن تسهم في معالجة الوضع الاقتصاديّ الصعب والتخفيف من الأعباء على المواطنين، وتجنّب فرض المزيد من الضرائب على أصحاب الدخل المحدود. كما يناشد آباء المجمع المقدّس جميع المسؤولين اللبنانيّين العمل على وضع حدّ للفساد المستشري في مرافق الدولة وإداراتها، والذي يصيب جميع مجالات الحياة، بحيث بات يهدّد بانهيار الدولة على رؤوس الجميع. وإذ يدعو آباء المجمع إلى الارتقاء بالممارسة السياسيّة فوق المصالح والاعتبارات الشخصيّة، وإلى تطهير الإدارات العامّة من الفاسدين، يرحّبون بمبادرة مجلس الوزراء في ملء الشواغر في الوظائف العامّة، ويشدّدون على ضرورة الابتعاد عن الزبائنيّة ووجوب اعتماد الشفافيّة في التعيين، وأن يستوفي المرشّحون الكفاءة والخبرة، ضمن الاحترام التامّ للتوزيع الطائفيّ وعدم تفضيل طائفة على أخرى. وفي هذا الصدد يؤكّد الآباء أنّ وجود آليّة واضحة تتيح وصول الأكثر كفاءةً إلى المركز، يبقى الخيار الأفضل الذي يبعد التعيينات عن منطق المحاصصة والمحسوبيّات.
توقّف الآباء عند ما يسمّى «صفقة القرن» التي يتمّ العمل على تسويقها في المنطقة. وشدّدوا على أنّ القضيّة الفلسطينيّة هي قضيّة شعب تنتهك أبسط حقوقه يوميًّا ويتعرّض لأبشع أنواع التمييز العرقيّ على يد سلطة محتلّة. وإذ يدعو الآباء جميع دول العالم إلى العمل من أجل إنشاء الدولة الفلسطينيّة، وتطبيق القرارات الدوليّة القائلة بحقّ العودة، يؤكّدون أنّ أيّ حلّ للقضيّة الفلسطينيّة خارج إطار العدالة وضمان حقوق الشعب الفلسطينيّ يبقى حلًّا ظالمًا وغير مقبول.
يصلّي الآباء من أجل العراق ومن أجل سائر شعوب المنطقة وبلدانها، كما يسألون اللَّه أن ينير عقول المسؤولين عن مصائر الشعوب في العالم والمنطقة، لكي يتحسّسوا ما يصيب الإنسان من قهر وألم، ويبادروا إلى ما يجعل العالم أكثر سلامًا وعدلاً خاليًا من الصراع والعنف والجشع والاستقطاب والانقسام.
وبحث الآباء الأزمة البيئيّة المتفاقمة بسبب استمرار التلوّث بأسبابه المختلفة واستغلال خيرات الأرض بشكل عشوائيّ. وإذ لاحظوا أنّ هذه الأزمة باتت تهدّد الطبيعة والحياة، بما في ذلك حياة الإنسان، دعوا إلى تبنّي خيارات عيش شجاعة تحترم البيئة، وتحدّ من جشع الاستهلاك والتسلّط على الطبيعة والسعي إلى الربح السريع والسهل. كما دعوا إلى صوغ سياسات تضمن آفاق الحياة المستقبليّة، وتسهم في الحفاظ على ما يسمح لأجيال المستقبل بالتمتّع بخيرات الأرض.
يرفع الآباء صلواتهم من أجل سلام العالم أجمع، ويضرعون إلى الربّ القدير أن يرسل روح سلامه إلى العالم، ويحفظ أبناء الكنيسة الأنطاكيّة المقدّسة في كلّ مكان في الوطن وفي بلاد الانتشار، بشفاعة الكلّيّة القداسة العذراء مريم شفيعة البلمند، والقدّيسين بطرس وبولس مؤسّسي الكرسيّ الأنطاكيّ المقدّس وجميع القدّيسين.
