دور الصلاة في الرعاية
المطران سابا إسبر
يتميّز الطقس البيزنطيّ بغناه الليتورجيّ وتغطيته، ليتورجيًّا، مجمل قضايا الإنسان الحياتيّة. فالكنيسة ترافق المؤمن بصلواتها منذ الحبل به إلى ولادته، ودخوله الأوّل إلى الكنيسة ثمّ معموديّته وتناوله الأسرار ونموّه. تبارك حياته بالأسرار الإلهيّة وبيته بتقديس الماء وكذلك حقله وأملاكه. ترافقه في مرضه وسفره ودراسته. في خطبته وزواجه وصولاً إلى انتقاله. وحتّى بعده أيضًا، إذ تتابع صلاتها من أجل راحة نفسه.
همّ الكنيسة احتضان الإنسان وتغذيته روحيًّا، ليصير مواطن الملكوت السماويّ، ويقتبل نعم اللَّه الخلاصيّة والمخلّصة، ويحصل على الحياة الفضلى (يوحنّا10: 10) التي جاء المسيح من أجل أن يعطيه إيّاها.
لذلك اغتنى الطقس الأرثوذكسيّ بأحداث خلاصيّة وأحداث حياتيّة، عمّدتها الكنيسة وصبغتها بالصبغة المسيحيّة، لتكون مطلاًّ روحيًّا يسهم في خلاص المؤمنين. توزّعت أعياد السيّد الخلاصيّة وأعياد السيّدة وأعياد القدّيسين على مدار السنة. ولا يخلو يوم في السنة من عيد أو أكثر، ولكلّ عيد نصوصه الصلاتيّة وقراءاته الكتابيّة وتراتيله الجميلة، وإن تفاوتت في كبرها وأهمّيّتها وجماليّتها و شعبيّتها.
إلى ذلك، اغتنى هذا الطقس بصلوات متنوّعة تبارك المؤمن في كلّ عمل. فهناك صلاة لكلّ شيء، نذكر على سبيـل المثـال لا الحصر صلوات التبريك التي تشمل مباركة أوضاع المؤمن ونيّاته وعمله ومقتنياته. بالإضافة إلى تبريك مناسبات عالميّة لها بعدٌ مسيحيّ كيوم البيئة والمعلّم....
ولا ننسى الصلوات اليوميّة والموزّعة في الدورة الليتورجيّة السنويّة كطقوس الصوم الكبير المقدّس والأسبوع العظيم وقوانين الابتهالات للقدّيسين والابتهالات التضرّعيّة.
يقول المطران كاليستوس (وير) في كتابه »الكنيسة الأرثوذكسيّة«: »يفرض غنى الخدم الأرثوذكسيّة على المؤمـن، اقتنـاء مكتبـة صغيـرة تضـمّ عشـريـن مجـلّدًا مهمًّا. وتكوّن هذه المجلّدات، على صعوبة استعمالها في البـدء، واحـدًا من الكنوز الكبرى في الكنيسة الأرثوذكسيّة«.
أمام كلّ هذا الغنى الذي يغطّي عشرات المجلّدات، يستغرب المرء قلّة الممارسة القائمة حاليًّا في كنائس الرعايا، وجهل الغالبيّة العظمى من المؤمنين ما هو قائم وموجود في كنيستهم. فإذا استثنينا طقوس الصوم الكبير والأسبوع العظيم، المعروفة شعبيًّا بالصلوات الموسميّة، نجد أنّ غالبيّة المؤمنين لا تعرف من طقوسها الوافرة الغنى والجمال سوى القدّاس الإلهيّ. فما هي أسباب اختفاء الصلوات الأخرى من الممارسة الدائمة ومن أغلب رعايانا؟
لعلّ في السطور التالية بعضًا من الجواب.
إهمال الجانب الصلاتيّ في الرعاية واحتلال البعد الاجتماعيّ المساحة الكبرى.
