البلمند - لبنان
بيان صادر عن المجمع الأنطاكيّ المقدّس
انعقد المجمع الأنطاكيّ المقدّس برئاسة غبطة البطريرك يوحنّا العاشر (يازجيّ) في دورته العاديّة الخامسة، من الثالث والعشرين من حزيران ولغاية السادس والعشرين منه، للعام 2015. وحضر كلّ من أصحاب السيادة:
جاورجيوس (أبرشيّة جبيل والبترون وتوابعهما)، يوحنّا (أبرشيّة اللاذقيّة وتوابعها)، إلياس (أبرشيّة بيروت وتوابعها)، إيليّا (أبرشيّة حماه وتوابعها)، إلياس (أبرشيّة صيدا وصور وتوابعهما)، أنطونيوس (أبرشيّة المكسيك، فنزويلا، أميركا الوسطى وجزر الكاريبي)، سرجيوس (أبرشيّة سانتياغو وتشيلي)، دمسكينوس (أبرشيّة ساو باولو وسائر البرازيل)، سابا (أبرشيّة بصرى حوران وجبل العرب)، جورج (أبرشيّة حمص وتوابعها)، سلوان (أبرشيّة بوينس آيرس وسائر الأرجنتين)، باسيليوس (أبرشيّة عكّار وتوابعها)، أفرام (أبرشيّة طرابلس والكورة وتوابعهما)، إغناطيوس (أبرشيّة فرنسا وأوروبّا الغربيّة والجنوبيّة) وإسحق (أبرشيّة ألمانيا وأوروبّا الوسطى)، جوزيف (أبرشيّة نيويورك وسائر أميركا الشماليّة) وغطّاس (أبرشيّة بغداد والكويت وتوابعهما).
كما حضر السادة متروبوليت شهبا نيفون (صيقلي) والأساقفة موسى (الخوري)، لوقا (الخوري)، نقولا (بعلبكيّ)، إغناطيوس (سمعان)، أثناسيوس (فهد)، ديمتري (شربك)، إيليا (طعمة)، قسطنطين (كيّال)، يوحنّا (هيكل)، رومانوس (داود)، نيقولاس (أوزون)، غريغوريوس (خوري) وقيس (صادق).
وشارك الوكيل البطريركيّ الأسقف أفرام (معلولي) أمين سرّ المجمع المقدّس، مع كاتب المجمع الإيكونوموس جورج (ديماس).
وتغيّب صاحب السيادة إسبيريدون (أبرشيّة زحلة وبعلبك وتوابعهما)، واعتذر صاحب السيادة بولس (أبرشيّة أستراليا ونيوزيلاندا). وأمّا المطران بولس (أبرشيّة حلب والإسكندرون وتوابعهما)، المغيّب بفعل الأسر، فقد حضر في صلوات آباء المجمع وأدعيتهم.
بدءًا استعرض الآباء واقع العمل الرعائيّ في أبرشيّاتهم في الوطن وبلاد الانتشار، وتوقّفوا عند الجهود التي يبذلها الرعاة لبناء المؤمنين على صخرة الإيمان. كما باركوا النشاط الذي يقوم به المؤمنون، ولاسيّما الشباب منهم، في المجال البشاريّ والتربويّ والاجتماعيّ والإعلاميّ لنشر كلمة اللَّه، والشهادة ليسوع القائم من الموت لأجل خلاص العالم.
أطلع صاحب الغبطة الآباء على زياراته الرعائيّة الأخيرة التي قام بها إلى حلب وحمص وحماه، وأبرشيّتي نيويورك وسائر أميركا الشماليّة وبغداد والكويت وتوابعهما، حيث قام بتنصيب المطرانين جوزيف (زحلاويّ) وغطّاس (هزيم). ونقل غبطته إلى آباء المجمع أصداء تلك الزيارات التي جاءت لترسي قواعد الرسوخ الأنطاكيّ في الأرض وتترجم إرادة الكنيسة بأن تكون دومًا إلى جانب شعبها مهما قست الظروف. كما استعرض غبطته الزيارات الرسميّة الأخيرة إلى كلّ من اليونان ورومانيا وروسيا وأرمينيا وقبرص والجبل المقدّس آثوس، والتي نقلت بالدرجة الأولى واقع كنيسة أنطاكية بشعبها المتألّم الذي يرزح تحت وطأة ظروف معيشيّة قاسية.