تلّة الخريبة، راشيّا الفخّار، لبنان
كنيسة النبيّ إيليّا الغيّور
لا تاريخ محدّد لبناء كنيسة النبيّ إيليّا الغيّور. إلاّ أنّ منطقة سفح جبل حرمون (الشيخ)، كانت منذ القِدَم أرضا للتعبّد والصلاة بدليل بقايا عشرات المعابد الوثنيّة المكرّسة للآله بعل وغيره... والتي لا تزال أطلالها حتّى يومنا هذا في بعض الأماكن المحيطة بجبل حرمون. كما شُيّدت الكنائس في ما بعد في القرى التي يحتضنها هذا الجبل المقدّس، والذي قدّسته قدما يسوع المسيح عندما صعد قمّة حرمون وتجلّى عليه بمجده الإلهيّ حسب ما ورد في الكتاب المقدّس...
أمّا بلدة الخريبة فكانت بلدة عامرة من عائلات (دعبوس، معلوف، الشمندي، عسكر، عساف، ومسعد...) ولكنّ سكّانها نزحوا منها بعد تكرار الاعتداءات والهجمات عليهم خلال القرن التاسع عشر، وتوجّه قسم منهم إلى بلدة راشيّا الفخار وإبل السقي، وهاجر قسم لا بأس به إلى بلاد الاغتراب.
كنيسة النبي إيليّا الغيّور في الخريبة كانت مقصدًا للناس والحجّاج ولكلّ المذاهب الدينيّة في المنطقة وغيرها. خلال الغزو الإسرائيليّ العام ١٩٧٨ واجتياح الجنوب اللبنانيّ، دمّرت طائرات العدو ما تبقّى من منازل بلدة الخريبة، وفي مقدّمتها كنيسة النبيّ إيليّا الغيّور التي تتوسّطها. وبعد التدمير حضرت الجرّافات وورش الهندسة والحفر والتنقيب ونقلت أطنانًا من الصخور والأتربة إلى داخل فلسطين المحتلّة. خلال أعمال إعادة بناء الكنيسة في العام ٢٠١٨ وبين ركام الحجارة المتبقّية في موقع الكنيسة المدمّرة، عُثر على حجارة نُقش عليها الصليب الذي يحمل على زواياه الأربع نقش صلبان صغيرة، وبعد مراجعة الخبراء في الموضوع، ومقابلة الصور، كانت المفاجأة بأنّ هذه النقوش الأثريّة إنّما ترمز إلى شعار مملكة بيت القدس اللاتينيّة التي قامت خلال القرون الوسطى نحو العام (١٠٩٩ م) بعد الحملة الصليبيّة الأولى وشكّلت أكبر ممالك الصليبيّين في الشرق وقاعدة لعمليّاتهم، وسمّيت باسم القدس واتّخذت من المدينة المقدّسة عاصمة لها، ومن مدن صور وعكا حواضر أساسيّة ضمّت لبنان وفلسطين والأردن والأجزاء الغربيّة من سورية. واستمرّت هذه المملكة في الوجود زهاء قرنين من الزمن إلى أن سقطت أمام المماليك العام (١٢٩٢ م).
تعود كنيسة النبيّ إيليّا الغيّور إلى أيّام الصليبيّين، وحجارتها تشهد على ذلك، وهي استمرّت صامدة رغم المصاعب والحروب. كان أهالي بلدة راشيّا الفخار والمنطقة يحملون أطفالهم إلى مار إلياس الخريبة في عيد شفيعها للاحتفال بالمناسبة الغالية على قلوبهم. والأجمل في كنيسة النبيّ إيليّا أنّها كانت جامعة لكلّ أبناء المنطقة لا تفرقة فيها بين مسيحيّ ومسلم. وثمّة عائلات كثيرة عمّدت أولادها في كنيسة الخريبة وأشهرهم عائلة القلوط وغيرها.
استمرّت الكنيسة مدمّرة إلى العام ٢٠١٧ عندما اتّخذت مجموعة من المؤمنين برعاية قدس الأب فخري (مراد) كاهن رعيّة كنيسة القدّيس جاورجيوس في بلدة راشيّا الفخّار، المُنتدب من سيادة المطران إلياس (كفوري) راعي أبرشيّة صور وصيدا وتوابعهما للروم الأرثوذكس، قرارًا للانطلاق بإعادة بناء كنيسة النبيّ إيليّا الغيّور على تلّة الخريبة. وببركة سيادته ورعايته وحضوره، وبمشاركة فعاليّات المنطقة وضع حجر الأساس للكنيسة.
