2018

6. تحقيق: المتروبوليت سلوان (موسي) - لولو صيبعة – العدد الخامس سنة 2018

 

 

أبرشيّة جبل لبنان تستقبل ملاكها

المتروبوليت سلوان موسي

لولو صيبعة

 

جئت إلينا من بلاد الفضّة، بقلب من ذهب، وبسيرة ناصعة كالثلج. بعد أقلّ من ألفي عام عاد سيلا أو سلوان إلى البترون محمّّلاً بثقل تاريخ هذه الأبرشيّة العريقة والضاربة جذورها في المسيحيّة الأولى. جئت إلينا من أرجنتين إغناطيوس (أبو الروس)، وميخائيل (شحادة) وكيرلّس (ضوماط)، حيث بذلت نفسك في سبيل خراف المسيح العطشى إلى كلمة سواء.

منذ العام 1901، حللت رابعًا، فأنت وريث بولس (أبي عضل) وإيليّا (كرم) وجورج (خضر). فيا راعي جبل لبنان أهلاً بك في الجبل الأشمّ، في صنّين، في المتن ساحلاً وجبلاً، في مدينة الحرف جبيل، في البترون وقراها، في عاليه والمتن الأعلى، في فينيقيا الساحليّة، في كلّ قرية ودسكرة وفي كلّ شبر من هذه البقعة المقدّسة.

نكرّر الترحيب بك مع سيادة المطران جورج الذي قال: «افتح فاك، نحن إليك، لكوننا نحبّ المسيح أعطنا إيّاه يومًا فيومًا، بإفنائك ذاتك، بإخلاصك، بتقواك، بورعك. كان اللَّه معك في هذا المسعى وكان معنا بإصغائنا إليك لكي نحيا معك في المسيح يسوع له المجد إلى الأبد».

لقد أدهشت من عرفك وأصبحت على غرار شفيعك كارزًا عظيمًا بالمسيح. ميّزت اللؤلؤة الأثمن ووعيت مشيئة اللَّه فسلّمت ذاتك له وعشت مظلّلاً بنعمة روح قدسه، ووجدت في حبّ المسيح الفرح والحبور وقدت رعيّتك إلى ميناء السلام. لست أنت من اختار الربّ بل الربّ اختارك لتذهب وتأتي بثمر ويدوم ثمرك. كنت وما زلت أبًا تلد الناس ولادة روحيّة، وتساعدهم على ممارسة التوبة وسرّ الاعتراف. كنت ومازلت تتعب في نشر الكلمة والتعليم، وتلازم الكلام السليم ولا تحرص على المكاسب الخسيسة. يوم فُتح الإنجيل فوق رأسك حلّت عليك كلمة اللَّه وتجلّت في خدمة مخلصة.

غرسة حركيّة أينعت في طرابلس ونمت في جبل لبنان وحلب فأستراليا والأرجنتين، وعادت إلى تربتها لترف بظلالها هذه الأبرشيّة الواحدة الموحّدة.