استعرض آباء المجمع، العمل التحضيريّ للمجمع الأرثوذكسيّ الكبير المزمع عقده، وتوقّفوا عند النتائج التي توصّلت إليها اللجنة الأرثوذكسيّة التحضيريّة الخاصّة التي انعقدت في شامبيزي-سويسرا بين أيلول ٢٠١٤ ونيسان ٢٠١٥. كلّف المجمع لجنة مختصّة بإعداد مذكّرة توضح المقاربة الأنطاكيّة للتحدّيات المطروحة أمام المجمع الأرثوذكسيّ الكبير. أكّد آباء المجمع وقوفهم إلى جانب قداسة البطريرك المسكونيّ من أجل العمل السريع لحلّ الأزمات، التي يمكن أن تعيق انعقاد المجمع أو تؤثّر في نتائجه، ومن بينها معضلة الخلاف مع البطريركيّة المقدسيّة.
ولمّا كانت الكنيسة الأنطاكيّة قد استنفدت جميع الوسائل السلاميّة لحلّ الخلاف مع البطريركيّة المقدسيّة، قرّر آباء المجمع قطع الشركة الكنسيّة مع البطريركيّة المقدسيّة، حتى إشعار آخر، والتأكيد على اتّفاق أثينا (حزيران 2013) كأرضيّةٍ لكلّ حلٍّ مستقبليّ.
تدارس الآباء باهتمام كبير الورقة التي رفعتها اللجنة التي أنشئت من أجل متابعة توصيات المؤتمر الأنطاكيّ، المنعقد في البلمند في حزيران 2014، وأقرّوا الأنشطة حول محور العمل الرعائيّ الواردة في الورقة، وقرّروا استكمال دراسة المحاور الأخرى في الدورة القادمة. وفي هذا السياق، شكّل الآباء عددًا من اللجان المجمعيّة لتفعيل التنسيق والتواصل بين مختلف أبرشيّات الكرسيّ الأنطاكيّ في الوطن وبلاد الانتشار، وللتخطيط العامّ ولدراسة شؤون العائلة.
وفي إطار توحيد الخدم الليتورجيّة أُقرّ نصّ موحّد لخدمة المعموديّة المقدّسة لاتّباعه في كنائس الكرسيّ الأنطاكيّ كافّة.
انتخب المجمع المقدّس قدس الأرشمندريت سلوان (أونر)، رئيس دير القدّيس جاورجيوس الحميراء البطريركيّ، متروبوليتًا على الجزر البريطانيّة وإيرلندا.
وقبل آباء المجمع استقالة صاحب السيادة إسبيريدون متروبوليت زحلة وبعلبك وتوابعهما المقدّمة إلى غبطته، على أن يبقى متروبوليت شرف ويقيم في مطرانيّته، التي تُعنى بتأمين حياة كريمة له، وعبّروا عن تقديرهم لإنجـازات سيادته ودعوا له بطول العمر.
رحّب الآباء بالتقدّم الحاصل في المجال الإعلاميّ، وباركوا الجهود التي بذلت من أجل إنشاء المركز الأرثوذكسيّ الأنطاكيّ للإعلام، الذي افتتح على هامش أعمال المجمع. شكر آباء المجمع جميع الجنود المجهولين الذين ساهموا في إنشاء المركز، والذين لا زالوا يساهمون في دفع عمله قدمًا. ودعوا أبناءهم إلى وضع خبراتهم في تصرّف هذا المركز، من أجل أن تصل الكلمة إلى الجميع، ويخرج صوت أنطاكية إلى كلّ المسكونة.
