برمّانا – لبنان
تكريم سيادة المطران جورج (خضر)
كرّم غبطة البطريرك يوحنّا العاشر سيادة المطران جورج (خضر) متروبوليت جبيل والبترون وما يليهما في دار المطرانيّة في برمّانا في الثالث من آذار ٢٠١٨، وذلك بتقليده وسام القدّيسين بطرس وبولس من رتبة كومندور كبير (وسام الكرسيّ الأنطاكيّ الأعلى) تقديرًا للجهود الكبيرة التي بذلها في خدمة الأبرشيّة المذكورة والكنيسة بعامّة لما يقارب نصف قرن. وجاء التكريم إثر تقديم المطران جورج كتاب الاستعفاء من مسؤوليّاته والاستقالة من مهامه كمتروبوليت للأبرشيّة.
وكانت كلمة شكر ودعاء من سيادة المطران جورج قال فيها: «أشكركم لهذه الالتفاتة إلى ضعفي، أردتم فيها تكريمي، وفي الحقيقة هي تكريم للإخوة الذين شاركوني ويشاركونني في محبّة الربّ. والحقيقة كامنة في كلّ الإخوة الذين اعتنقوا المبادئ التي حاولت أن أخدمها وهم كثر الآن.
وأنتم منذ مطلع شبابكم من هؤلاء. ولذلك يتبعون وأحبّوه فيكم، يسعون منكم إلى المسيح، وهو المبتغى والغاية، راجين أن يمدّ الربّ بعمركم لكي تظلّوا نورًا في هذه الكنيسة ويتبعوا هم هذا النور. ألا كان الربّ عضدكم وجعلنا نحن أتباعًا لكم في هذه الخدمة، بحيث نقوى بكم ونتمسّك بما نزل عليكم ونرجو أن ينزل علينا. ألا أمدّ اللَّه بعمركم مدًّا طويلاً، لكي نفرح.
والسلام».
وبحسب الأصول الكنسيّة والقانونيّة عيّن غبطة البطريرك معتمدًا للأبرشيّة هو سيادة المتروبوليت أفرام (كرياكوس) راعي أبرشيّة طرابلس والكورة وما يليهما.
وفي عظة يوم الأحد في الرابع من آذار، تطرّق غبطة البطريرك يوحنّا إلى استقالة سيادة المطران جورج وممّا قاله: «ما تمّ البارحة في مطرانيّتنا، في جبل لبنان، مع أخينا الحبيب المطران جورج (خضر)، نشكر اللَّه عليه ونحمده حمدًا جزيلاً. وعندما توجّهت بكلمة صغيرة لصاحب السيادة المطران جورج وقلت له، أيّها الأخ الحبيب، أيّها الشيخ الجليل، أتيناك اليوم لكي نمنحك الوسام، وسام الرسولين القدّيسين العظيمين بطرس وبولس، وسام الكرسيّ الأنطاكيّ. أتيناك لنمنحك الوسام فوجدناه فيك، أنت هو الوسام، وأنت هو المعلّم. نحن نفتخر ونتقوّى ونعتزّ بأولئك الأشخاص الذين أخضعوا ذواتهم للمسيح فقط. وهذا ما أعرفه شخصيًّا عن المطران جورج. عندما ركع أمام المائدة المقدّسة وأحنى عنقه للسيّد. إذ لم أعرف في حياته أنّه حنى هامته لغير ذاك السيّد. وقد حمل في داخله هموم العالم، فكّر بالمتألّمين والمظلومين والفقراء، وكان يشعر بهم وبمشاكلهم. حمل هموم العالم بقلبه، سعى ليرفع العالم، ورغم ذلك لم ينغمس في ترّهات هذه الدنيا وفي خطاياها. نحن نتقوّى عندما نرى المسيحيّة التي نتكلّم عليها، عندما نرى الإنجيل الذي نحبّ، عندما نتكلّم على السيّد الذي نحبّ، ونرى أشخاصًا من لحم ومن دم يحيون وحتّى النهاية».
قبرص
الاجتماع الإكليريكيّ العلمانيّ الرسميّ
نيقوسيا، ٢٥ شباط ٢٠١٨
شارك غبطة البطريرك يوحنّا العاشر في الاحتفال الذي أقيم في كنيسة قبرص احتفالاً بالذكرى الأربعين عامًا على ارتقاء رئيس الأساقفة القبرصيّ خريسوستوموس الثاني.