على أنغام موسيقى قوى الأمن الداخليّ، وعلى وقع قرع الأجراس والتراتيل دخل غبطة البطريرك يوحنّا العاشر ومعه سيادة المطران سلوان، وبعض مطارنة الكرسيّ الأنطاكيّ المقدّس، يحوط بهم كهنة الأبرشيّة، كنيسة القدّيس جاورجيوس في بصاليم، حيث ترأس غبطته خدمة تنصيب المطران سلوان (موسي) متروبوليتًا على أبرشيّة جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان) في صلاة الشكر. شارك في الصلاة السادة المطارنة جورج (خضر)، إلياس (عودة)، إلياس (كفوري)، سابا (إسبر)، أفرام (كرياكوس)، إغناطيوس (الحوشي)، أنطونيوس (الصوري)، نقولا (بعلبكي)، أثناسيوس (فهد) والأساقفة موسى (الخوري)، كوستا (كيّال)، ديمتري (شربك)، إيليّا (طعمة)، غريغوريوس (خوري) وحشد من الآباء الكهنة والشمامسة والرهبان والراهبات. وشارك ممثّلون عن الطوائف المسيحيّة والإسلاميّة. كما حضر ممثّلون عن الرؤساء الثلاثة، دولة نائب رئيس الحكومة ووزير الصحّة غسّان حاصباني ممثّلاً فخامة الرئيس العماد ميشال عون وسعادة النائب ميشال موسى ممثّلاً دولة رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي، وسعادة النائب نزيه نجم ممثّلاً دولة رئيس الحكومة سعد الدين الحريري، بالإضافة إلى نوّاب ووزراء ورؤساء أحزاب ورسميّين وشخصيّات عسكريّة واجتماعيّة واقتصاديّة. وخدمت الصلاة جوقة أبرشيّة جبل لبنان وحضرها أيضًا جمع غفير من أبناء الأبرشيّة أتوا من أرجاء جبل لبنان.

وللمناسبة ألقى غبطة البطريرك يوحنّا كلمة تحدّث فيها عن سيادة المطران جورج (خضر) فقال: «لعلّ ما يعزّينا في كنيسة أنطاكية أنّنا من ذرّيّة أولئك الصيّادين الذين اقتنصوا العالم ببساطة الكلمة وبمحبّة الإنجيل. فنحن إذًا من كنيسة الكلمة التي تُلبس الروح وشاح الهيولى لتغدو صنّارةً تغزو ألباب ذوي الفكر وتغرس اللَّه في كيانهم. ولعلّ لقب «صنارة الكلمة» هو أعدل وأوفى ما نخاطب به سيّدنا جورج (خضر) في هذا العرس الأنطاكيّ البهيّ والذي تعجز فيه كلماتي وتغور. تعجز كلماتي وتغور في لجج الحيرة والوقار أمام هذه اللحظة البهجة وأمام سيّد الكلمة وصنّارة الكلمة المطران جورج ومقتبل الأمانة المطران سلوان. أمام «صنارة الكلمة»، المطران جورج، تعجز الكلمة عن أن تفي حقّ الكلام. وهو الذي قام على رعاية هذه الأبرشيّة ما يقارب نصف قرن. وإذا كانت جبيل هي من أعطت الحرف للدنيا فإنّ مطرانها هو بلا شكّ فارس الحرف وقبطانه. المطران (خضر) هو صنّارة الكلمة بالمعنى الكتابيّ المسيحيّ للفظة، هو صنّارة الربّ يسوع المسيح. هو صنّارة لرسله الأطهار، لصيّادي صور وصيدا ولأبناء قانا، لأولئك الجليليّين الذين حلّوا عقد الفلاسفة بقوّة الكلمة الإلهيّة. لم يجد يوحنّا الإنجيليّ أبلغ من لقب «الكلمة» ليعبّر فيه عن يسوع المسيح كلمةً للَّه الآب. والمطران (خضر) كان واحدًا ممّن عشقوا كلمة اللَّه، يسوع المسيح، وأنبضوها في رحاب كنيسة أنطاكية، وجسّدوها محبةً وحركةً أرثوذكسيةً ورعايةً وفكرًا وحكمةً وتبصّرًا وتواضعًا وحلاوةَ إنجيل. نُكبر فيك يا سيّدنا محبّتك وتواضعك. لقد لاق بتلك اليمين التي سلّمتني باسم آباء المجمع المقدّس، عصا الرعاية البطريركيّة أن تسلّم الأمانة بعد نصف قرن وتخطَّ لنا مثال تعاملٍ كنسيٍّ يَرى في الاستعفاء إقرارًا بوجوب الحفاظ على دفق الرعاية، ويرى فيه أيضًا ثقة الأقدمين بالآخِرين وإقرارًا وإيقانًا بأنّ كرسيّ الأسقف هو كرسيّ رعاية ولا شيء سواه، واعترافًا بأنّ المجمع المقدّس هو المرجع الأوّل والأخير، والضمانة الأولى لكرامة الرعاة والمؤتمن أمام المسيح له المجد لتسليم الأمانة لخير الرعاة وحسن سير الرعيّة».