ها هي الكنيسة اليوم ترتفع بجدرانها إلى المستوى المطلوب، محافظة على قِدَمها. واليوم الأوّل من شهر تشرين الأوّل ٢٠١٩، بدأ بناء السقف بشكل عقد من الحجر الصخريّ الطبيعيّ الأثريّ، للحفاظ على قيمة الكنيسة الأثريّة. وإضافة القرميد مع قبّة للجرس بمشيئة اللَّه. حيث ستُشيَّد في المستقبل القريب قاعة ومنتفعات وباحة تليق بالمقام المقدّس. آملين من الربّ يسوع أن يمنحنا القوّة والصحّة والعافية. ويهدينا إلى الغيرة الإلهيّة لمعرفة الحقّ من الباطل. فبشفاعة النبي إيليّا الغيّور وجميع القدّيسين أيّها الربّ يسوع المسيح إلهنا إرحمنا وخلصنا.
سيناء، مصر
صفحة جديدة في تطوير السياحة
أعطت الحكومة المصريّة الضوء الأخضر لتوسيع مطار القدّيسة كاترينا في سيناء. سينجز المشروع خلال سنتين وسيعود بالنفع على المنطقة بأكلمها ومن ضمنها دير القدّيسة كاترينا. يدعم هذا المشروع أيضًا محافظ جنوب سيناء الجنرال خالد فودا، ويتوقّع أنّ الكلفة ستبلغ ستّين مليون أورو، ويتوقّع أن تنتهي الأعمال خلال سنة ونصف السنة.
ولهذه الغاية زار فريق من الخبراء موقع المطار وقرّروا البدء بالمشروع الذي سيؤمّن نقلة نوعيّة في نموّ المنطقة على مستوى السياحة وعلى مستوى الثقافة، ويفتح المجال أمام السوّاح من أرجاء العالم لاكتشاف جبل سيناء. ويذكر أنّ رئيس أساقفة سيناء وفاران دميانوس شجع على هذه الخطوة وأيّدها.
والمعروف أنّ دير القدّيسة كاترينا يقع في المكان الذي ظهر فيه الربّ لموسى في العلّيقة المحترقة، تحت جبل الوصايا العشر. إنّه أقدم دير يرقى تاريخه إلى أكثر من ستّة عشر قرنًا.
يؤمّن الدير نحو أربع مئة وظيفة لسكّان المنطقة ويساعد بذلك على ازدهار الاقتصاد. فالبدو هناك يعملون في حقول الزيتون والكرمة وفي تربية النحل وغير ذلك الكثير. وعندما قرّرت الحكومة المصريّة إقفال الدير في العام 2013 تُرك البدو يناضلون وحدهم واضطرّوا إلى بيع جمالهم وما عادوا يستطيعون تأمين لقمة عيشهم. والسوّاح لا يأتون إلى المنطقة ولاينامون في الفنادق أو يشترون الطعام، وهذا ما يزيد الوضع تأزّمًا.
خلال الخمسين سنة الماضية أُقفل الديرمرّتين، الأولى في العام 1977 عندما زار الرئيس أنور السادات القدس، والثانية في العام 1982 عندما دخل الجيش المصريّ سيناء بعد انسحاب القوّات الإسرائيليّة.
وهذه المرّة خشيت الحكومة هجومًا إرهابيًّا على الدير، بخاصّة عندما حصلت محاولة اختطاف أحد الرهبان الذي كان متوجّهًا إلى جنوب سيناء.
مصر
افتتاح الكنيسة اليونانيّة بالقاهرة
ترأس غبطة بطريرك الإسكندريّة وسائر إفريقيا ثيوذوروس القدّاس الإلهيّ في كنيسة القدّيسين قسطنطين وهيلانة التابعة للجاليّة اليونانيّة في القاهرة، بعد الانتهاء من ترميمها، وكان احتفل بصلاة الغروب في اليوم السابق.
حضر الدكتور خالد العناني وزير الآثار، نيابة عن رئيس جمهوريّة مصر، مراسم افتتاح كنيسة القدّيسين قسطنطين وهيلينا الخاصّة بالجالية اليونانيّة في القاهرة. ومن الحضور أيضًا ممثّل الكنيسة اليونانيّة وممثّل الكنيسة القبرصيّة، ونائبة وزير التعليم ممثّلة الحكومة اليونانيّة صوفيا زاكاراكي، وعدد من السفراء، ورئيس الجالية اليونانيّة في القاهرة كريستوس كافاليس.