كما عقد اجتماع إكليريكيّ علمانيّ رسميّ في كنيسة الحكمة الإلهيّة، آيا صوفيا، في نيقوسيا العاصمة القبرصيّة، شارك فيه غبطة بطريرك الإسكندريّة وسائر إفريقيا ثيودورس الثاني ورؤساء كهنة ممثّلين مختلف الكنائس الأرثوذكسيّة، وبحضور الرئيس القبرصيّ نيكوس أناستاسياذيس وحشد من الشخصيّات الدينيّة والسياسيّة والاجتماعيّة.
كما شارك غبطة البطريرك يوحنّا أيضًا في القدّاس الإلهيّ لمناسبة أحد انتصار الأرثوذكسيّة، الذي أقامته كنيسة قبرص بمشاركة غبطة البطريرك الإسكندريّ ثيودوروس الثاني ورئيس أساقفة قبرص خريسوستوموس الثاني ومصفّ رؤساء الكهنة من كنيسة قبرص ومن مختلف الكنائس، وذلك في كنيسة الآيا صوفيا في العاصمة نيقوسيا. وقد شارك في القدّاس الإلهيّ من الجانب الأنطاكيّ الأسقف أفرام (معلولي) الوكيل البطريركيّ والأرشمندريت رومانوس (الحنّاة) رئيس دير سيّدة البلمند البطريركيّ.
ومن قبرص أطلق غبطة البطريرك يوحنّا العاشر نداءً من أجل السلام، ولفت إلى ما يتعرّض له إنسان هذا المشرق من عنف وإرهاب وقتل وتهجير. فقال: «أحيّيكم جميعًا ناقلاً لكم محبّة إخوتكم أبناء كنيسة أنطاكية.
إنّ أحد الأرثوذكسية الذي نعيّد له اليوم يدعونا جميعًا إلى أن نظهر وحدتنا. وواجبنا جميعًا أن نحلّ مشاكلنا ونكون شاهدين لأرثوذكسيَّة مشرقة في كلّ العالم.
لا يمكننا أن ننسى جرح كلّ الشعب القبرصيّ. نحن نقف معكم ونصلّي أن يكون هناك حلٌّ للقضيّة القبرصيّة فتبقى قبرص موحّدة دومًا. نصلّي من كنيسة أنطاكية المتألّمة والتي تحمل ثقل صليب الشرق الأوسط. وكنيسة أنطاكية تتقاسم الألم مع كلّ يتيم وأمّ متألّمة. وهي تتشاطر الألم مع كلّ فقير ومع كلّ إنسان يُحرم مقوّمات الحياة.
وكل يوم تُستهدف المدارس والمستشفيات والبيوت والجوامع والكنائس ويُقتل أناسٌ. لكنّنا في الوقت عينه عاقدون العزم على أن نبقى وسنبقى حيث خطا الرسل. سنبقى بجوار بيت حنانيا الرسول وسنمشي دومًا وأبدًا في الطريق المستقيم حيث مشى بولس الرسول. وسنبقى في سورية وفي الشرق كأرز لبنان.
ما يحدث في بلادنا وبخاصّة في سورية من إرهاب وقتل وخطف وتدمير لهو غريبٌ عن ثقافتنا. ونحن شعب يحبّ السلام ويستحقّ أن يعيش بسلام. ومن هذا المنبر نغتنم الفرصة لنخاطب المجتمع الدوليّ قائلين: أعطونا السلام».
ڤيينا- النمسا
الحوار بين أتباع الأديان من أجل السلام
شارك سيادة المتروبوليت إلياس (عودة) في اللقاء الدوليّ حول الحوار بين أتباع الأديان من أجل السلام، وتعزيز التعايش السلميّ والمواطنة المشتركة الذي انعقد في ڤيينا بين 26 و27 شباط 2018. وألقى سيادته كلمة شدّد فيها على السلام الداخليّ الذي ينبع من اللَّه، وعلى توطيد روح السلام وتربية الأجيال الفتيّة على الحوار والانفتاح وقبول الآخر والمحبّة والديمقراطيّة وتعزيز روح المواطنة. وممّا جاء في كلمته «العنف لا يحلّ النزاعات بين البشر، ومن المؤسف أن يلجأ الإنسان إلى العنف للدفاع عن دينه أو معتقده، وأن يتمّ القضاء على البشر، ومحو الحضارات والتاريخ، باسم الدين. التطرّف قتلٌ للدين، والمتطرّف الذي يتوسّل العنف دفاعًا عن دينه يسيء إلى دينه ويحمّله ما ليس فيه، ويفضي إلى عكس الغاية المرجوّة من الدين».
