أبو ظبي
مؤتمر الأخوّة الإنسانيّة العالميّ
في مؤتمر الأخوّة الإنسانيّة العالميّ المنعقد في أبو ظبي، الرابع من شباط 2019، تحدّث سيادة متروبوليت بيروت وتوابعها المطران إلياس (عوده)، مستهلاًّ كلمته بقول للنبيّ داود: «للربّ الأرض وملؤها، المسكونة وكلّ الساكنين فيها» (مزمور 24: 1). وبعد أن شكر منظّمي هذا اللقاء، قال: «إنّ اللَّه لم يخلق البشر من أجل أن يتذابحوا، أو أن يتسلّط واحدهم على الآخر، أو يعتبر نفسه أفضل من الآخر، بل خلقهم ليتعارفوا، لتسود المحبّة في ما بينهم، لأنّهم مخلوقون على صورته كشبهه، أي أنّهم محبّون، لأنّ «الله محبّة» (1يوحنّا 4: 8). عندما خلق اللَّه الإنسان أعطاه سلطان أن يسود على كلّ الخليقة، ما عدا أخاه الإنسان. التحدّيات والعوائق بدأت تظهر أمام تحقيق الأخوّة الإنسانيّة، مذ سوّلت لقايين نفسه أن يقتل أخاه هابيل الذي اختار أفضل غلاله تقدمة للربّ، فيما لم يجد قايين أنّه أخطأ عندما قدّم للَّه تقدمة من فضلات غلاّته، فقرّر أن يـقــتــل أخاه بدلاً من أن يصلح نفسه....
كلّنا إخوة لأنّنا كلّنا أبناء اللَّه. لكنّ الفرقة تسود والفتنة تبرز عندما نبتعد عن اللَّه من أجل تحقيق مآرب ومصالح شخصيّة. صدق من قال إنّ فتنة الإخوان عرس للشيطان. جهادنا جميعًا يجب أن يكون ضدّ الشيطان، الذي عمل، منذ بدء الخليقة، ولا يزال، على رمي الفتنة بين الإنسان وخالقه، وبين الإنسان وأخيه، بتنمية الكبرياء التي هي أمّ الخطايا، حتّى ظنّ الإنسان نفسه أفضل من أخيه، فعمل على إلغائه.
أنا أتيتكم من لبنان الحبيب، مهد الحضارة والحرف والثقافة، بلد الديمقراطيّة والحرّيّة والتسامح، حيث تغتني الطوائف المتعدّدة فيه الواحدة من الأخرى، يجمعها الحوار، رغم بعض العثرات.... لو لم يكن عالمنا العربيّ يفتقد أدنى مقوّمات الأخوّة، أي المحبّة، لما كنّا بحاجة إلى مؤتمرات عالميّة للتذكير بهذه البديهيّات. هنا يأتي دور الدين، الذي أساسه اللَّه الواحد، ليكون المنبّه والمذكّر، والمرتكز لإرساء ثقافة التآخي في مختلف المجتمعات الإنسانيّة. بما أنّ اللَّه واحد، فكلّ مؤمن أخ للمؤمن الآخر. يقول الرسول يوحنّا الإنجيليّ: «إن قال أحد: إنّي أحبّ اللَّه، وأبغض أخاه، فهو كاذب. لأنّ من لا يحبّ أخاه الذي أبصره، كيف يقدر على أن يحبّ اللَّه الذي لم يبصره؟» (1يوحنّا 4: 20). وجاء في القرآن الكريم: «إنّما المؤمنون إخوة» (الحجرات 10). محبّة الإنسان، كلّ إنسان، هي طريق مضمون نحو اللَّه. المحبّة لا تنفي فرادة الإنسان. المحبّة تدفع الإنسان إلى احترام الآخر المختلف...».