وخلال الكلمة التي ألقاها د. العناني خلال مراسم الافتتاح، نقل تحيّة رئيس الجمهوريّة وتهنئته لمناسبة افتتاح هذه الكنيسة التي يرجع تاريخها إلى اكثر من 100 عام، بعد عمليّة ترميم كاملة استغرقت ما يقرب من عامين من العمل الجادّ والشاقّ، واصفًا إيّاها بالرائعة وأنّها عادت إلى سابق سحرها، مشرقة مرّة أخرى في وسط مدينة القاهرة، لتؤكّد على مدى عمق علاقات الصداقة الوثيقة والمتميّزة والقويّة بين اليونان ومصر، والتي بنيت على مبادئ المحبّة والاحترام المتبادل. وأضاف د. العناني أنّ هذه العلاقات الطيّبة تمتدّ إلى اكثر من ألفي عام وأثبتت قوّتها وعمقها يومًا بعد يوم وسنة تلو الأخرى، على جميع المستويات والمجالات سواء على المستوى الشعبيّ أو السياسيّ. وأوضح أنّه كوزير للآثار يسعد بشدّة عند رؤية كنيسة ترمّم في مصر البلد المباركة، التي قضت فيها العائلة المقدّسة أكثر من ثلاثة أعوام ونصف العام .
وعلى هامش زيارة مصر تفقّدت السيّدة زاكاراكي مدرستين تابعتين للجالية اليونانيّة هما المدرسة الإعداديّة أشيلوبوليوس والمدرسة الثانويّة أمبيتيوس.
كما أعرب السيّد كافاليس عن فرحه بالعمل الذي أنجز في الكنيسة فقال إنّ هذا الصرح المقدّس موجود في القاهرة منذ العام 1907 وهو أهمّ معلم دينيّ بالنسبة إلى الجالية اليونانيّة. ويمكن قراءة أسماء المتبرّعين وأسماء الأبطال اليونانيّين الذين توفّوا في الحروب التي خاضتها البلاد. وكذلك تحدّث السيّد كافاليس عن ترميم الكنيسة فقال إنّ القانون في مصر يعتبر كلّ مبنى عمره أكثر من مئة سنة مبنى أثريًّا. وهذه الكنيسة عمرها أكثر من مئة سنة، وبما أنّ السلطات المصريّة وضعت ثقتها بنا سمحت لنا بالترميم لأنّنا نحبّ تراثنا ونريد إبقاءه حيًّا.
بحيرة بيبسي – روسيا
اكتشاف كنيسة من القرن الخامس عشر
اكتشف علماء الآثار كنيسة من القرن الخامس عشر في قعر بحيرة بيبسي. هي خامس أكبر بحيرة تمتدّ بين الحدود في أوروبّا على الحدود بين إستونيا وروسيا. هي ما تبقّى من كيان كبير من المياه عرفته هذه المنطقة خلال العصر الجليديّ وتحتوي البحيرة على العديد من الجزر وتتكوّن من ثلاثة أجزاء: بحيرة بيبسي وبحيرة بيهكفا وبحيرة لاميجارف. وتستخدم البحيرة من أجل الصيد والترفيه، إلّا أنهّا عانت بعض التدهور بسبب الزراعة في فترة الحكم السوفيتيّ ويصب فيها نحو 30 نهرًا وجدولاً. وفي العام 1242، كانت البحيرة موقعًا لمعركة على الجليد بين الفرسان التيوتونيّة والنوفغوروديّين تحت حكم ألكساندر نيفسكي.
الخبراء الذين زاروا موقع المعركة على الجليد أكّدوا أنّ عمق البحيرة لا يزيد على المترين، كما اكتفشوا أودية عميقة منفصلة، كما أنّ أساس الكنيسة وجد على بعد كيلومتر ونصف الكيلومتر من الشاطئ. وفي وقت لاحق سيعمل هؤلاء الخبراء على تحديد موقع المعركة، وسيقومون باختبارات لمعرفة نسبة تراكم الأتربة في البحيرة.
كما أنّ العلماء سيقومون بدراسات حول بحيرات صغيرة مجاورة لمحاولة معرفة المناخ في تلك الحقبة ولوصف المنطقة في ذلك الزمن.