ثمّ توجّه إلى سيادة المطران سلوان مذكّرًا بسيرته ومعدّدًا إنجازاته، رافعًا الصلاة والتهنئة للأبرشيّة وممّا قاله: «نسلّم اليوم دفّة هذه الأبرشيّة للمطران سلوان وهو الذي اختاره الروح يومًا أن يستلم دفّة أبنائنا ما وراء البحار في الأرجنتين. لقد نشأت، أيّها الأخ الحبيب، على الإيمان في عائلة تقيّة في طرابلس وترعرعت في الأحضان الكنسيّة فعشت في حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة وأكملتَ علومك في بيروت. ثمّ اقتادك حبّك ليسوع إلى الخدمة في كنيسته والتشرّب من علوم الدنيا فعبرْتَ من بيروت إلى باريس فاليونان فحلب فأستراليا ثمّ إلى الأرجنتين. وفي الأرجنتين عملت وعلّمت ونقلت الفكر الأرثوذكسيّ والتراث الأنطاكيّ إلى اللغة الإسبانيّة، وأسّست الهيئات والجمعيّات وكنت قريبًا من الكبار والصغار منصرفًا إلى خدمة الكلمة، منفتحًا على الحوار مع الكنائس الأخرى».

وطلب غبطة البطريرك من سيادة المطران جورج أن يسلّم عصا رعاية الأبرشيّة إلى المطران سلوان، فقرأ سيادته هذه الكلمة مسلّمًا العصا إلى خلفه: «اقبل أيّها الأخ هذه العصا مثالاً للعصا التي شقّ بها موسى البحر الأحمر، وعبر بالشعب إلى أرض الميعاد. وتوكّأ عليها وتقوَّ بها روحيًّا لتتمكّن من أن تشقّ أمواج البحر المتلاطمة حول الكنيسة المقدّسة، وتقود شعبك الجديد سالمًا من كلّ عيبٍ وشائبةٍ إلى أرض الموعد الأبديّ. تشجّع أيّها الأخ وتقوَّ، واعلم أنّك مزمع أنّ تعطي جوابًا عن الرعيّة أمام إلهنا ورئيس رعاتنا يسوع المسيح».

وكانت كلمة لسيادة المطران سلوان جاء فيها: «أوّلاً، هو عهد نجدّده معًا كرعيّة للمسيح يسوع. وللعهد مُحاوران: اللَّه والإنسان، اللَّه ونحن. اللَّه بكلمته يبلغ إلينا، ونحن بوفائنا نبلغ إليه. إنّه عهد أنْ نحبّ اللَّه وأنْ نحبّ الإنسان من كلّ الكيان؛ عهد الاجتماع جميعًا حول الكلمة والمعيّة في عيشها ومشاركتها؛ عهد الخدمة في الحقّ والتواضع. إنّه عهد الدخول والخروج من الباب إلى المراعي الخصبة، بالمسيح وعبره وحده، فهو قائل: «أنا هو الباب» (يوحنّا 10، 9).

ثانيًا، هي إقامة في انتظار دائم، انتظارِ العطيّة، عطيّةِ الروح الذي يقودنا إلى كلّ الحقّ. أنظر أمامي صورة الرعيّة المجتمعة التي تستدرّ بصلاتها نعمة الروح لتبلغ إلى معرفة مشيئة اللَّه وفهمها وتسعى إلى أن تحقّقها في حياتها.

