2013

4. الرهبنة: تكريس الذات للَّه - الأرشمندريت باسيليوس (كونديكاكيس) - تعريب بولين برباري – العدد الثامن سنة 2013

 

الرهبنة تكريس الذات لله

الأرشمندريت باسيليوس كونديكاكيس

تعريب بولين برباري

 

 

الرهبنة تكريس كامل للربّ.

أنت تصبح راهبًا في أثناء الخدمة الإلهيّة. لا يقودك أبوك الروحيّ إلى حكمته الخاصّة أو إلى فضيلته، بل إلى المذبح المقدّس الذي يضع فيه كلّ رجائه.

تبدأ حياتك الرهبانيّة باتّباع البرنامج التقليديّ. تمارس النسك، تتعب، تصوم، تصلّي، تتأمّل، تعيش في شركة القدّيسين، القدامى والجدد.

لا يؤول هذا النسك والجهاد إلى نيل منفعة بشريّة عابرة، بل إلى أن تتمّ مشيئة اللَّه فيك.

ومع الوقت تأتي أنوار التعزية، فتتيقّن أنّ شيئّا عظيمًا يحدث، إنّها هبة تنزل عليك من لدن اللَّه، لتجد نفسك في محيطك الطبيعيّ. حياتك كانت كغصنٍ برّيٍّ طعّمت من شجرة الحياة الضاربة الجذور. كلّ شيءٍ من حولك يتغيّر، إنّه تصميم عجيب. السماوات تنفتح. حياةٌ جديدةٌ تبدأ.

على جبل سيناء قال الربّ لموسى: »أكون من أكون«. هذا صحيح. ولكن، في الخلق والمنطق الجديد للكنيسة، نفهم هذا بشكل مختلف. »أكون من أكون« تعني بعد الآن »أكون من لا أكون، أتجرّد من كلّ الإمكانيّات التي أمتلك، من المعاني والمعرفة والبداهة«. 

وفي حين أنّ الأمور تسير على هذا النحو، هذا ما تدركه:

أنا، الكائن الكلّيّ، أتنازل، أخلي ذاتي، أتشبّه بك، أتّحد فيك كي تصير واحدًا معي، كي أنقذك بتعليمك ما لايمكن استيعابه، بالإعلان لك عبر سيرتي أنّ ما هو عظيمٌ، غير مُدرك. وأخيرًا، الرهيب فيّ ليست قوّتي ولا عظمتي غير المدركة بل تجلّي الحبّ الذي لا يوصف في حياتي، وبهاء الخير وتنازلي المتواضع، حضوري فيك هو إخلاء نابع من الحبّ والبذل.   

لا ترهب، إذًا، من قوّتي، بل من صلاحي اللامتناهي وتواضعي. لا ترهب من تهديدي لك، بل من تقديري لك  أكثر ممّا تستحقّ وتُدرك.

هذا ما يدينك. هكذا تُمتحن. تنبّه ولا تتسرّع حتّى لا تتقدّم بشكل فرديّ بهدف نيل قوّة وذكاء فانيين وذلك باتّكالك فقط على نفسك. على العكس تضرّع، انتظر! إصبر في عبق الحنان الإلهيّ، وستفهم أنّه، لا بالدفاع أو بالهجوم، لكن بتقديمك ذاتك بالحبّ والتوبة إلى المذبح المقدّس تلتقي ذاك الذي »أحبّنا أوّلاً« (1يوحنّا ٤- ١٩)، والذي »بلا انقطاع يبذل نفسه ليقدّس الذين يتناولونه«(١). تلتقي عظمة الحبّ والتواضع الذي لا يُدرك (الإخلاء) الذي هو بدء كلّ خلقٍ  ونهايته.