وأضاف: «ليس الدين نظريّات وكلامًا فقط، بل فعل محبّة يظهره الإنسان تجاه أخيه الإنسان. قال الربّ يسوع في الإنجيل: «تعالوا يا مباركي أبي رثوا الملكوت المعدّ لكم منذ تأسيس العالم، لأنّي جعت فأطعمتموني. عطشت فسقيتموني. كنت غريبًا فآويتموني. عريانًا فكسوتموني. مريضًا فزرتموني. محبوسًا فأتيتم إليّ... ما فعلتموه بأحد إخوتي هؤلاء الصغار، بي قد فعلتموه» (متّى 25: 34- 36 و40). لا نستطيع، كقادة دينيّين، أن نطلق الآراء اللاّهوتيّة والنظريّة والتنزيهيّة والفقهيّة والشرعيّة، والإنسان واقف أمامنا يشتهي لقمة العيش. المسيح نفسه أقرن القول بالفعل إذ كان يطعم الذين كانوا يأتون لسماع كلامه، فكان يشبع أجسادهم وأرواحهم. لا يمكننا إيصال حقيقة اللَّه إلى الناس ما داموا يفتقرون إلى أدنى ضرورات الحياة. نعم، نحن أمام تحدّيات كبيرة. إنسان هذا القرن جائع، مهجّر، مقهور، وتائه... أيّها الإخوة، إذا كانت الديانات الثلاث الأساسيّة في العالم تدعى سماويّةً، هذا يعني أنّ موطننا هو الملكوت، ويجب أن نعمل منذ الآن على إحلال هذا الملكوت في قلوب الجميع. السياسة والتعصّب واستثمار المشاعر الدينيّة في إثارة العصبيّات والعزف على وتر التشدّد والأصوليّة الدينيّة كلّما أراد مسؤول الوصول إلى مآربه، لا تساعد على جعل الأرض تذوّقًا مسبقًا للملكوت. علينا جميعًا بثّ روح المحبّة والتآخي، والاسترشاد بمبادئ الدين والأخلاق مع عدم استغلال الدين في أمور السياسة. مطلوب أيضًا أن نرسي مبادئ الحوار الحقيقيّ أي الصراحة والصدق والانفتاح والشفافيّة، وهذه لا تتحقّق إلاّ بالمحبّة وتجاوز «الأنا»، ونبذ المصالح الشخصيّة، واحترام الآخر وصون حرّيّته وكرامته.
نحن نتراجع في عالمنا العربيّ، لأنّنا فقدنا اللَّه، وتمسّكنا بالشعارات الدينيّة. اللَّه لا يطلب منّا لحاقًا أعمى أو تطبيقًا حرفيًّا «لأنّ الحرف يقتل ولكنّ الروح يحيي» (2كورنثوس 3: 6). دعونا جميعًا نستحضر روح اللَّه في جميع حواراتنا واجتماعاتنا وسياساتنا واقتصاداتنا وتكنولوجيّاتنا، وسيعمّ السلام والإخاء في العالم أجمع: «لأنّه حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي (يقول الربّ) فهناك أكون في وسطهم» (متّى 18: 20)».
إبل السقي- لبنان
حفلة ميلاديّة
أقامت حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة حفلة ميلاديّة للطفولة في قرية إبل السقي الجنوبيّة، جمعت أطفالاً وشبيبة من القرى التالية: إبل السقي، راشيّا الفخّار، مرجعيون، عين حرشة، الكفير وكفرمشكي.
توافد الأطفال، الذين فاق عددهم المئة، إلى قاعة القدّيس جاورجيوس في القرية، وبدأ اللقاء عند العاشرة والنصف. كثيرة كانت الحلقات والنشاطات التي قادها الأخ روني عيد، من عين حرشة، مع زميلات له في الفرع، فالشكر لهم جميعًا من القلب.
بعد الغداء، وُزّعت الهدايا على الأطفال، وعلت البسمة على وجوههم، وعادوا فرحين إلى منازلهم.
الشكر الأوّل للَّه الذي أتاح لنا أن نلتقي هذه الوجوه البريئة. والشكر ثانيًا للآباء الأجلاّء غريغوريوس (سلّوم) كاهن رعيّة إبل السقي الذي استقبلنا بحفاوة بالغة، والأب فيليب (العقلة) كاهن رعيّة مرجعيون، والأب فخري (مراد) كاهن رعية راشيّا الفخّار، لتلبيتهما دعوتنا إلى هذه الحفلة المتواضعة.
الشكر الأكبر للقلب الكبير الذي لا ينفكّ يسهم في تغذية لقائنا الجنوبيّ سنة بعد سنة، رافضًا ذكر اسمه لتواضعه ومحبّته، وله منّا كلّ الدعاء بالتوفيق والصحّة.