أعرب آباء المجمع عن شكرهم وتقديرهم للجهود التي يبذلها أبناؤهم في مجال العمل الإغاثيّ والخدمة الاجتماعيّة والتعاضد مع المحتاجين. وأكّدوا التزامهم ببذل كلّ ما يمكن في سبيل خدمة الأخ الفقير والمحتاج والمشرّد والمتألّم، على مستوى الرعايا والأبرشيّات والمؤسّّسات القائمة، وعلى رأسها دائرة الإغاثة والتنمية في البطريركيّة، تنفيذًا لوصيّة السيّد »ما فعلتموه بإخوتي هؤلاء الصغار فبي فعلتموه«. وفي هذا الصدد، لا يسع الآباء، إلاّ أن يشكروا جميع الهيئات المانحة التي تساعد الكنيسة الأنطاكيّة على إتمام خدمتها الإغاثيّة والاجتماعيّة، وأن يدعوا جميع القادرين إلى تكثيف العطاء من أجل خدمة المحتاجين أحبّة المسيح الذي وحّد نفسه بهم.
توقّف الآباء بألم شديد عند معاناة الشعب السوريّ، الذي يرزح تحت وطأة حرب مدمّرة وإرهاب منظّم وتكفير أعمى، يدمّر الحجر ويقتل البشر ويمحو تراثًا وحضارة ضاربة في القدم. ورغم هذا الواقع المظلم، لا يسع الآباء إلاّ أن يعبّروا عن فخرهم بتأصّل أبنائهم في سورية بأرضهم، رغم كلّ الصعوبات التي تعصف بهم، والمحاولات التي ترمي إلى نسف أصوات الاعتدال والتعقّل، وضرب أسس العيش المشترك. وإذ يؤكّد الآباء أنّ الكنيسة ستبقى الحصن المتين لأبنائها، يرحّبون بالمبادرات التي يقوم بها الخيّرون، والتي تهدف إلى بناء ما هدّمته يد الإرهاب والإجرام واستعادة ما سرق من التراث المسيحيّ. وهم يدعون أبناءهم في سورية إلى التمسّك بأرضهم وجذورهم والإخلاص لوطنهم والحفاظ على وحدته. ويطالبون العالم بأن يكفّ عن التفرّج على مأساة الشعب السوريّ والعمل الجدّيّ من أجل إيجاد حلّ سياسيّ-سلميّ للحرب المدمّرة على سورية، يضمن عودة الأمن وإحلال السلام وإطلاق كلّ المخطوفين، ولاسيّما المطرانين بولس (يازجيّ) ويوحنّا (إبراهيم) والآباء الكهنة، ويؤمّن المساواة في المواطنة بين جميع أبناء الشعب السوريّ، ويكفل عودة النازحين والمهجّرين إلى بيوتهم وممتلكاتهم، والتعويض عن الضرر الذي أصابهم من جرّاء هذه الحرب العبثيّة.
أكّد الآباء تمسّكهم بالنظام الديمقراطيّ في لبنان، وبميثاق العيش المشترك، وأسفوا لعجز المجلس النيابيّ عن الالتئام لانتخاب رئيس للجمهوريّة يعبّر عن وجدان اللبنانيّين الميثاقيّ والدستوريّ، ويصون وحدة الوطن، ويحمي الدستور، ويؤمّن انتظام المؤسّّسات لما فيه خير المواطنين وتنمية لبنان الاقتصاديّة والاجتماعيّة والثقافيّة في هذه المرحلة المصيريّة. وهم يناشدون النوّاب ويدعونهم بإلحاح إلى ممارسة مسؤوليّتهم الوطنيّة والالتزام بما يقتضيه الدستور. وإذ يثمّنون العمل الذي تقوم به الحكومة، يدعونها إلى تحمّل مسؤوليّاتها في رعاية شؤون المواطنين. كذلك، يثمّن الآباء الجهود التي تقوم بها المؤسّّسات الأمنيّة في سبيل إرساء الأمن والاستقرار على كامل التراب الوطنيّ، ويناشدون جميع المعنيّين على العمل من أجل إطلاق الجنود المخطوفين وإعادتهم إلى بيوتهم وذويهم.
يضرع الآباء إلى اللَّه أن يرافق أبناء العراق واليمن وفلسطين في محنتهم، وبأن يقوّيهم ويشدّدهم في ما هم يعيشون في ظلّ ظروف صعبة.