يزداد رجحان الكفّة الاجتماعيّة في الخدمة الكنسيّة أكثر فأكثر. مع ملاحظة هدر وقت وطاقة ليسا قليلين في المجال الاجتماعيّ الترفيهيّ أكثر في المجال الخدماتيّ الباذل والمضحّي، الموَجّه إلى المعوزين على اختلاف احتياجاتهم. البعد الليتورجيّ الصلاتيّ في خدمة الكاهن يقتصر شيئًا فشيئًا على خدمة قدّاس الأحد والأعياد الكبرى. أغلب الكهنة عادوا لا يعرفون أنفسهم خدّامًا ليتورجيّين. وللأسف، سقط تقليد إقامة صلوات السَحَر والغروب في كنائس الرعايا يوميًّا، ولم يستعض عنهما بخدم صلاتيّة يوميّة أو أسبوعيّة أخرى. كانت الأولويّة في خدمة الكاهن في الزمن السابق القريب لحياة الصلاة. أمّا اليوم، فعلى حساب هذا البعد الرئيس تنمو خدمات ضروريّة ولازمة أخرى، لكنّها غير مدروسة بشكل كاف كي تكون من أجل خلاص المؤمنين، وتغيِّب البعد الصلاتيّ.
عدم مواكبة البعد الليتورجيّ الرعائيّ حياة المؤمنين ومتغيّرات المجتمع في العقود الأخيرة.
باتت صلوات المؤمنين مقتصرة على المواسم والمناسبات الرئيسة من ولادة وزواج ووفاة. تغيّر نمط المجتمع، وتبدّلت القيم الأخلاقيّة كثيرًا، وساد تعب الأعصـاب والإرهـاق حيـاة الناس من جرّاء متغيّرات كثيــــرة، ليــس مجــال تفصيـلها هـنا، ولـم تبــذَل محاولات جدّيّة، لكي تلحق حياة الصلاة هذه المتغيّرات، وتخلّصها.
لم تواكب الكنيسة، كما ينبغي، الإنسان المعاصر في همومه وآلامه وطموحاته وتطلّعاته. وبقيت الطقوس الكنسيّة مقتصرة على الرسميّ والموسميّ، ولم تشمل الخدمات صلوات يحتاج إليها الإنسان المعاصر، ليشعر بأنّ الكنيسة تحمله في صميم همومه، وأنّ الإيمان المسيحيّ يسهم معه في حلّها. نتيجة هذا الغياب بدأ السلوك العلمانيّ يتسرّب، بشكل غير مباشر، إلى حياة المؤمنين وإلى الكنيسة أيضّا. فرأس السنة الكنسيّة يقع في الأوّل من أيلول، ويمرّ مرور الكرام في المدن وفي القرى، ولا ينتبه أحد إليه، وأندر الندرة تحتفل به. بينما الجميع يحتفـل برأس السنـة الميلاديّـة العالمـيّ الـذي يقـع في الأوّل من كانون الثاني. ومن اعتبر، من الرعاة، أنّه يواكب الحـدث، قـرأ إنجيـل القدّاس الإلهيّ المخصّص لرأس السنـة الكنسـيّة، بـدلاً مــن القراءة الإنجيـليّة المخصّصـة لهذا اليوم، (القدّيس باسيليوس وختانة ربّنا يسوع المسيـح)، واكتفى إلى ذلك بتلاوة طلبة رأس السنة الكنسيّة.
مثال آخر: ماذا نقدّم ككنيسة للإنسان المتعب في سبيل إراحته وتعزيته روحيًّا. أين الخلوات الروحيّة الهادئة، النشاطات ذات البعد الذي يمسّ نفسيّة الإنسان الحاليّ وأعصابه، إدخاله في خبرة الصلوات الهادئة في أجواء نعدّها له خصّيصًا من نشاطات وخلوات روحيّة، قضاء وقت في الطبيعة دونما إرهاق جيوب الناس في رحلات ومطاعم وإلى ما هنالك. ويبقى سؤال أساس عن التعاون المطلوب بين الرعاة والأديرة.
التركيز على القدّاس الإلهيّ في مختلف المناسبات والأعياد على حساب باقي الخدم الليتورجيّة.