وأضاف: «الإيمان يتجلّى في المحبّة وفي الرحمة. طبعًا هناك فوارق واختلافات، لكن واجبنا أن يحترم واحدنا الآخر وأن يقبله كما هو. واجبنا أن نحترم حرّيّة الآخر، وأن نصون كرامته مهما كان مختلفًا، وأن نجري معه حوارًا صادقًا، صريحًا وعميقًا. قد يكون من حسن حظّنا أنّنا نعيش في الشرق الأوسط، لأنّ منطقتنا منبع الأديان السماويّة، وما زال الإيمان راسخًا في قلوب معظم سكّانها. لكنّنا شهدنا في العقد الأخير موجة تكفيرٍ وتطرّفٍ أجّجت التعصّب والأحقاد، وأدّت إلى ما أدّت إليه من قتلٍ وتدميرٍ وتعدٍّ على الحرّيّات، والمخيف كان تسارع الأحداث، وعسكرة الطوائف، واللجوء إلى السلاح والقتل والتهجير والإبادة الجماعيّة».
وعن المواطنة قال: «المواطنة هي وعيٌ للمساواة بين الناس الذين يعيشون على أرضٍ واحدة ويتشاركون طريقة حياةٍ واحدة. إنّ المواطن لا يولد من التواريخ المنفصلة والمتعارضة، ولا من المعارك الكبيرة، القوميّة أو الطائفيّة، ولا من سياسةٍ مستبدّة. لعلّه يولد من التخلّص من التماهي مع الجماعة الدينيّة أو السياسيّة. فالسياسة، إذا ما استتبعت المجتمع وألّهته بالمنازعات، تولّد عداواتٍ وكراهيات. لذلك إنّ القيادات الدينيّة مدعوّةٌ ومؤهّلةٌ لوضع السياسة في نصابها والتشديد على هشاشتها ونسبيّتها وبعدها عن القيم، فتسهم عندئذٍ في تحرّر الناس من قيد المنازعات المفتعلة، فلا يجدون أمامهم سوى مشروع الدولة والمواطنة. ولا تتعزّز فكرتا الدولة والمواطنة من طريق السياسة وحدها، بل تأتي أيضًا من قوى المجتمع المدنيّ ومنها المؤسّسات والجمعيّات التي نشأت في كنف الجماعات الدينيّة أو التي تحمل قيمًا دينيّة».
وتطرّق إلى أهمّيّة الحوار مؤكّدًا «أنّ القصد منه ليس إقناع الآخر بصحّة ديانته بغية هدايته بل الوصول إلى لغة تخاطبٍ ونهج تعاملٍ ونوعيّة علاقةٍ مستدامة. ورأى أنّ الحوار الحقيقيّ هو أيضًا ارتضاء أن يسائل الشريك شريكه في المواطنة في ظلّ احترامٍ متبادلٍ للقناعات وقبولٍ، في الوقت عينه، باحتمال الخطأ في ما يذهب إليه كلّ فريق لدى تأكيد قناعاته. هذا يفتح مساحةً لكي يفسّر الواحد نفسه ويصغي إلى الآخر مفسّرًا نفسه بنفسه. فمن شروط الحوار الحقيقيّ أن تسوده الصراحة والصدق والشفافيّة والانفتاح، وأن تطرح فيه الأمور بجدّيّةٍ وعمق، بعيدًا من اللياقات والشعارات التي أصبحت مبتذلةً وممجوجة، وعدم الخوف من طرح الأمور الخلافيّة بموضوعيّةٍ وروحٍ إيجابيّة والسعي إلى إيجاد الحلول لها. روح الاحترام المتبادل، إن سادت، تسهّل الحوار والاختلاف لا يمنع الحوار والتقارب، والصراحة لا تلغي الاحترام. المطلوب فكرٌ منفتحٌ، واستعدادٌ للإصغاء، وتحرّرٌ من الأحكام المسبقة والأفكار الجاهزة».
وأنهى سيادته مداخلته بقوله: «إنّ إخراج الدين من حوار المؤمنين يفقده روحه، كما أنّ تجاهل أمور المجتمع والسياسة يجعل الحوار ناقصًا، لذلك يستدعي الحرص على تقدّم الحوار ضرورة التمييز بين الدينيّ والسياسيّ. هذا التمييز يستدعي الإحجام عن تسييس الدين أو تسخيره لحساب المواقف السياسيّة، واستلهامه بحيث تنير حقائق الإيمان الناس وترشد التزامهم والمجتمع».
القدس
بيان رؤساء الكنائس المسيحيّة في مدينة القدس:
إنّنا رؤساء الكنائس المسؤولة عن القبر المقدّس (كنيسة القيامة) والوضع الراهن Status Quo الذي يحكم مختلف المواقع المقدّسة المسيحيّة في القدس: البطريركيّة الروميّة الأرثوذكسيّة، وحراسة الأراضي المقدّسة والبطريركيّة الأرمنيّة؛ نتابع بقلق بالغ الحملة الممنهجة ضدّ الكنائس والجماعة المسيحيّة في الأرض المقدّسة، في انتهاك صارخ للوضع القائم.