يكرّر الآباء التزامهم العيش الواحد مع إخوتهم المسلمين أبناء هذا الشرق كمواطنين أصيلين، متأصّلين في هذا الأرض ومتساوين أمام القانون. ويدعون المجتمع بكامل أطرافه إلى العمل من أجل مواجهة الفكر التكفيريّ، وإرساء تربية دينيّة تعمّم ثقافة الانفتاح والسلام والمواطنة، وترتكز على كرامة الإنسان بصفته مخلوقًا على صورة اللَّه ومثاله.
يطالب الآباء المجتمع الدوليّ بالعمل الجدّيّ من أجل إيجاد حلول سلميّة للمشاكل التي تعصف بهذا الشرق، تتجاوز مصالح كبار هذا العالم وتتيح لأبنائه البقاء في أرضهم، والعيش بكرامة والاستفادة من مواردها وخيراتها.
يؤكّد الآباء أنّ الربّ يسوع المسيح هو في وسط كنيسته، فلن تتزعزع مهما أظلمت الأيّام، وأنّ النور لا بدّ له من أن ينبلج من الظلمة مبشّرًا بالسلام والفرح لكلّ العالم ليقيمه في الرجاء الذي لا يخيب.
من هو الأرشمندريت سلوان أونر متروبوليت بريطانيا وإيرلندا
ولد سيادته في اللاذقيّة بتاريخ ٢١/٨/١٩٧٠، يحمل الجنسيّة التركيّة.
على صعيد الدراسة:
- يحمل إجازة في هندسة ميكانيك اختصاص قوى، من جامعة تشرين، اللاذقيّة، ١٩٨٩-١٩٩٤
- يحمل إجازة في اللاهوت، من معهد القدّيس يوحنّا الدمشقيّ، جامعة البلمند، لبنان، ١٩٩٥-٢٠٠٠
- إجازة ماجيستير في اللاهوت، من معهد القدّيس يوحنّا الدمشقيّ، جامعة البلمند، لبنان، ٢٠٠٠-٢٠٠٥
- حاز دكتورا في اللاهوت، قسم الأخلاق واختصاص وعظ، جامعة تسالونيكي، اليونان، ٢٠٠٥-٢٠١٠
على صعيد العمل الكنسيّ، تولّى مناصب عدّة منها:
- كاهن أرشمندريت وراعٍ وواعظ في أبرشيّة اللاذقيّة منذ سنة ٢٠٠٠
- وكيل راعي الأبرشيّة المتروبوليت يوحنّا (منصور) ٢٠١٠-٢٠١٥
- عمل في حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة منذ عمر الشباب، واستلم رئاسة مركز اللاذقيّة في حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة ٢٠٠١-٢٠٠٣
- عيّنه غبطة البطريرك يوحنّا العاشر، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس في 30-5-2015 رئيسًا لدير القدّيس جاورجيوس الحميراء البطريركيّ، في تلكلخ سورية.
- أنشأ منذ العام 2006 الموقع الإلكترونيّ »المنارة الأرثوذكسيّة«، الذي يشتمل على عظات ومواضيع ويجيب عن تساؤلات المؤمنين. www.almanarah.net/wp
والهدف من هذا الموقع كما حدّده سيادته متمنّيًا المشاركة: »أردنا من هذه المدوّنة أن تكون مشجّعة على النقاش والحوار في المواضيع المطروحة لأنّ النقاش يغني الشخص المحاور والمدوّنة«.
بيروت
»تعزيز التماسك الاجتماعيّ في لبنان: شهادات وعبر«
دعا مركز بيروت في حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة إلى محاضرة عنوانها »تعزيز التماسك الاجتماعيّ في لبنان: شهادات وعبر«، شاركت فيها الدكتورة مهى شعيب، مديرة مركز الدراسات اللبنانيّة في جامعة كامبردج والسيّد مارك طربيه، منسّق برامج جمعيّة فرح العطاء.