درجت مؤخّرًا عادة نقل الأعياد التي تقع في أيّام الأسبوع إلى يوم العطلة الأسبوعيّ (الأحد أو الجمعة)، أو الاكتفاء من العيد بإقامة القدّاس الإلهيّ عشيّة العيد. في كلا الحـالتين، يبقى المتمـكّنون من المشاركة قلّة، وتضيع على الجميع قيمة العيد الروحيّة لأنّهم يخسرون صلوات العيد المتـركّزة فـي خدمتـي الغـروب والسـحر، ويظنّ المؤمنون، مع الزمن، أنّ كنيستهم فقيرة بالخدم الصلاتيّة لأنّهم لا يرون منها سوى القدّاس الإلهيّ. لماذا لا نلجأ إلى أساليب أخرى من صميم تقليد كنيستنا الليتورجيّ الصلاتيّ، فنعرّف المؤمنين إلى خدم أخرى موجودة ونشركهم بها، والخبرة دلّت على أنّهم يقبلون إليها بفرح كبير.
ضعف الأداء الطقوسيّ إن لم نقل اللامبالاة به.
يكثر الحديث على إصلاح ليتورجيّ. سأشدّد هنا على الأداء الليتورجيّ الذي يفترض قراءة مفهومة وترتيلاً جميلاً مفهومًا ورشيقًا، وأجهزة صوت واضحة وجيّدة، وأيقونات أصوليّة وكنيسة نظيفة ولباس كهنة وخدّام مرتّبًا ومتناسق الألوان.
جمال الليتورجيا الأرثوذكسيّة يقوم على إشراك حواسّّ الإنسان بكاملها في الصلاة، وهذه تتأثّر روحيًّا بما تراه وتسمعه وتشمّه وتتحرّك معه. مازال الكثير ينقصنا في هذا المجال، حتّى تعكس صلواتنا جمال السماء على الأرض. نادرة الخدم العامّة التي تجد فيها ثياب الكهنة منسجمة على سبيل المثال. إتقان الخدمة وتتميمها بروح خاـشعة أمر غاية في الأهمّيّة. هذا لا صلة له بالكلفة. فالجمال يقوم على التناغم والانسجام، وليس على المكـلــف والغـالي الثمـن. أمّــا التخــشّع، فهــو وليــد القلب المحبّ اللَّه والعاشق له، هذا يرى في الصلاة الفرصة التي لا تثمّن للقاء معشوقه والوقوف في حضرته.
ضعف هاجس الركض وراء خلاص المؤمنين وجلبهم إلى حظيرة المسيح.
يخدعنا منظر الكنيسة الممتلئة بالمصلّين ويدغدغ نفوسنا، ما يوقعنا في تجربة نسيان الكمّ الأكبر الذي لا يزال خارج الكنيسة. ألا يجب أن نستخدم الصلوات المؤدّاة بإتقان والملامسة جروح الناس والمعزّية إيّاهم، لكي نجذبهم إلى الكنيسة، وذلك من أجل خلاص نفوسهـم؟ تميـل كفّـة الخدمة الرعائيّة عمومًا إلى عمل أشبه بعمل مكتبيّ، ودور الكاهن إلى ما يشبه المساعد الاجتماعيّ (social assistance)، ما يفقد العمل الكنســيّ بعــده الروحيّ الذي هـو البعد الجوهريّ، ويجعل الكنيسة شبيهة بمؤسّّسات أخرى من هذا الدهر. الراعي يبحث عن الخراف، ويسعى وراءها. بينما يظهر الجوّ العامّ، مرّات كثيرة، وكأنّ الراعي يعتب على المؤمنين لأنّهم لا يسعون وراءه. ونتيجة لذلك يضعف المسعى الجدّيّ في تفعيل البعد الصلاتيّ الذي يعتبر أحد أهمّ الأبعاد التي تشدّ المؤمنين إلى الكنيسة.
وقد يفيدنا أن نتأمّل قليلاً في النقاط التالية:
خدمات للمناسبات العامّة.
هناك مناسبات تستطيع الكنيسة أن ترعاها وتعمّدها، كرأس السنة الميلاديّة، والأعياد العالميّة كعيد الأمّ والمعلّم والعائلة والاستقلال. ومناسبات عامّة تتوافق عليها الأمم وتحدّدها الأمم المتّحدة، كيوم السلام العالميّ، وسنة الأرض، والبيئة. ألا نستطيع أن نقيم صلوات من صميم طقوسنا وروحانيّتها، لكي نحتفل بهذه المناسبات ونصلّي من أجل المحتفلين بها، بدلاً من أن نكتفي بدعوتهم إلى مائدة عشاء أو غداء؟ يقدّم لنا يوم البيئة الأرثوذكسيّ، الذي تحدّد في الأوّل من أيلول، مناسبة مميّزة. فخدمته مكتوبة بالكامل ومعرّبة. ألا نستطيع أن نجعلها محور أنشطة بيئيّة في رعايانا؟
خدمات من أجل الموجوعين.