بتقديمك ذاتك وبتضحيتك، تشعر بأنّ شيئًا ما يُعطى لك، ليس شيئًا خارجيًّا أو غريبًا عن طبيعتك. لكن، على العكس، تشعر بأنّ شيئًا ما يولد في داخلك، ينبعث كضوءٍ، فرحٌ وهدوءٌ يغمرانك، ويرفعانك، ويمدّانك بغير المُنتظر، إلى بُعدٍ مختلف وحالة جديدة، إلى تحوّل لا ينقطع وصعودٍ ونزوعٍ إلى الأمام »إلى حيث لا تعرف«(٢) لكنّك مع ذلك تسعى إليه.

هذا كلّه معطى لك مجّانًا من دون سؤال، فقط لأنّك شكرت اللَّه على ما وهبك إيّاه.

  بالمعموديّة تبدأ حياتنا في الكنيسة بالموت.

 »أم تجهلون أنّ كلّ من اعتمد ليسوع المسيح اعتمد لموته« (رومية ٦: ٣).

الحياة الرهبانيّة هي موت عن مشيئتنا كي تحلّ مشيئة اللَّه فينا.

هنا يفعّل سرّ الحياة الحقيقيّة. نحن نتعاطى مع ديناميكيّة متفجّرة كامنة في الطبيعة البشريّة.

مثل حبّة الحنطة التي يخفيها الزارع في الأرض:

»ينام ويقوم ليلاً ونهارًا، والبذار يطلع وينمو، وهو لا يعلم كيف. لأنّ الأرض من ذاتها تأتي بثمر« (مرقس ٤: ٢٦- ٢٧).

إنّه تجلّي الحياة الجديدة، دهش المعجزات، التقدّم الوطيد، التحوّل، النزوع إلى الأمام، التغيير.

المعجزة هي أنّ الموت غُلب بالموت. هذه هي رسالة الكنيسة. تحياها، تؤمن بها، تعلنها. »حطم الموت بالموت«(٣). هي ليست مجرّد كلمات تتفوّه بها أو تتبنّاها، لأنّك قرأتها في مكان ما، بل أنت تحياها كحقيقة وقوّة تمحّصك  وتلدك من جديد. 

»لأنّي حينما أنا ضعيف فحينئذٍ أنا قويّ« (2كورنثوس ١٠: ١٢). وعندما أقع، أقوم من جديد.

تجد نفسك في الرحم الذي سيلدك للحياة الجديدة. تتغذّى من الخبر السماويّ الذي »يُجزّأ ولا ينقسم«(٤). تتلقّى في ذاتك خميرة الملكوت التي تُخمّر العجين كلّه (1كورنثوس ٥: ٦). تقتني هذه اللؤلؤة الصغيرة التي تستأهل أن تبيع كلّ ما تملك من أجل أن تمتلكها. تمتلك ما يعطي ثمرًا بالفطرة. »لأنّ كلّ من له يُعطى ويزاد« (متّى 25: 29).

هذا كلّه ليس بفضلك ولا بسبب نجاحك، بل هو عطيّة تُعطى لك من فوق، هي ملكٌ للكلّ. تحافظ عليها وتهبها.

  الدعوة الرهبانيّة هي هبة تُهدى للراهب وللكنيسة جمعاء. كلّ إنسان مدعوّ إلى الحياة الرهبانيّة لسبب ما خاصّ به، وكلٌّ على طريقته الخاصّة. لكنّ الدعوة إلى العزلة التي توجّه إلى الراهب باسمه الخاصّ بالنتيجة تقوده إلى شركةٍ شاملة.

  في الزواج، يترك الرجل أباه وأمّه ويلازم امرأته (تكوين 2: 24؛ مرقس10: 6). هنا، تترك الكلّ لتتّحد بالكلّ. هذا ليس من صُنعك، لكنّه عطيّة من لدن اللَّه. لا ينغلق الراهب في علاقات إنسانيّة، حتّى ولو جيّدة. هو يعبّر بلغة أخرى. يشعر بالأشياء بطريقة مختلفة. تجذبه قوّة لا تنفكّ تنمو باطراد. يتكلّم كمجنون، كعاشق، كسكّير. يريد أن يرحل، أن يضيع، أن لا يكون(٥)، لكي ينتمي بالكلّيّة إلى المحبوب.