أوّلاً تطرّقت الدكتورة شعيب إلى تعريف التماسك الاجتماعيّ والعناصر التي تؤثر فيه وأبرزها البنية الاقتصاديّة-الاجتماعيّة. ثمّ تناولت الاستراتيجيّة التربويّة التي اعتمدتها الدولة اللبنانيّة، بعيد انتهاء الحرب الأهليّة من وجهة نظر نقديّة، شارحة كيف تمّ التركيز على فكرة الطائفيّة من دون التطرّق إلى معالجة أسبابها الجذريّة. وتكلّمت على ضعف المنهج التربويّ من وجهة النظر التطبيقيّة، إذ إنّ كتاب التربية الوطنيّة، على سبيل المثال، يطرح مثاليّات ونظريّات عن المواطنة والهويّة، من دون أن يجسّدها في برامج ونشاطات تطبيقيّة. كما ألقت الضوء على بعض نقاط الضعف الأساسيّة في القطاع التعليميّ في لبنان، كالتفاوت الكبير في جودة التعليم ونسبة التسرّب المدرسيّ في المدارس الرسميّة، بخاصّة في المناطق المحرومة.
ثمّ استعرضت الدكتورة شعيب نتائج الأبحاث التي أجرتها في ٢٦ مدرسة في لبنان، حول كيفيّة تطبيق برامج التربية المدنيّة، وكيفيّة معالجة القضايا المتعلّقة بالتماسك الاجتماعيّ، وبيّنت النماذج المختلفة الموجودة. أمّا نتائج البحث، فتوضح أنّ أكثر المدارس نجاحًا هي تلك التي تملك إدارة تعي أهمّيّة مبدأ التماسك الاجتماعيّ، وتوفّر نوعيّة جيّدة من النشاطات التطبيقيّة، بالإضافة إلى بيئة صافية تشجّع على حرّيّة التعبير والتفكير النقديّ. وهذا النوع من المدارس لا يقتصر بالضرورة على المدارس العلمانيّة، فالانفتاح على الآخر لا يشترط التخلّي عن الهويّة الدينيّة أو الاجتماعيّة.
أمّا السيّد مارك طربيه، فعرّف بتاريخ جمعيّة فرح العطاء ونشاطاتها في مجال تعزيز التماسك الاجتماعيّ، مفصّلاً تجربة الجمعيّة في منطقة جبل محسن وباب التبّانة في طرابلس، شارحًا الوضع الاجتماعيّ الاقتصاديّ البائس الذي يعيشه السكّان والذي يضعهم في مهبّ الاستغلال السياسيّ. وأشار إلى الدور الإيجابيّ الذي تقوم به الجمعيّة حاليًّا في النزاع المسلّح بين هاتين المنطقتين. وأشار بشكل خاصّ إلى تجربة مخيّم الأولاد الذي جمع أولادًا من المنطقتين وكيف ساهم في تعزيز الربط بينهم وبين عائلاتهم، وجعلهم يتخطّون المشاعر السلبيّة المحيطة بهم، ويعطون الأفضليّة للمعرفة الاحتكاكيّة مع الآخر. وثمرة هذا العمل كانت اتّصال الأهالي بالجمعيّة عند حصول اشتباكات مسلّحة لسحب الأولاد من المنطقة بواسطة حافلات الجمعيّة. هذا عدا عن مشاريع الترميم التي قامت بها الجمعيّة أكثر من مرّة لإصلاح ما تهدّم. ووافق السيّد طربيه على ما قالته الدكتورة شعيب حول مشكلة التسرّب المدرسيّ والأمل الضائع عند جيل الشباب في التطوّر الاجتماعيّ، ما يزيد من صعوبة الوضع.
زحلة - لبنان
وسام القدّيسين بطرس وبولس لسيادة المطران إسبيريدون (خوري)
كرّمت بطريركيّة أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس عميد مطارنتها المتروبوليت إسبيريدون (خوري)، متروبوليت زحلة وبعلبك وتوابعهما لمناسبة انتهاء خدماته.
وقام غبطة البطريرك يوحنّا العاشر بزيارته في مقرّ المطرانيّة في زحلة، حيّ الميدان، ورافقه وفد مؤلّف من السادة متروبوليت ساوباولو وسائر البرازيل دمسكينوس (منصور)، ومتروبوليت فرنسا وأوروبّا الغربيّة والجنوبيّة إغناطيوس (الحوشي)، والأسقف غريغوريوس (خوري) والآباء الكهنة والشمامسة، وبحضور أفراد من عائلة المكرّم.