كوبا
ذكرى تدشين كنيسة روسيّة
في الذكرى السنويّة العاشرة لتدشين كنيسة والدة الإله (قازان) في هافانا، زار الأسقف أنطوني، راعي أبرشيّة فيينّا وبودابست، التابعة لبطريركيّة موسكو وكلّ الروسيا، كوبا، برفقة الشمّاس سيرغي كالاشنيكوف، العامل في دائرة المؤسّسات الروسيّة خارج البلاد.
وعند وصول الأسقف أنطوني إلى هافانا، زار كنيسة قازان وتبرّك بأيقونة والدة الإله، كما التقى المسؤول عن السفارة الروسيّة في كوبا سيرغي ريشيكوف. واجتمع أيضًا بأوزيبيو ليل مؤرّخ مدينة هافانا، وبالأب سابا غاغليوف راعي الكنيسة، وتجوّل بين المعالم الأثريّة في المدينة.
وكان لقاء أيضًا مع رئيس أساقفة الكنيسة الكاثوليكيّة خوان غارسيا رودريغز، ودار الحوار حول قضايا مشتركة ومهمّة. كما احتفل الأسقف أنطوني بالذبيحة الإلهيّة في الكاتدرائيّة، وزار مدرسة تعليم اللغة الروسيّة، والتقى رسميّين ومسؤولين.
بولندا
إسقيط القدّيسين أنطونيوس وثيوذوسيوس
احتفل إسقيط القدّيسين أنطونيوس وثيوذوسيوس في أوردينكي، قرب بلده ناريڤ، وهو المنسك الأرثوذكسيّ الوحيد في بولندا، بعيده الخمسمئة. فأقيم القدّاس الإلهيّ في الإسقيط شارك فيه حجّاج من خمسة بلدان. فما هي قصّة هذا الإسقيط؟ مرّت خمسمئة سنة على ظهور أيقونة القدّيس أنطونيوس من دير الكهوف في كييڤ، للأمير ميخائيلوفيتش فيشنيفيتسك الذي تاه في المستنقعات قرب نهر ناريڤ. ولاحقًا بنى الأمير كنيسة صغيرة في المكان عربون شكر وامتنان. ومع نهاية القرن السادس عشر شيّدت عائلات روسيّة ثريّة ديرًا مكرّسًا على عيد صعود الربّ، وفي مرحلة لاحقة سكن الدير رهبان من دير سوبرتسال الشهير. وعلى مرّ العصور حافظ هذا الدير على إيمان الآباء، وواجه اليسوعيّين وشهد ازدهارًا بعد سنوات عدّة من الحرب الشماليّة العظمى، التي نشبت بين الأمبراطوريّة الــروســـيّـــة والــدنــمــارك - الــنـــروج والكومنولث البولنديّ اللتوانيّ وساكسونيا من جهة، والأمبراطوريّة السويديّة من جهة ثانية للهيمنة على بحر البلطيق. انتهت بهزيمة السويد في 1721 لتترك روسيا قوّة عظمى جديدة في بحر البلطيق ولاعبًا سياسيًّا مهمًّا في أوروبّا. بدأت الحرب بهجوم التآلف على السويد في 1700 وانتهت في 1721 بمعاهدة نيستاد ومعاهدة ستوكهولم.
هُجر الدير فترة طويلة، وفي المرحلة المعاصرة يستعيد الدير حيويّته بفضل رهبان دير سوبرتسال. الناس يؤمّون الدير للصلاة والإرشاد الروحيّ، وللعلاج بالأعشاب.
كينيا
أبرشيّة كيسومو وغرب كينيا
قد لا يدرك قرّاء المجلّة مدى التضحية والعذاب الذي يعانيه الكهنة المرسلون إلى القارّة الإفريقيّة. في هذا الخبرنوجز جزءًا ضئيلاً من الوضع القائم في أبرشيّة كيسومو وغرب كينيا، بعد لقاء مع أسقفها أثناسيوس (أكوندا)، الذي شرح الوضع على الأرض وعرض ما تحتاج إليه الأبرشيّة والكهنة.