لقد وصلت هذه الحملة الممنهجة والعدوانيّة في الآونة الأخيرة إلى مستوى لم يسبق له مثيل، حيث أصدرت بلديّة القدس إشعارات فاضحة وأوامر بالاستيلاء على أصول الكنيسة وممتلكاتها وحساباتها المصرفيّة للديون المزعومة من الضرائب البلديّة العقابيّة. وهذه خطوة تتعارض مع الوضع التاريخيّ للكنائس داخل مدينة القدس المقدّسة وعلاقتها بالسلطات المدنيّة. إنّ هذه الإجراءات تخرق الاتفاقات القائمة والالتزامات الدوليّة التي تضمن حقوق الكنائس وامتيازاتها، وكمحاولة لإضعاف الوجود المسيحيّ في القدس. إنّ أكبر ضحايا هذه الإجراءات هي الأسر الفقيرة التي ستذهب من دون طعام وسكن، فضلاً عن الأطفال الذين لن يتمكّنوا من الالتحاق بالمدارس.
تصل اليوم هذه الحملة الممنهجة المسيئة للكنائس والمسيحيّين إلى ذروتها، عبر الترويج لقانون يتميّز بالعنصريّة يستهدف مميّزات الجماعة المسيحيّة في الأرض المقدّسة. ومن المقرّر أن يتقدّم بهذا المشروع البغيض اليوم في اجتماع اللجنة الوزاريّة، وإذا ما تمّت الموافقة عليه، فسيجعل مصادرة ممتلكات الكنائس ممكنة. إنّ هذا يذكّرنا جميعًا بقوانين مماثلة تمّ اتّخاذها ضدّ اليهود خلال فترة مظلمة في أوروبّا.
ينتهك هذا الهجوم المنهجيّ وغير المسبوق ضدّ المسيحيّين في الأرض المقدّسة، وبشدّة، الحقوق الأساسيّة والحقوق السياديّة، ضاربًا نسيج العلاقات الحسّاس بين الجماعة المسيحيّة والسلطات لعقود خلت. وبناءً على ذلك، وبالإشارة إلى بيان البطاركة ورؤساء الكنائس المحلّيّة في القدس، بتاريخ 14 شباط 2018، وإلى البيان الصادر في أيلول 2017، وكإجراء احتجاجيّ، فقد قرّرنا اتّخاذ هذه الخطوة غير المسبوقة بإغلاق كنيسة القبر المقدّس (القيامة).
إنّنا نقف جنبًا إلى جنب مع جميع رؤساء الكنائس في الأرض المقدّسة، متّحدين وحازمين في حماية حقوقنا وممتلكاتنا، طالبين أن يستجيب الروح القدس إلى صلواتنا، وأن يجلب لنا الحلّ لهذه الأزمة التاريخيّة في مدينتنا المقدّسة.
البطريرك ثيوفيلوس الثالث، بطريرك القدس للروم الأرثوذكس
الأب فرانشيسكو باتون، حارس الأراضي المقدّسة
البطريرك نورهان مانوغيان، بطريرك القدس للأرمن الأرثوذكس
جاء بيان رؤساء الكنائس في القدس ردًّا على القرار الصادر من بلديّة المدينة والقاضي بدفع ما يقارب 187 ألف دولار أميركيّ، وذلك كضريبة على ممتلكات الكنائس معتبرة أنّ هذا المبلغ هو دين على هذه الكنائس. وبالفعل بدأت السلطات المحتلّة بوضع يدها على حسابات الكنائس في المصارف. واعتبر رئيس بلديّة القدس أنّ الجميع في المدينة متساوون، وعلى الكنائس أن تدفع الضرائب عن الأملاك المبنيّة. وكما ورد في البيان الصادر أغلقت كنيسة القيامة احتجاجًا. والمعروف أنّ الكنيسة تجذب الكثير من السيّاح وهذه الخطوة مضرّة بالنسبة إلى السلطات المحتلّة التي تعتمد على الإيرادات السياحيّة.
وبعد ثلاثة أيّام صدر قرار رئيس الوزراء الإسرائيليّ بتجميد قرار بلديّة القدس المجحف بفرض ضرائب على الأملاك الكنسيّة وكذلك تجميد العمل على سنّ تشريعات تستهدف مصادرة املاك الكنائس. وبعد التشاور مع رؤساء الكنائس، قرّر غبطته الإعلان عن إعادة فتح باب كنيسة القيامة بعد ثلاثة أيّام من الإغلاق احتجاجًا على المضايقات التي تمارسها جهات إسرائيليّة بحقّ الكنائس.