وثالثًا، هو انطلاق من الذات إلى اللقاء، لقاءِ اللَّه ولقاء من خُلق على صورته، لقاءٍ يبغي تسبيح الخالق والسجود له. هو انطلاق إلى الجمال الدفين الذي وشّح به الخالقُ الإنسان، جمالٍ نحن مدعوّون إلى أن نُزيل ستارة الأنانيّة عنه بتطهير العقل والقلب. هو انطلاق يتحقّق بسكب النفس في سبيل محبّة الأخ وخدمة القريب.

إذا كانت هذه الصلاة والخدمة التي تشارَكْنا فيها تعنينا كلّنا بأشكال مختلفة، فكيف يمكن أن نترجم ما سبق قوله عمليًّا؟ أشارك محبّتكم في بعض هذه المعاني التي يمكننا أن نعمل عليها معًا:

المعنى الأوّل هو أنّ أبرشيّتنا صورة مصغّرة عن كنيستنا الأنطاكيّة، ففيها كرسيّان رسوليّان: مرقص الإنجيليّ، معاون بطرس الرسول، أسّس كرسيّ جبيل، وسيلا أو سلوان، معاون بولس الرسول، أسّس كرسيّ البترون. هذه البركة مدعاة إلى مسؤوليّة رسوليّة نجسّد عبرها روح الكنيسة الأنطاكيّة في محيطها الأصغر وفي محيطها الأرحب، وذلك في الخدمة والمحبّة والانفتاح والبشارة والعيش المشترك والحوار، عبر الالتزام بشؤون الإنسان وقضاياه، وبشؤون الوطن وأبنائه، بتضامن في العمل على تقديم كرامة الإنسان على أيّ اعتبار آخر وصونها وتحقيق مبتغاها الأخير، فهو يستمدّ كرامته ممّن خُلق على صورته.

المعنى الثاني هو أنّ رسوليّة هذه الأبرشيّة معطوفة على واقع تاريخيّ فهي حديثة الكينونة كأبرشيّة مستقلّة، وهذا يجعلها رفيقة درب لعدد من أبرشيّات الكرسيّ الأنطاكيّ التي نشأت بسبب الهجرة في العصور الحديثة في غير مكان من هذه المعمورة. فلها أن تتباهى بمنشئها كلّما انحنت مع غيرها في خدمة ورعاية مَن بعث بهم الزمن للعيش فيها، زمن حرب ولّى عندنا، ونرجو أن يولّي قريبًا إلى غير رجعة عند كلّ إخوتنا في هذا الشرق.

المعنى الثالث هو أنّها تتميّز بتاريخها الحضاريّ والكنسيّ. فقد خرج من مرفئها قديمًا بحّارة حملوا مشعل الأبجديّة وكانوا روّاد التعامل والتواصل البنّاء والمنتج مع أترابهم في الإنسانيّة أينما حلّوا. وقد انطلق من هذا المرفأ عينه كارز رسوليّ إلى القارّة الإفريقيّة حمل معه مشعل الإيمان وأضاء به أبناءها. هذا يحمّلنا مسؤوليّة أن نكون خير مثال في كلام والتعامل والخدمة والبناء الإنسانيّ والروحيّ والحضاريّ مع إخوتنا في هذا البلد، كما في أيّ مكان تشدّ الرياح بسفينة حياتنا إليه.

المعنى الرابع هو أنّها تتميّز بجغرافيّتها وموقعها في لبنان وتاليًا في هذا الشرق. فالبعض يحلو له أن يسمّيها أبرشيّة جبل لبنان، وللجبال في حياتنا أكثر من معنى. فجبل لبنان له موقع القلب في جغرافيّة لبنان وتاريخه. وهو يحتلّ عبر التاريخ مكان الملجأ الأمين في أوقات الشدّة، القديمة والحديثة، لأبناء هذا الشرق. ولمَن تحوّلت الهموم جبالاً في حياته، فما له سوى أن يرفع الألحاظ إلى هذا الجبل ويتذكّر قول المرنّم: «رفعتُ عينيّ إلى الجبال من حيث يأتي عوني؛ معونتي من عند الربّ الذي صنع السماء والأرض» (مزمور 120، 1-2). عسى وجود هذا الجبل يساعدنا على رفع جبال الهمّ عن قلوبنا فنحوّلها إلى مكان مقدّس، مكان لقاء بالربّ عبر الصلاة لاستدرار التعزية والنعمة والعضد الإلهيّ.