الوصيّة الأولى التي دعانا إلى تنفيذها الربّ يسوع هي أن: «اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمّدوهم باسم الآب والابن والروح القدس». وفي هذا الإطار يقول سيادة الأسقف أثناسيوس: «هذه هي المهمّة المقدّسة التي يجب أن نقوم بها بعد تخرّجنا من معهد اللاهوت. إلاّ أنّنا نجد دومًا على الأرض أمورًا لم نكن لنتوقّعها. فنحن نجد احتياجات كثيرة مختلفة، وندرك أنّه إذا لم نعتنِ بهذه الحاجات لا نستطيع أن نتمّم وصيّة الربّ. فنحن نواجه المجاعة والمرض والأمّيّة. ويغدو تبشيرنا مقتصرًا على بناء المدارس والمستشفيات والمياتم والمستوصفات. وحيث يكون الأسقف تكون الكنيسة. لذا على الأسقف أن يكون محور وحدة الكنيسة، ويصبح المسيح المرئيّ بالنسبة إلى المؤمنين. وهو الشخصيّة الأساس الموكلة إليه مهمّة تحقيق كلّ الإنجازات.
وفي هذه الحالة الأسقف لا يكتفي بالوعظ والتبشير، إنّما عليه أن يؤمّن معيشة كهنته ورعيّته. فيمضي معظم وقته وهو يعمل على استمراريّة الأبرشيّة وعلى رؤيتها المستقبليّة، بخاصّة على المستوى المادّيّ. لهذا ولتكون الكنيسة قويّة على الأبرشيّة أن تكون قويّة كذلك. وكما أنّنا نستمدّ قوّتنا من يسوع المسيح، كذلك الكنيسة الأرثوذكسيّة بكلّ مؤسّساتها تستمدّ قوّتها من الأسقف. ولكنّ الأساقفة في إفريقيا لا يتقاضون راتبًا شهريًّا ومع ذلك يتوقّع الناس من الأسقف أن يعطي، حتّى الذين يحصلون على مساعدات من مؤسّسات مختلفة. لذلك الأساقفة في إفريقيا فقراء ولا يستطيعون القيام بواجباتهم على أكمل وجه وهذا يسيء إلى صورة الكنيسة الأرثوذكسيّة. على الجميع أن يفهموا أنّ الوضع في إفريقيا مختلف. ففي أماكن أخرى الأسقف عنده منزل وله راتب شهريّ وسيّارة وتدفع الرعايا مصاريف الأبرشيّة. في إفريقيا على الأسقف أن يؤمّن معيشته بنفسه. ونحن نأمل أن نقوم بمشاريع تنمويّة تمكنّنا من الاستمرار. أشكر جميع الذين يساعدوننا والذين يدعمون المياتم والذين قدّموا لنا المال لشراء حافلة خاصّة بالأبرشيّة للتنقّل بين القرى وتبشير السكّان».
سيراليون
تشييد مدرسة أرثوذكسيّة في أكثر الأحياء فقرًا في العالم
ظهر يوم السبت الواقع فيه 10 تشرين الثاني ٢٠١٨، وضع غبطة بابا وبطريرك الإسكندريّة وسائر إفريقيا، ثيوذورس الثاني، حجر الأساس لبناء مدرسة ابتدائيّة أرثوذكسيّة في أكثر المناطق فقرًا في العالم، في وسط فريتاون عاصمة سيراليون، حيث يقوم بزيارة رعائيّة تستغرق خمسة أيّام.
في قاعة المدينة، رحّبت بحرارة العمدة المنتخبة حديثًا إيڤون أكي سوير بصاحب الغبطة. هذه المدينة هي التي استخدمها المهرّبون في أوقات العبوديّة الصعبة كملجأ للعبيد قبل أن يتمّ تحميلهم على متن سفن تتّجه إلى البرازيل. عاصمة سيراليون هي المدينة التي قبلت العبيد الأحرار الأوائل العائدين إلى إفريقيا ولهذا سميت فريتاون.
كما شكرت للبابا البطريرك حضوره لمدينته، وعلى اهتمام الكنيسة الأرثوذكسيّة في دعم معاناة فريتاون وبخاصة الأطفال الصغار. قدمت «مفتاح المدينة» إلى غبطته ابتهاجًا بوجوده في مدينته. وردّ بدوره البابا ثيوذورس شاكرًا السيّدة عمدة المدينة على الاستقبال وأكّد لها أنّ البطريركية ستظلّ دائمًا حاضرة في جميع الجهود الرامية إلى الارتقاء بنوعيّة حياة السكّان، ليس فقط في العاصمة بل في البلد بأسره.