»لقد شغفتني بشوقك أيّها المسيح ونقلتني بعشقك الإلهيّ«(٦).

إنّه ناسك، حبيس، لا ينفكّ يزهد في أمور الدنيا ومباهجها، هو في حركة دائمة لا يتوقّف أبدًا في أيّ مكان.

 »كمال الكاملين لا نهاية له«(٧).

يكرّس ذاته لذاك الذي يمكن أن يأتي في أيّ وقت، وعليه أن يكون متيقّظًا لاستقباله. يكرّس ذاته لذاك الذي هو الحمل والطريق والمعبر إلى الحياة بل وأكثر هو الحياة. من ثمّ يمضي.

»إنّه خير لكم أن أنطلق« (يوحنّا 16: 7 )

إنّه يطهّر وينير. يملأ الكلّ من حضوره.

هكذا نعرفه ونحياه نظير تطهير النفوس والأجساد، الحضور والغياب، الحياة والموت.

في الحيـاة الرهبـانيّة الأرثوذكسيّة، نجد حرّيّة داخليّة صادقة في البحث عن الحقيقة. يتغرّب الراهب عن التخصيص. وأيّ من تفاصيل الحياة لا تجعله غير مبال. يعطي كلّ ما لديه ليجد الذي هو مصدر كلّ الأشياء. حياته هي تضحية، كفعل من أفعال الشجاعة والرغبة، بانتظار ما سيقوله المحبوب.

عمله متكامل، إذ لا ينطوي فقط على ما هو ذهنيّ تاركًا كينونته في الضمور والتهاون. فتسير الأمور على هذا الإيقاع إلى حدّ أنّ التعب يريحه وينعشه، والراحة تغذّيه فيستجمع قواه لينطلق إلى عمل جديد. تتعاون المجموعة بتناسق وما يفيض عن الواحد يصبح تكملة لحاجة الآخر.

الراهب لا يصلّي، بل يغدو هو الصلاة. كلّ تحرّكاته وأفعاله صلاة. كلّما طعن في السنّ، ازداد شبابًا روحيًّا. وكلّما خارت قواه وتقلّص في العدم امتدّ إلى اللامتناهي. بالنعمة يستضيف الذين لا مأوى لهم. يكون رفيقًا غير منظور للمهمّشين والمهملين. يذهب إلى كلّ مكان من دون أن يترك مكانه.

يسأل نفسه: »من أين لي هذا« (لوقا 1: 43) أن أُعطى هذه النعمة أنا غير المستحقّ هذه الحياة الفانية؟ فيجد الجواب في محبّة اللَّه. يُعهد شيئًا صغيرًا، فيجلب له كلّ شيء. إنّه هادئ، ساكن، وديع وغير كائن. لا يخاصم أحدًا.

ما يعطى له هو فرح مدهش يخصّ الجميع. هذه المفاجأة تصرخ بصمت. إذا كنت لا تودّ سماعها (أم أنّ ساعتك لم تأتِ بعد)، فلن يزعجك. أمّا إذا كنت بحاجة إليه، فلن يتخطّاك، بل سيكون إلى جانبك. يكلّمك بوضوح. الأمور الحقيقيّة والواقعيّة تعمل معًا، بشكل غير منظور.

  الراهب هو تجلٍّ للحياة الليتورجيّة في الكنيسة. فرح السماويّات يكشف له منذ الآن. هذه الهبة عظيمة بقدر ما هي خطرة. يحافظ عليها بفقدانها، بتقديمها إلى الذي منحه إيّاها:

»التي لك، ممّا لك، نقدّمها لك على كلّ شيء ومن أجل كلّ شيء(٨).

على العكس تفقدها (أو تُسلب منك) عندما تسعى إلى اغتصابها وجني فائدتها لمنافعك الشخصيّة.

»كثيرون هم الذين  لديهم الجرأة لاحتضان الحياة النسكيّة، ولكنّ قلّة هم الذين يستأهلون احتمال جهاداتها«(٩).