وأشار غبطته، إلى أنّ بيان رئيس الوزراء الإسرائيليّ لم يأت بالتشاور مع الكنائس وأنّه تمّ اتّخاذ هذه القرارات من جانب واحد وبدون أيّ تدخّل أو وساطات من قبل الكنائس، وأنّ الكنائس تعتبر هذا البيان خطوة أولى نحو الإلغاء النهائيّ للإجراءات التي تستهدف الكنائس، وأنّ الكنائس ستتابع عن كثب مجريات الأمور.
وتقدّم غبطة بطريرك القدس بالشكر إلى المملكة الأردنيّة الهاشميّة وبالأخصّ جلالة الملك عبد الله الثاني، صاحب الوصاية الهاشميّة على المقدّسات الإسلاميّة والمسيحيّة في القدس، لجهوده في تحقيق هذه الخطوة المهمّة نحو رفع الظلم عن الكنائس، كما توجّه بالشكر إلى أبناء الكنائس المختلفة والأشقّاء المسلمين الذي تضامنوا مع الكنائس في احتجاجاتها، مذكّرًا بكلام الكتاب المقدّس: «على هذه الصخرة أبني كنيستي، وأبواب الجحيم لن تقوى عليها.».
حماة- سورية
اكتشاف لوحة فسيفساء
عثرت وحدات من الجيش السوريّ على فسيفساء قديمة ترقى إلى الحقبة البيزنطيّة، وذلك خلال حملة الكشف عن ألغام في منطقة حول مدينة حماة. ويقول المسؤول عن قسم الآثار في حماة إنّ الفسيفساء هي أرضيّة كنيسة بيزنطيّة من القرن الخامس، وأضاف أنّ الحفريات بدأت بعد تلقّي معلومات عن وجود موقع أثريّ مدفون في بلدة عقربات على بعد 85 كم شرق مدينة حماة. فتوجّه فريق فنّيّ وأثريّ إلى الموقع للبحث عن أسس كنيسة في المنطقة، بالإضافة إلى اكتشاف ثلاث لوحات فسيفسائيّة مع رسومات مختلفة من الطيور، وزخارف نباتيّة وكتابات يونانيّة. نقلت اللوحات إلى المختبرات لترميمها، وعند الانتهاء من العمل عليها ستُعرض للجمهور.
تركيا
دير سوميلا
يقع دير السيّدة المعروفة بدير سوميلا على جرف منحدر صخريّ، في محافظة طرابزون التركيّة، ويرتفع 1200 مترًا عن سطح البحر. وبحسب التقليد المحلّيّ تأسّس الدير في العام 386 على عهد الأمبراطور ثيوذوسيوس على يد راهبين أرثوذكسيّين من كولخيس هما برنابا وصفرونيوس. وكولخيس هذه دولة ومملكة ومنطقة جيورجيّة قديمة قامت في غرب جيورجيا وأدّت دورًا مهمًّا في تشكيل العرق الجيورجيّ. وتؤكّد الرواية أنّ الراهبين عثرا على أيقونة لوالدة الإله العذراء مريم في كهف على الجبل وقرّرا إنشاء دير لها. وخلال عصور طويلة تعرّض الدير للخراب وإعادة البناء مرّات عدّة. وتحديدًا في القرن الخامس رمّمه ووسّعه الجنرال بيليسير بناء على طلب من الأمبراطور يوستينيانوس الأوّل. واتّخذ الدير شكله الحاليّ في القرن الثالث عشر على عهد ألكسيس الثالث بين (1349-1390، الذي ينتمي إلى عائلة كومينيوس. وخلال عهد مانويل الثالث ابن ألكسيس الثالث حظي دير سوميلا بثروات ضخمة. وبعد غزو السلطان محمّد الثاني في العام 1461 خضع الدير لحماية السلاطين، وبقي الرهبان فيه وكذلك الرحّالة. واكتسب شهرة واسعة وفي العام 1860 خضع لعمليّة توسيع كبيرة.
في العام 1923 هجره الرهبان بعد عمليّة التبادل السكّانيّ بين تركيا واليونان بعد معاهدة لوزان. أصبح خرابًا ونهبت محتوياته الثمينة، ووضعت طبقة من الكلس على الجداريّات وهذا ما حفظها سالمة حتّى اليوم. حمل الرهبان معهم أيقونة سوميلا التي وجدها المؤسّسان ووضعوها في دير بنوه في اليونان.