المعنى الخامس كامن في خاصّيّة أبناء الأبرشيّة، المقيمين هنا (فيها) أو هناك (وراء البحار) ويأتون إلينا بين الحين والآخر. فهم ينهضون بكنيستهم وببلدانهم بتنوّع ثقافاتهم واختصاصاتهم، من جهة، وبقوّة إيمانهم ورجائهم، من جهة أخرى. وهذا مدعاة للفرح بأن تنمو في نفوسهم حياة التقديس، وروح التعاون والمعيّة والمشاركة في تحقيق كرازة الكنيسة وخدمتها، هنا وهناك على السواء.

المعنى السادس كامن في طاقة التكريس لله وخدمته، إذ حبا اللَّه هذه الأبرشيّة بإمام وأب وراعٍ عمل على تطوير الدعوات في نفوس أبنائها على الأصعدة الكنسيّة كافّة، حيث برز التكريس بأوجه الكهنوت الملوكيّ والكهنوت الخاصّ والتكريس الرهبانيّ. فتحوّلت الأبرشيّة إلى ورشة حيّة دائمة في الداخل وعلى أسوارها، أي في الرعايا وفي أديارها التي تسوّرها من جهاتها الجغرافيّة الأربع وتغنيها بروح الطهارة والصلاة النقيّة. جميع هؤلاء يكوّنون ذخيرة الروح المتّقد والملتهب حبًّا للخدمة والحقّ، وامتنانًا لراعيها وخادمها الأمين.

المعنى السابع هو الوفاء لدعوتها، تلك التي سطرنا أوجهها في المعاني الآنفة الذكر. إذا انعدم الوفاء فكيف يمكننا أن نعلن سرّ الكنيسة أنّها كنيسة واحدة، جامعة، مقدّسة، رسوليّة؟ ليس الوفاء ما يفترضه المرء، بل له معيار هو الإنجيل والكرازة الرسوليّة والفكر الآبائي الحيّ في خلايا الخبرة الكنسيّة الطويلة. هو الوفاء للعهد بين الراعي والرعيّة، وللالتزام بالكلمة، وللانصياع للروح. هو خروج من الذات وتسليمها للَّه. فما الرعاية على مستوى الكنيسة الكبرى أو على مستوى الكنيسة المنزليّة سوى امتهان مستمرّ للتواضع، وانحناء طوعيّ نحو واقع الآخر، ومحاولة رفعه على منكبي الخدمة والتربية، وسعي إلى عيش الوحدة التي يقدّم فيها ذاتَه الراعي، كلُّ راعٍ، سواء في بيته أو رعيّته أو ديره أو كنيسته، وذلك في سبيل صون المحبّة في الجماعة ووحدتها في الإيمان...».

وفي الختام قدّم سيادة المطران سلوان أنغولبيونات إلى كلّ من البطريرك يوحنّا والمطران جورج والمطران أفرام وإلى والده عربون محبّة وشكر وتقدير.

من مجلّة النور إلى سيادة المطران سلوان دعاء بالتوفيق وتضرّع إلى المولى تعالى ليحفظ أبرشيّة جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان) منارة تضيء ليل هذا العالم. يا ربّ احفظ أبرشيّتك نقيّة طاهرة قادرة بإمامة سيّدها على المضيّ قدمًا في طريق الإيمان المستقيم.n

© حقوق الطبع والنشر 2025 مجلّة النور. كل الحقوق محفوظة.
Developed by Elias Chahine

Search