لسنا كثرًا من نحتمل الموت الطوعيّ. ننثني أمام الخوف الجسديّ، مثل الحيوان الذي يُساق إلى الذبح، ونختلق حلولنا الخاصّة. نلجأ إلى الذرائع. نمارس ما يشبه الترهّب. وبدلاً من أن نضلّ (مرقس 8: 35) نمتهن وظائف روحيّة بديلة كآباء روحيّين، مرشدين رؤيويّين وعلماء لاهوت.

نريد أن نتبرّر شرط أن نتّصف بالقداسة بالنسبة إلى الآخرين. نريد أن نتمجّد على أن نظهر كذلك.

وتاليًا نحن نسيء إلى العالم. نخلق مشاكل في الكنيسة والخليقة جمعاء بسبب الفساد الذي نجعل محيطنا الروحيّ والمادّيّ يحتمله. ومع ذلك، لسنين عديدة وبالنسبة إلى أشخاص كثر، نُعتبر آباء روحيّين وقدوة يُحتذى بها.

نلبس بذلات منسوجة من وهْم، ونحفظ من الوهج الخطر للحقيقة الواقعيّة التي تستوجب الموت لكي تُقتنى. نمكث خارج فرح الحياة.  

أدخل في الأبديّة الذي قام من الأموات والذي »لا يموت أيضًا« (رومية 6: 9)،  وهذا ليس صنعًا بشريًّا، بل عطيّة النعمة.

لذا، صادقون، متواضعون، متوارون هم الرهبان الحقيقيّون. يحوّلهم الحبّ الإلهيّ، فيسكرون بالخمر السماويّ. تائهون في عظم الملكوت يقدّسون العالم بالقوّة الروحيّة المعطِرة وبوهج النعمة الإلهيّة. يدعون »الفقراء والمُقعدين والعميان والعرج« إلى الوليمة الكبرى »حتّى يمتلئ بيت« الربّ (لوقا 14: 22). ينشرون شعاع الحياة الأبديّة ويجمعون المبعدين. يوصلون النور غير المخلوق لأولئك الذين يبحثون عن الحقيقة فيتخطّون حدود الإدراك الحسّيّ والمسافات في المكان والزمان.

يبعث الأنبا إسحق، الذي عاش في الصحراء السوريّة في القرن السابع ميلاديّ، رسالته عبر الزمن ويبلبل، بعد قرون عدّة، ذاك الرجل المتألّم والحسّاس الذي هو دوستويفسكي. هذا الأخير يكتب رواياته ويحمّلها اختلاجات تتخطّى الموت. يهزّ العالم أجمع ويفاجئ علماء الكتاب بمقاربته الجديدة وبفهمه وشرحه للأنبا إسحق. هذا الكاتب نفسه ألهم أنشتاين في نظريّاته الثوريّة وكوروساوا في أفلامه الفريدة.

إشعاع الحقيقة غير المنظور يُحيي كلّ الأشياء، ويختصرها محوّلاً إيّاها إلى احتفاليّة معلّمة بهجة. في الليتورجيا الإلهيّة نشكر »على كلّ الإحسانات الظاهرة وغير الظاهرة«(١٠). تشعر بأنّك مغمور بالعطايا التي تعلمها والتي لا تعلمها. تزيد معرفتك بالأمور التي تجهلها (لأنّك تحتكّ بها وتعيشها في ذاك الذي هو الحبّ غير الموصوف) أكثر من المعارف التي تمتلكها وتتحكّم فيها بإرادتك وفهمك الخاصّين.

  في ميزان الحياة، غير المعلوم يصبح عندك معلومًا. أنت تعرف باللامعرفة وترى من دون أن تنظر عبر ذاك الذي هو النور والأمل لحياتك، كيانك الحقيقيّ وغير المعروف.

عصرنا، الذي لا نتوقّف عن انتقاده، هو حسنٌ لأنّه عصرٌ قلِق.