منذ العام 2000 تعمل السلطات التركيّة على ترميمه نظرًا إلى أهمّيّته في جذب السيّاح. وخلال الترميم اكتشف مؤخّرًا ممرّ سرّيّ على المنحدر العلويّ الأيمن من السقف وفيه لوحات جداريّة رائــعـة. تهـتـمّ وزارة الثـقـافـة بـهـذا الدير وتعمل على تحويله إلى منتجع سياحيّ يمكن للزوّار البقاء فيه ليوم واحد.
العراق
مخطوطات دير مار بهنام
دير الشهيدين مار بهنام وأخته مارت سارة هو دير للسريان الكاثوليك يقع بمحافظة نينوى بشمال العراق. يبعد الدير مسافة 14 كم جنوب بلدة بخديدا وحوالى 30 كم جنوب شرق الموصل.
يرجع تاريخ الدير إلى القرن الرابع الميلاديّ حيث يرتبط بقصّة الأمير الآشوريّ مار بهنام، الذي أصبح مسيحيًّا مع أخته سارة وأربعين من أتباعه على يد مار متّي السريانيّ الأرثوذكسيّ. فلمّا علم والده الملك سنحاريب بالأمر، أمر بقتلهم جميعًا. غير أنّه ندم ندمًا شديدًا على ذلك، فاعتنق المسيحيّة هو كذلك، وأمر ببناء الدير تكفيرًا عن ذنبه.
تبع الدير منذ نشأته الكنيسة السريانيّة الأرثوذكسيّة، ومن ثمّ أصبح بيد السريان الكاثوليك بعد تحوّل أهالي بلدة بخديدا إلى الكثلكة في القرن الثامن عشر.
أعيد ترميم الدير وتوسيعه السنة 1986 ويعتبر اليوم من المراكز الدينيّة المهمّة في العراق، حيث يزوره المسيحيّون والمسلمون على حدّ سواء. لكنّ يد الإثم طالت الدير وكنوزه، عندما احتلّه المخرّبون وعاثوا فيه حرقًا وفسادًا.
اليوم وبعد تحرير المنطقة بدأ العمل على إنقاذ المخطوطات التابعة للدير والتي لم تحرق. يهتمّ بهذه العمليّة الأب كولومبا والأب نجيب ميخائيل البندكتيّان. ويروي الأب نجيب أنّه عند اقتراب المخرّبين من الدير أخفى الرهبان المخطوطات في براميل وضعوها خلف جدار وهكذا لم تصل إليها يد الإجرام. عاد الرهبان إلى الدير وبدأوا بكشف هذا الكنز المؤلّف من 500 مخطوطة محفوظة اليوم في أربيل، وهي ما تزال بحالة جيّدة. يعمل الأبوان على تصوير هذه المخطوطات وعلى ترميمها، ومنها ما يعود إلى القرن الثاني عشر.
ويتابع الأب نجيب قائلاً: «عندما هجم المخرّبون على مدينة قرقوش نحو خمسين ألف مسيحيّ تركوا المنطقة فحمّلتهم مخطوطات ووثائق أخفوها بين ثيابهم، وهكذا أنقذت نحو 3500 وثيقة قبل أن يحرق المخرّبون نحو 30000 وثيقة».
غزير
لقاء في الإكليريكيّة المارونيّة
أقامت الأمانة العامّة في حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة لقاء مع الإكليريكيّة البطريركيّة المارونيّة في غزير، يوم السبت في 24 شباط، وذلك في مقر الإكليريكيّة. حضر اللقاء 53 عضوًا من الحركة، ونحو 80 طالبًا من الإكليريكيّة، مع لفيف من كهنة الإكليريكيّة على رأسهم المونسنيور جورج (أبي سعد)، رئيس الإكليريكيّة. شارك في اللقاء أربعة كهنة من الآباء الحركيّين والأمين العامّ ومشاركون من مركزي الجبل وطرابلس وأخوة سوريّون مقيمون في لبنان.
استقبل الطلاّب في الإكليريكيّة الأعضاء الحركيّين وجالوا بهم في أرجاء المبنى الضخم وكنائسه وصالاته.
ابتدأ اللقاء بصلاة غــــروب أرثـــوذكـســيّة أقامها الأب باسيليوس (متري) في كنيسة الإكليريكيّة. ثمّ توجّه الحضور إلى المسرح. وبعد أن رحّب نائب الرئيس الأب عبدو (بو ضاهر) بالحضور، عُرض فيلمان قصيران للتعريف بالإكليريكيّة وبالحركة. بعدها ألقى الأباتي إلياس (خليفة) كلمة حول اللاهوت الأنطاكيّ. ثمّ تكلّم الأب رامي (ونّوس)، راعي كنيسة القدّيس جاورجيوس في برمانا، على القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم. المونسنيور جورج (أبي سعد) تحدّث عن روحانيّة التوبة انطلاقًا من صلوات سريانيّة قديمة بعضها للقدّيس أفرام السريانيّ.