ثمّ زار صاحب الغبطة مدينة Kro Bey حيث يقطن 27000 شخص في أحيائها الفقيرة، منهم 7000 طفل يعيشون بالفعل في ظلّ أشدّ الظروف فقرًا على وجه الأرض، والأطفال بسبب عدم تلقيحهم ضدّ الأمراض المعدية يموتون قبل الاحتفال بعيد ميلادهم الخامس. وحتّى يومنا هذا هناك مدرسة بدائيّة بفصلين لتعليم هؤلاء الأطفال، مع عدم وجود مرافق صحّيّة فيها. بسبب الأمطار الغزيرة التي شهدها الشتاء الماضي، انهار مخيم الإيواء على 300 شخص، كما أجبرت الأمطار أكثر من 3000 شخص على مغادرة منازلهم.
وقد وضع البابا ثيوذورس الثاني حجر أساس المدرسة بحضور رئيس البلديّة ومجلس المدينة وسكّان الأحياء الفقيرة. وشكر غبطته طلاّب مدرسة ثانويّة خلاندري، الذين سيقدّمون مساهمة حاسمة في تشييد المدرسة الجديدة، ما سيعزّز جودة تعليم الأطفال في المخيّم.
أوكرانيا
دير الكهوف
رغم كلّ الاضطراب الذي تشهده أوكرانيا في هذه الأيّام، ما يزال رهبان دير لاڤرا الكهوف يهتمّون بالفقير والمعوز والمعدوم، متمّمين وصيّة الربّ «كنت جائعًا فأطعمتموني». وفي هذا السياق يقيم رهبان الدير غداء أسبوعيًّا ويستقبلون نحو مئة شخص ولا يقدّمون لهم وجبة غداء فقط، إنّما تجري أحاديث روحيّة ومواضيع كنسيّة مع الرهبان والمرشدين.
ويؤكّد رئيس الدير أنّ الرهبان مستعدّون على الدوام لتقديم المساعدة للمعوزين. ويضيف: «نحن نجتمع منذ أكثر من سنة، ليس فقط من أجل الطعام، ولكن من أجل المحادثة ودعم بعضنا البعض، ومن أجل تبادل الآراء والخبرات حول الصوم وأهمّيّته. وفي آخر كلّ لقاء نتلو صلاة الشكر. وديرنا منذ زمن تأسيسه يعتني بالبؤساء إن كان مادّيًّا أو معنويًّا. فالناس يؤمّون الدير ليجدوا العزاء والفرح والعون، إضافة إلى إمكانيّة أن يستمع أحد إلى مشاكلهم».
الجدير بالذكر أنّ دائرة الشؤون الاجتماعيّة التابعة لدير الكهوف نشيطة جدًّا في ما يتعلّق بمساعدة المعوزين، وبخاصّة المهاجرين والعائلات التي لديها عدد كبير من الأولاد.
الولايات المتّحدة الأميركيّة
كنيسة أرثوذكسيّة في لاس فيغاس
منذ سنوات عديدة ورعيّة رئيس الملائكة ميخائيل في مدينة لاس فيغاس، ولاية نيڤادا، تحلم بكنيسة جديدة تسبّح فيها الربّ، وبقاعة كبيرة تستوعب عدد المؤمنين المتزايد. ويقول راعي الكنيسة إنّ المشروع تعثّر مرّات عدّة، ولكنّه لم يُلغَ. أخيرًا وبعد تضحيات كبيرة وجهود حثيثة تحقّق الحلم وارتفع مجمّع جديد، وأصبحت كنيسة الملاك ميخائيل كاتدرائيّة أرثوذكسيّة هي الأولى في نيڤادا.
دشّن الكاتدرائيّة سيادة المطران جوزف (زحلاوي) وعاونه المطران إيليّا من الكنيسة الألبانيّة الأرثوذكسيّة في أميركا، والأسقف توماس من أبرشيّة أوكلاند وتشارلستون الأنطاكيّة.
وخلال المأدبة الاحتفاليّة تحدّث الأب جون (أوزون) عميد الكاتدرائيّة شاكرًا كلّ من تبرّع بالأرض وبالبناء. وأضاف أنّ هندسة الكنيسة جاءت على نمط الكاتدرائيّة المريميّة بدمشق، ولها برجان. كما وضع في المذبح جزء من رفات القدّيس روفائيل (هواويني). وفي الكلمة التي ألقاها سيادة المطران جوزف، قال إنّ تكريس الكنيسة حدث مهمّ جدًّا وهو تأكيد على أنّ اللَّه يعمل في الكنيسة وينجز معجزات في حياة المؤمنين. وكرّم سيادته متبرّعين هما جيمس خوري وجورج شامي، وقلّدهما وسام القدّيس روفائيل، تقديرًا لمساهمتهما الكبيرة في تحقيق هذا الحلم.