ويتقدّم العلم بطريقة صحيحة لأنّه يمرّ باختبارات وتجارب. مع تطوّر الأبحاث، تدمّرت الشكوك القديمة وتزعزعت الآراء التقليديّة. سقط الإيمان الوثنيّ وانهارت النظريّات الكلاسيكيّة وتشكّلت أخرى جديدة أثبتتها الوقائع. والبحث يتقدّم.

وحدها فقط أسماء النظريّات - النسبيّة، حساب الاحتمال، الشّك، الفوضى - تظهر شيئًا من عظمة علم الكونيّات (الكوزمولوجيا) في البحث العلميّ المعاصر.

كلّما ازدادت المعرفة ،ازداد الجهل. كلّما وجدت حلول للمشاكل، برزت أخرى جديدة أكثر أهمّيّة. بعد التعريف الذي بموجبه تكون المادّة شكلاً من أشكال الطاقة، ها إنّه حدّد عامل في الطبيعة لا هو مادّة ولا طاقة. كلّما تقدّمنا تصبح الأمور أكثر نقاوة وتداخلاً، تقترب الكوزمولوجيا من اللاهوت.

يواجه الفيزيائيّون مشاكل جديدة كانت تنتمي في ما مضى إلى حقل الفلسفة واللاهوت. علماء الفيزياء المعاصرون يقرعون باب اللاهوت، ولا يحصلون على أجوبة. بقدر ما يبقى اللاهوت وظيفة أكاديميّة وعملاً ذهنيًّا، سيكون غريبًا عن المشكلات والصراعات الوجوديّة التي يتخبّط فيها العالم المعاصر.

يُدرك العلماء المعاصرون أنّ الحدود بين الطبيعة والميتافيزقيا تتقارب، يلجأون إلى تقاليد الشرق الأقصى طلبًا للمساعدة، مع ذلك فالحلول المطروحة لا تصل إلى خواتمها، نظرًا إلى أنّ الأعضاء المزروعة لم يقبلها الجسد، بل رفضها على أنّها أجسام غريبة.

إنّه لمن المهمّ أن يسعى اللاهوتيّون إلى إحراز تقدّم في عملنا بجرأة والتزام شخصيّ، وبتخطّيهم المقاربة الأكاديميّة يبلغون اللاهوت الليتورجيّ في الكنيسة حيث نختبر ما هو إلهيّ وليس فقط ما هو فكريّ.

عندما تتلاقى أفق الحياة والمعرفة، نسمع كلّ الأشياء ونراها ونقاربها بطرائق مختلفة. نتلقّى ونرسل رسائل عبر وجودنا. نلج بوعي التفعيل المشترك للحياة والبحث، حيث يسعى العلماء إلى بلوغ النظريّة الموحّدة التي تحلّ كلّ المسائل المتعارضة، ليس فقط على صعيد الـ»كيف« لكن أيضًا على صعيد الـ»لماذا« موجود هذا الكون.

 إذا اكتشفنا نظريّة موحّدة كاملة، عندها نجد الجواب عن ماهيّة وجودنا ووجود هذا الكون(١١).

الجواب عن هذه المسألة نجده فقط عند الهدوئيّ، لأنّه »موحّد« ومستمدّ من اللَّه. هو لا يعرف ببساطة بدء الأشياء ونهايتـها، لكنّه بالنعمـة بلا بداءة ولا نهـاية. إنّه لا ينتظر، بل يحيا منذ الآن وحدة كلّ الأشياء في كلّ شيء. ويرسل عبر كينونته شعاع اليقين بأنّ كلّ شيء هو تجلٍ لحبّ الآب والابن والروح القدس، الشمس الإلهيّة المثلّثة الأقانيم، الذي به يليق كلّ مجد وإكرام وسجود من الآن وإلى دهر الداهرين. آمين.l

© حقوق الطبع والنشر 2025 مجلّة النور. كل الحقوق محفوظة.
Developed by Elias Chahine

Search