بعد الكلمات، توزّع الحضور على ورش عمل مختلفة تقسّمت إلى خمس مجموعات على الشكل التالي:
1- الموسيقى الكنسيّة مع الأستاذ جوزف يزبك: التعريف بالموسيقى البيزنطيّة. تاريخها وميزاتها بالإضافة إلى لمحة عن الألحان وارتباطها بالسريانيّة.
2- الأيقونات مع الأستاذة غادة شلهوب: حول فنّ الأيقونات البيزنطيّ. والأخت أنجيل مسنّ: حول أيقونات جداريّة في قنّوبين.
3- الليتورجيا مع الأب باسيليوس (متري) والأخ سيمون حدّاد: مدخل إلى الليتورجيا الأرثوذكسيّة الأنطاكيّة والكتب الطقسيّة. والأب خليل (حايك) حول الليتورجيا المارونيّة: لمحة عن الليتورجيا المارونيّة من ناحية السنة الطقسيّة، أهمّ الرتب الطقسيّة، صلوات الساعات وبنيتها (نظرة تاريخيّة موجزة، ونظرة حاليّة) ، لمحة عن القدّاس الإلهيّ المارونيّ.
4- شؤون المجتمع والرعاية الكنسيّة: الأب شوقي كرم وفادي نصر: دور الكنيسة في المجتمع.
5- خبرات وأهمّيّة اللقاء بين الكنائس: الأب عبدو (بو ضاهر) وإيلي الكبّه: حول العلاقة مع الآخر انطلاقًا من مقال للمطران جورج عن أسبوع الوحدة.
عند الساعة السابعة مساء، عاد الحضور إلى الكنيسة للمشاركة في صلاة المساء المارونيّة. وبعد الصلاة توجّه المشاركون إلى قاعة الطعام لتناول العشاء الذي تمّ خلاله تبادل كتب بين الأب الرئيس والأمين العامّ والمشاركين في إلقاء الكلمات وورش العمل، وكانت الهدايا رمزيّة للشكر للمبادرة والمساهمة في اللقاء. كما وزّعت كتب على كلّ المشاركين.
صربيا
تدشين فسيفساء في بلغراد
دشن غبطة بطريرك الكنيسة الأرثوذكسيّة الصربيّة إيريناوس الفسيفساء في قبّة كنيسة القدّيس سابا في بلغراد. شارك في الاحتفال المتروبوليت هيلاريون رئيس دائرة العلاقات الخارجيّة في بطريركيّة موسكو، ورئيس البلاد ألكسندر فوتشيتش، ووزير الخارجيّة الروسيّ سيرغي لافروف، ووزراء ونوّاب وشخصيّات رسميّة واجتماعيّة، وممثّلون عن مؤسّسة غازبروم التي نفّذت الفسيفساء في قبّة الكنيسة.
وألقى غبطة البطريرك إيريناوس كلمة قال فيها: «أيّها الأخوات والأخوة، نحن اليوم نقف في المكان الذي أحرق فيه الأتراك في العام 1595جسد القدّيس سابا، أوّل رئيس أساقفة على الكنيسة الصربيّة. وفي العام 1895 وخلال الاحتفال بالمئويّة الثالثة لهذه المناسبة الأليمة تقرّر بناء كنيسة ضخمة على اسم القدّيس سابا الصربيّ. ولكن بسبب الظروف التاريخيّة الصعبة التي مرّت بها الكنيسة الصربيّة لم يبدأ العمل على الكنيسة إلاّ في العام 1939مع اندلاع الحرب العالميّة الثانية. وبعد تحرير البلاد لم يسمح النظام الجديد بإكمال أعمال البناء. وصودرت الأرض أسوة بباقي أملاك الكنيسة. ومع وصول البطريرك جرمانوس في العام 1958 حاول غبطته العمل مجدّدًا على إنجاز هذا المشروع، لكنّ محاولته راحت أدراج الرياح.
وكان على الكنيسة أن تنتظر حتّى العام 1985 حين حازت إذنًا بمباشرة البناء، الذي توقّف مرّة أخرى بسبب ما حدث في صربيا من أعمال عنف في العام 1991. ورغم كلّ شيء ارتفع البنيان شامخًا في العام 2004، حيث أنجزت الطبقة السفليّة مع رسوماتها الجداريّة. وبفضل التعاون مع روسيا عبر شركة غازبروم ونيس زيّنت الكنيسة بالفسيفساء على القبّة”. وتابع غبطته كلامه شاكرًا كلّ من أسهم في إنجاز هذا العمل وبخاصّة روسيا ورئيسها، والكنيسة الروسيّة وعلى رأسها غبطة البطريرك كيريل. كما توجّه بالشكر إلى رئيس الدولة الصربيّة.