الفيليبّين
الرئيس دوتيرت يدعو الإرساليّات
«أنا أدعو الإرساليّات الأرثوذكسيّة الروسيّة لتأتي إلى الفيليبّين لنبحث عن مكان نشيّد فيه كنيسة أرثوذكسيّة، كان الروس بنوها في العام 1922». هذه كانت دعوة رئيس الفيليبّين إلى الكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة وإلى مبشّريها وإرساليّاتها لتوسيع انتشارها وحضورها في البلاد. والمباحثات جارية لإعادة بناء الكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة التي قصفتها الطائرات الأميركيّة خلال تحرير الفيليبّين. والرئيس الفيليبّينيّ رودريغو دوتيرت يؤمن بأنّ المسيحيّة الأرثوذكسيّة تستطيع أن تحدّ من انتشار التطرّف الدينيّ والإيديولوجيّات الإرهابيّة.
في هذا الإطار ستبني الكنيسة الروسيّة كنائس في ميندناو وفي مقاطعات أخرى. والأرثوذكسيّة هي أكثر الديانات انتشارًا في الفيليبّين المعروفة بأنّها دولة كاثوليكيّة الانتماء. هناك كنائس أرثوذكسيّة عديدة في الجزر الفيليبّينيّة وهي: أبرشيّة الفيليبّين وفييتنام التابعة لبطريركيّة موسكو، الإرساليّة الأرثوذكسيّة الأنطاكيّة، الأسقفيّة التابعة للبطريركيّة المسكونيّة، إرساليّة الكنيسة الروسيّة خارج روسيا.
هونغ كونغ
الكنيسة الأرثوذكسيّة
احتفل المتروبوليت أنطوني، راعي أبرشيّة كورسون وأوروبّا الغربيّة، رئيس الهيئة المسؤولة عن المؤسّسات خارج روسيا، في بطريركيّة موسكو، بالقدّاس الإلهيّ في كنيسة القدّيسين بطرس وبولس في هونغ كونغ. عاون المتروبوليت أنطوني عدد من الكهنة منهم الأرشمندريت ذيونيسيوس راعي الكنيسة، والأرشمندريت ديمتري راعي أبرشيّة بيلغورود، والكاهن أناتولي، والشمّاس سيرغي. أقيمت الصلاة باللغات السلافونيّة والصينيّة والإنكليزيّة، وحضرها القنصل العامّ الروسيّ في هونغ كونغ إيغور ساجيتوف، وديمتري بتروفسكي من دائرة العلاقات الخارجيّة في البطريركيّة ومؤمنون من الرعيّة.
وبعد الخدمة الإلهيّة، رحّب المتروبوليت أنطوني بالمشاركين، ونقل إليهم بركة غبطة البطريرك كيريل، وقدّم للكنيسة بعض الأواني الخاصّة بالخدمة. كما قلّد الأرشمندريت ذيونيسيوس وسام القدّيس سيرافيم ساروفسكي تقديرًا لخدمته خلال خمس وعشرين سنة. كما اجتمع سيادته بالقنصل العامّ وجرى الحديث حول تنمية العلاقات بين رعيّة القدّيسين بطرس وبولس والتمثيل الدبلوماسيّ الروسيّ في المدينة.
وخلال هذه الزيارة، تفقّد المتروبوليت أنطوني المقبرة القديمة حيث أقام جنّازًا على ضريح الأرشمندريت ديمتري أوسبنسكي أوّل كاهن في رعيّة القدّيسين بطرس وبولس. كما قدّم المتروبوليت تيخن، راعي أبرشيّتي بيسكوفي وبورخوف، نسخة عن كتابه «قدّيسو كلّ يوم» باللغة الصينيّة، قائلاً إنّها مساهمة متواضعة في تقوية العلاقات والتفاهم المتبادل بين الشعبين الروسيّ والصينيّ. ترجم هذا السنكسار إلى ثماني عشرة لغة وبيعت منه ثلاثة ملايين نسخة. وعن هذا الكتاب قال المتروبوليت تيخن: «الأرثوذكسيّة غير معروفة في الصين، ومن الضروريّ أن نعرّف المثقّفين والأوساط الأكاديميّة إلى صلب إيماننا». n