وتقديرًا لأتعاب سيادة المتروبوليت ولخدمته التي قاربت الخمسين عامًا في خدمة أبرشيّة زحلة وبعلبك وتوابعهما، ولدوره الكنسيّ والرعويّ والوطنيّ، قلّده غبطة البطريرك وسام القدّيسين بطرس وبولس، مؤسّّسي الكرسيّ الأنطاكيّ، من الدرجة الأولى، ناقلاً إليه باسم المجمع الأنطاكيّ المقدّس التقدير الكامل وأحرّ الأدعية.
إسطنبول- تركيا
زيارة المتروبوليت هيلاريون
زار المتروبوليت هيلاريون، رئيس دائرة العلاقات الخارجيّة في بطريركيّة موسكو، إسطنبول، وذلك ببركة البطريرك كيريل.
التقى سيادته بقداسة البطريرك المسكونيّ برثلماوس الأوّل في الفنار في مقرّ بطاركة القسطنطينيّة. شارك في هذا اللقاء متروبوليت فرنسا عمانوئيل، الأرشمندريت برثلماوس (سماراس) أمين سرّ مجمع كنيسة القسطنطينيّة، ومساعده الشمّاس يواكيم (بيليس)، والشمّاس ثيوذوروس (شولغا) من أمانة سرّ دائرة العلاقات الخارجيّة في بطريركيّة موسكو.
نقل المتروبوليت هيلاريون إلى قداسة البطريرك المسكونيّ تحيّات بطريرك موسكو وأمنياته، وبدوره حمّل قداسته المتروبوليت أطيب الأمنيات للبطريرك الروسيّ بالنجاح في مهمّته الكبيرة.
تباحث الطرفان في مواضيع أرثوذكسيّة شتّى، أهمّها التعاون بين الأرثوذكس في التحضير للمجمع الأرثوذكسيّ العامّ المزمع انعقاده في العام 2016، إضافة إلى العلاقات الثنائيّة بين البطريركيّتين. كما عرض المتروبوليت هيلاريون وجهة نظره بالنسبة إلى الوضع في الشرق الأوسط وفي مناطق أخرى من العالم. ومن بين المواضيع التي جرى التباحث حولها التحضيرات القائمة على قدم وساق للاحتفال بالألفيّة الأولى للحضور الروسيّ في جبل آثوس.
قبل اللقاء، تبارك المتروبوليت هيلاريون برفات القدّيسين باسيليوس الكبير وغريغوريوس اللاهوتيّ ويوحنّا الذهبيّ الفم في كاتدرائيّة القدّيس جاورجيوس البطريركيّة.
باكستان
القدّيس سيرافيم ساروفسكي
تجمّع المؤمنون الأرثوذكس في إرساليّة رئيس الملائكة ميخائيل في باكستان للتعرّف إلى القدّيس سيرافيم ساروفسكي. لم يثنهم الحرّ الشديد بل جاؤوا للمشاركة في القدّاس الإلهيّ والزيّاح. والجدير بالذكر أنّ المهتدين إلى الأرثوذكسيّة يزدادون يومًا بعد يوم، وقد فاق عدد المشاركين مئتين وخمسين شخصًا، التفّوا حول راعيهم في خيمة نصبت لهذه الغاية.
ترأّس الخدمة الإلهيّة الأب جوزيف (فاروق) الذي ألقى عظة تحدّث فيها عن حياة القدّيس وعجائبه، ودعا المؤمنين إلى التمثّل بالقدّيس وبتواضعه وصبره على المحن وطاعته.
كما أعلن الأب جوزيف أنّ هذه الإرساليّة الفقيرة ستتمكّن، بعون اللَّه وببركة المتروبوليت هيلاريون رئيس الكنيسة الروسيّة الأرثوذكسيّة خارج الحدود، من شراء أرض لبناء أوّل كنيسة أرثوذكسيّة روسيّة في باكستان، ومدرسة تجمع الأولاد من كلّ الطوائف. ألا كان اللَّه بعون الأب جوزيف في هذه المهمّة الصعبة، وليحنّن الربّ الإله قلوب المؤمنين على هذه الرعيّة الناشئة.
للمزيد من المعلومات عن الرعيّة الأرثوذكسيّة في باكستان، راجع عدد النور الثاني 2015.