جميع الناس، في عالم اليوم، يتألّمون إمّا جسديًّا أو نفسيًّا. ألسنا ككنيسة مسؤولين عن تعزية إخوتنا وبلسمة جراحهم؟ نستطيع أن نقيم صلوات وابتهالات للمرضى بشكل عامّ، ولأمراض محدّدة بعينها، ونرفقها بطلبات من صميم حاجاتهم، وندعو المؤمنين إليها. ونهتمّ في البدء على الأقلّ، بتأمين مرتّلين أو جوقة تخدم هذه الصلوات بأداء جيّد، ريثما تتوفّر إقامتها بالمستوى ذاته من الإتقان في كنيسة الرعيّة.
خدمات رعائيّة.
نحتاج إلى أن نبدأ رعاية روحيّة لشرائح محدّدة من المؤمنين كالزوجين والعائلة والمتقدّمين في السنّ والمتقاعدين والأرامل (رجال ونساء) والطلاّب، والناجحين، والمتخرّجين. أليست هذه من صميم الرعاية الكنسيّة، أن نفرح مع الفرحين، ونعزّي الحزانى، ونقوّي الضعفاء، ونسند المتهشّمين؟
تنظيم رعايتهم جماعيًّا بحيث تكون الصلاة المحور الذي تتمركز هذه الرعاية حوله، كإقامة القدّاس الإلهيّ، أو خدمة صلاتيّة كالبراكليسي أو أحد القوانين الجميلة كقانون يسوع. تفتتح هذه الصلاة اللقاء الذي نسمّيه اليوم »عمل اجتماعيّ«.
إعادة النظر في إقامة القدّاس الإلهيّ مساءً لمناسبة عيد ما أو بغير مناسبة.
هذا درج في الفترة الأخيرة إقامته إمّا مساء الأعياد التي تقع في أيّام الأسبوع خارج العطلة الأسبوعيّة، أو دوريًّا مساء أحد أيّام الأسبوع. ويقام عادة دونما سحر أو غروب، ويكتفى بالقدّاس الإلهيّ. والحجّة هي تأمين اشتراك المؤمنين بالعيد أو مشاركتهم في القدّاس الإلهيّ عوضًا من القدّاس الإلهيّ الأحد أو الجمعة . تقليد كهذا ألا يفقر الغنى الليتورجيّ عند المؤمنين ويحرمهم صلوات بهيّة كثيرة؟ ألا يجعلـنا نقلّد غيـرنا ونحـن قـادرون، للغـنى الكبير في كنيستنا، على أن نبتكر بكلّ سهولة أساليب أخـرى؟ ألا نستطيـع الاستعاضة عن القدّاس الإلهيّ المسائيّ الدائم بتعريف المؤمنين بالصلوات المسائيّة الخشوعيّة الموجودة في طقسنا الأرثوذكسيّ: الغروب الكبير مع مباركة الخبزات الخمس، أو جمع الغروب والسَحَر في خدمة واحدة، ونشدّد على الأداء المتقن مرّة أخرى؟
هل درسنا انعكاس القدّاس الإلهيّ المسائيّ وتأثيره في ممارسة المؤمنين التحضيريّة للمناولة المقدّسة؟ ألا نحتاج إلى وقفة نقديّة لدراسة واقع المناولة المتواترة ونتائجها على تقوى المؤمنين وموقفهم من التوبة المفروض بهم عيشها؟ ولعلّ في الهدف من وضع القدّاس الإلهيّ السابق تقديسه في زمن الصوم الكبير وزمنه وطريقة إتمامه اليوم خير دليل.
ألا نحتاج إلى وقفة مساءلة حول دور ما نتمّمه في خلاص المؤمنين؟ هل يحتاج، الذي لا يصوم، إلى مناولات عدّة في الأسبوع؟ هل ما تزال هذه الخدمة، كما نقيمها في كنيستنا الأنطاكيّة حاليًّا، تؤدّي دورها في تقوية المؤمنين؟ وإلى أيّ حدّ صارت موضة كغيرها؟ وأسئلة أخرى كثيرة.