وتحدّث أيضًا المدير العامّ في شركة غازبروم ناقلاً بركة غبطة البطريرك كيريل، وتوالت الكلمات مؤكّدة على عمق العلاقة بين صربيا وروسيا وبين الكنيستين.
بلغت كلفة هذه الفسيفساء أربعة ملايين أورو تبرّعت بها المؤسّسة، وأتمّ العمل سبعون فنّانًا من صربيا وروسيا. مساحتها 1248 مترًا مربّعًا، وزنها 40 طنًّا، ارتفاعها 65 مترًا، وهي إحدى أكبر الفسيفساء في العالم .
كينيا
ميتم القدّيس برنابا
في الوادي الكبير على مسافة ساعة جنوب كينيا، تجد الأب ميثوذيوس الذي يعنى بشؤون الأطفال في ميتم القدّيس برنابا وفي المدرسة. مئة وخمسة وسبعون يتيمًا يملأون المنطقة النائية ضجّة. هؤلاء الأطفال منهم من فقد أحد والديه أو الاثنين معًا. والكلّ ينوء تحت وطأة فقر مدقع. ورغم هذا الوضع المأساويّ يقدّم لهم الميتم واحة فرح وأمل بغد مشرق عبر التعليم والاهتمام بكلّ فرد منهم. ولكن ما ينقصها هذه الجنّة الكينيّة الماء النقيّ. حتّى الآن تتوفّر المياه في بئر تتجمّع فيه مياه الأمطار.
ويدلّي الأب ميثوذيوس الدلو المربوط بالحبل مرّات عدّة وفي النهاية لا يحصل إلاّ على كمّيّة ضيئلة من الماء، ولكنّها ماء ملوّثة وموحلة. لكن هناك خيار آخر وهو أن يقطع الأب ميثوذيوس مسافة اثني عشر كيلومترًا ليصل إلى النهر. ولكن كيف السبيل إلى نقل الماء في طريق العودة. ومع أنّ النهر غير موحل لكن لا شيء يضمن نظافة المياه.
هل يمكنك عزيزي القارئ أن تتخيّل أنّك محروم من المياه العذبة. هل يمكنك أن تتخيّل وضع هؤلاء الأطفال والمعاناة التي يعيشونها، وخطر الأمراض الممكن أن يتعرّضوا لها. هناك حلّ وهو حفر بئر ماء وبناء خزّانات، والكلفة ثلاثون ألف دولار. من أين سيؤمّن الأب ميثوذيوس هذا المبلغ، ولكنّه يذكّر المؤمنين بأنّ اللَّه الذي ساوى نفسه بالفقير شعر بالعطش، وبأنّ كلّ من يسقي هؤلاء الأطفال كأس ماء نظيفة يكون يعطيه للَّه.
إيران
كاتدرائيّة ڤانك
بعد أن سجّلت إيران ثلاث كنائس على لائحة التراث العالميّ التابعة للأونيسكو، ها هي تعمل على تسجيل كاتدرائيّة أصفهان الأرمنيّة المعروفة باسم ڤانك. ويقول نائب المسؤول عن تراث إيران الثقافيّ السيّد محمّد حسين طاليبيان إنّ إيران سجّلت ثلاث كنائس أرمنيّة وهي تسعى جاهدة إلى ضمّ كاتدرائيّة ڤانك، وهي الأكبر في محافظة أصفهان في وسط إيران. وجاء هذا التصريح في حفل اختتام المعرض الأرمنيّ الإيرانيّ في المتحف الوطنيّ في طهران.
وكاتدرائيّة ڤانك هي الأضخم والأجمل من ناحية الهندسة والرسوم والزخرفة، وهي مزيج من النمطين الأرمنيّ والإيرانيّ، وهذا ما يجعلها مميّزة وفريدة. شيّدت العام 1606 وكرّست على أسماء مئات الآلاف من الأرمن الذين رُحّلوا من أرمينيا خلال الحرب العثمانيّة بين 1603 و1618 واستقبلهم الشاه عبّاس الأوّل وسمح لهم بالاستقرار في إيران. كاتدرائيّة ڤانك هي نقطة تواصل بين أرمن أصفهان والمناطق الجنوبيّة من البلاد ومناطق العالم كافّة، وتتمتّع بأهمّيّة عظمى بالنسبة إلى الأرمن حيثما حلّوا. n