اليونان
الجمعيّة الأرثوذكسيّة العالميّة للمساعدات
تراجع الاقتصاد اليونانيّ بسرعة فائقة دفع المصارف في اليونان إلى إغلاق أبوابها، تاركة ملايين السكّان مندهشين أمام هذه المبادرة وحرمتهم من الوصول إلى ودائعهم وأجورهم ومدّخراتهم. هذه الأزمة الاقتصاديّة الخانقة التي ترخي بثقلها على اليونان تهدّد بالجوع والفقر المدقع. في هذا الإطار تحرّكت الجمعيّة الأرثوذكسيّة العالميّة للمساعدات، وحصلت على مساعدة قيمتها خمس مئة ألف دولار أميركيّ، من جمعيّة جون سانتيكوس الأميركيّة، ورفعت مستوى التقديمات الغذائيّة إلى العائلات المعدمة. وتعمل الجمعيّة مع سلسلة مخازن في اليونان تؤمّن للمعوزين الفاكهة والخضار والحليب بواسطة البطاقات التموينيّة. أكثر من ألف عائلة في اليونان تحصل على هذه البطاقات وهي أفضل من التوزيع المباشر على المنازل، إذ يتمكّن المواطن من شراء ما يناسبه. وإضافة إلى ذلك تتابع الجمعيّة توزيع الحصص الغذائيّة عبر كنيسة اليونان وجمعيّة أبوستولي، وتدعم أيضًا مطاعم المحبّة التي توفّر الطعام يوميًّا لنحو 1200 شخص، هذا عدا مساعدة نحو 500 طالب على تأمين حوائجهم المدرسيّة. منذ العام 2012 تعمل الجمعيّة بالتعاون مع أبوستولي أي الجمعيّة الخيريّة المنبثقة عن الكنيسة اليونانيّة، ومع الوزارات المعنيّة ومع الأبرشيّة اليونانيّة في الولايات المتّحدة الأميركيّة. وقدّمت حتّى اليوم أكثر من 17 ميلون دولار كتقديمات طبّيّة وموادّ غذائيّة ومحروقات للتدفئة، وتنمية زراعيّة.
سورية
الجمعيّة الأرثوذكسيّة العالميّة للمساعدات
تدعم الجمعيّة الأرثوذكسيّة العالميّة أكبر شبكة توزيع للمساعدات الإنسانيّة داخل سورية، حيث أكثر من عشرة ملايين نسمة بحاجة إلى معونة وبينهم أكثر من ستّة ملايين خارج منازلهم. وإضافة إلى العمل داخل سورية، يجهد العاملون في الجمعيّة في سدّ الحاجة المتنامية للاجئين السوريّين في الأردنّ ولبنان والعراق وأرمينيا الذين يزيد عددهم عن ثلاثة ملايين نسمة. وتتعاون الجمعيّة مع بطريركيّة أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس. ومنذ 2012 أمّنت الجمعيّة المساعدات لأكثر من مليونين ونصف مليون نسمة عبر برامج عدّة منها على مستوى توزيع الموادّ الغذائيّة والألبسة، أو مستوى تأمين الملجأ للأطفال والنساء الذين تنقّلوا من مكان إلى آخر بعد تفاقم النزاع.
على مستوى الطبابة وزّعت الجمعيّة الأدوية والإسعافات الأوّليّة وموادّ تنظيف لأنّ النقص الحادّ في المياه أدّى إلى ظهور مرض الجرب ومشاكل صحّيّة أخرى. بالنسبة إلى الاهتمام بالرضّع والأطفال فقد حرصت الجمعيّة على تأمين التغذية السليمة للأطفال وذلك لتحدّ من الوفيات. كما أهّلت المدارس لتكون البيئة الجيّدة للطلاّب. ولمساعدة السوريّين اللاجئين في بلاد أخرى على التأقلم مع وضعهم الجديد، واعتنت بالأطفال عبر الموسيقى والفنون التي تساعد الطفل على التعبير عن مشاعره.
وبسبب تدمير البنية التحتيّة شحّت المياه وكثرت الأمراض، فعملت الجمعيّة على ترميم الآبار وخطوط المياه لتأمين مياه الشفة.l