الأردنّ
تدشين المقرّ الجديد لمركز الدراسات المسكونيّة
أقيمت في عمّان صلاة شكر وتقديس الماء وتكريس المقرّ الجديد الدائم لمركز الدراسات المسكونيّة، بعد أن انتقل إلى مكتب جديد ودائم، وهو مسجّل لدى وزارة الثقافة الأردنيّة في آذار ١٩٩٦.
إنّه مركز أرثوذكسيّ يهتمّ بالتراث المسيحيّ العربيّ، والتنشئة اللاهوتيّة والتربية والإرشاد الأسريّ، والتنشئة الأخلاقيّة للأطفال والشباب، ويوفّر التدريب على المواطنة والتربية على الحوار وحقوق الإنسان والمرأة والطفل والسجناء والمهجّرين قسرًا، والمساواة والعدالة المجتمعيّة ومجابهة الفقر. وهو عضو فاعل في كثير من الشبكات الدوليّة والإقليميّة والوطنيّة التي تعنى بحقول خدمته البشاريّة والخدماتيّة.
قام بالخدمة سيادة الأسقف قيس (صادق)، وحضرها نائب رئيس الجمعيّة الأمبرطوريّة الروسيّة الفلسطينيّة وحشد من المؤمنين والمهتمّين بالتراث. كما تبارك الحضور بنسخة من أيقونة سيّدة بحمدون العحائبيّة، المعروفة بالعذراء السوريّة، والموجودة في دير غيغيو القريب من مدينة بلويشت الرومانيّة، والتي قدمها المطران باسيليوس (سماحة) هديّة للبطريرك الرومانيّ جوستينيان، في منتصف خمسينيّات القرن الماضي.
والجدير بالذكر أنّ المركز هو أيضًا مقرّ أخويّة الشبيبة الأرثوذكسيّة في الأردنّ. مجلّة النور تتمنّى لمركز الدراسات المسكونيّة كلّ التوفيق في مساعيه الآيلة إلى حفظ التراث، وإلى تحقيق العدالة.
كبادوكيا- تركيا
ترميم كنيسة توكالي
كنيسة توكالي الأقدم في كبادوكيا التركيّة، المزيّنة بأجمل الجداريّات، تخضع حاليًّا للترميم على يد خبراء في وزارة الثقافة والسياحة التركيّة بالتعاون مع جامعة توسيا الإيطاليّة.
هذا المشروع الذي بدأ منذ أربع سنوات يهدف إلى المحافظة على هذه الكنيسة التي تضمّ جداريّات تعود إلى القرون الوسطى. هذه الكنيسة مدرجة على لائحة التراث العالميّ في الأونيسكو منذ العام 1985.
بنيت هذه الكنيسة في القرن العاشر وتعتبر من أهمّ آثار الفنّ البيزنطيّ. ويجري حاليًّا تدعيم الجدران والأقواس وترميم الرسوم الجداريّة. بدأ العمل أوّلاً على الجدار الشماليّ، وفي السنوات المقبلة سيشمل الترميم الجدران الباقية. الكنيسة مقسّمة إلى ثلاثة أقسام والجداريّات تمثّل سيرة يسوع المسيح كاملة منذ الولادة وحتّى الموت وهذا إضافة إلى مراحل من حياة القدّيس باسيليوس أحد أهمّ القدّيسين في كبادوكيا.
السيّدة ماريا أندالورو، المسؤولة عن الفريق الإيطاليّ، تقول إنّها متحمّسة جدًّا لإتمام هذا المشروع، وإنّ المرمّمين يسعون جاهدين إلى حماية هذا الصرح الأثريّ الفريد. والفريق العامل متخصّص في ترميم الرسوم وقد أنجز أعمالاً في كلّ من لبنان والأردنّ وأفغانستان. أكثر من مليون سائح يزورون كبادوكيا سنويًّا، وللحفاظ على هذه الرسوم يمنع التصوير. n