شعوري أنّنا نتعلّم نظريًّا أهمّيّة موجود ما، فنحاول تعليمه للناس من دون أن نأخذ في الاعتبار ملاءمته لهم خلاصيًّا. الرعاية الروحيّة الشخصيّة للمؤمنين ما تزال غير ملموسة في اقتفاء ما يتمّم ليتورجيًّا من صلوات عامّة هنا وهناك! ومراجعة انعكاس ما نقوم به من خطوات مباركة، لنرى إن كانت توافق المؤمنين، أم تحتاج إلى تعديل ما، ليست مطروحة بعد!
قد يسأل البعض في هذا الإطار: لماذا يقام القدّاس السابق تقديسه خلال الصوم الكبير مساء؟ وضعت الكنيسة المقدّسة ترتيبًا لإقامة خدمة خاصّة يومي الأربعاء والجمعة، بهدف تمكين المؤمنين المجاهدين الصائمين من التزوّد من بالأسرار الإلهيّة مرّات عدّة في الأسبوع خلال الصوم الكبير هي خدمة القدّاس الإلهيّ السابق تقديسه (بروجيازميني). هذا وضعته الكنيسة لأنّ الصائم المجاهد يجوع إلى جسد الربّ ودمه، ويحتاج إليهما ليتابع جهاده. ورتّبت طقوسيًّا أن يقاما ظهرًا بحيث يخرج المؤمن من القدّاس الإلهيّ في الوقت الذي يسمح فيه بالبدء بتناول الطعام. هذا يعادل في ممارستنا الحاليّة العاشرة والنصف صباحًا.
من أجل تعريف الناس بهذه الخدمة البالغة الخشوع، بدأنا نقيمها خلال العقود الأخيرة، وفي أكثر الأبرشيّات، مساء الأربعاء. معظم الحاضرين يتقدّمون من المناولة المقدّسة سواء كانوا صائمين أم لا. ولهذا يفترض في الكنيسة أن تشرح للمؤمنين أهمّيّة الامتناع عن تناول الطعام قبل التقدّم من المناولة، وتشدّد أيضًا على ضرورة ممارسة سرّ التوبة والاعتراف.
خدمات القدّيسين الجدد.
يتشكّى كثيرون، ومنهم كهنة وأساقفة، من أنّ شعبنا يظنّ أنّ القدّيسين الجدد موجودون فقط في الكنيسة الكاثوليكيّة. كنيستنا الأرثوذكسيّة تقدّم لنا على الدوام قدّيسين جددًا. وقد توفّرت سيرهم في مدانا الأنطاكيّ، وتمّت ترجمة خدمهم كاملة وبعضها وضعت له الألحان المنوّطة. فلماذا لا نقيم تذكارهم بأبّهة واحتفال عندما يحلّ يوم عيدهم؟ وهكذا يتعرّف الناس إليهم. فالعيد الليتورجيّ سبيل إلى التعريف بالقدّيس وإقامة صلة روحيّة بينه وبين المؤمنين.
خدمات يوميّة.
إقامة صلوات النوم في كنائس الرعايا، قد تكون من حيث وقتها مناسبة أكثر للمؤمنين، إضافة إلى جوّ المساء الخشوعيّ في قلب الكنائس مع الشموع والقناديل. وإرفاقها مرّات بصلاة السبحة بخاصّة عندما تدعو الحاجة إلى صلاة خاصّة تضرّعيّة من أجل شخص أو حدث محدّد.
التأكيد على صلاة السحَر والغروب في كنائس الرعايا بخاصّة تلك الكبرى والتي يخدمها أكثر من كاهن، بحيث يتناوب الكهنة على دور أسبوعيّ.
أردت هذه الجولة السريعة في الحقل الليتورجيّ عساها تكون مساهمة، ولو بسيطة، في تقويم العمل الكنسيّ على ضوء أهدافه وكيفيّة الوصول إليها، وأهمّيّة تشارك الجميع في الاستفادة من الخبرات القائمة هنا وهناك.l