2019

4. دراسة تاريخيّة - في منأى عن القوميّة دراسة حال في الكنيسة الأرثوذكسيّة - أسعد إلياس قطّان – العدد الرابع سنة 2019

في منأي عن القوميّة

أسعد قطّان

 

 

مقدّمة

يعرف أرثوذكس بطريركيّة أنطاكية باسم «الروم الأرثوذكس»، وهذا بإقرار الجميع تعبيرٌ غريب الوقع. كلمة «روم» بالعربيّة صيغة جمع لكلمة «رومانيّ» أو «روميّ». استخدم المسلمون هذا المصطلح للدلالة على البيزنطيّين. والثابت أنّ هذه الصفة ارتبطت حميميًّا بالوعي الذاتيّ لدى البيزنطيّين، الذين كانوا يسمّون أنفسهم «رومًا» (rhomaioi) ولم يروا أيّ انقطاع بينهم وبين الحضارة الرومانيّة القديمة. بيد أنّ «الروم»، على الأقلّ منذ ظهور السلطنة العثمانيّة، وربّما قبل ذلك، لم يكونوا البيزنطيّين فقط، بل كانوا أيضًا المسيحيّين الواقعين ضمن نطاق بطريركيّات الشرق القديمة، أي الإسكندريّة، أنطاكية وأورشليم، التي أصبحت تحت سيطرة المسلمين بعيد وفاة النبيّ محمّد العام 632، والذين يشتركون مع الروم الأصليّين، أي البيزنطيّين، في الإيمان ذاته، ولا سيّما في ما يختصّ بشخص المسيح. من المضلّ الاعتبار أنّ هؤلاء المسيحيّين، الذين عاشوا بعد الفتح الإسلاميّ خارج حدود الأمبراطوريّة البيزنطيّة، كانوا مجموعةً متجانسةً من حيث اللغة، أو أنّهم، من ناحية العرق، جسم يونانيّ قائم تحت هيمنة إسلاميّة. تألّفت جماعة الروم الأرثوذكس بغالبيّتها من مسيحيّين ناطقين باليونانيّة والسريانيّة، وهي لهجة من لهجات الآراميّة. ولكن لا بدّ من أن تكون قد انطوت أيضًا، مع مطلع القرن السابع، على عدد لا يستهان به من الناطقين باللغة العربيّة كما تكشف الحفريّات الأثريّة في فلسطين وسورية، وذلك رغم أنّه لا يسعنا الجزم بمدى تأثير هذا العنصر العربيّ. أدّى التوسّع الإسلاميّ إلى تعرّب لسان هؤلاء المسيحيّين على نحو تدرّجيّ، وذلك رغم أنّ القرن الحادي عشر شهد نتاجًا أدبيًّا ملحوظًا باللغة اليونانيّة ارتبط باستعادة البيزنطيّين مدينة أنطاكية العام 969، كما تشير إليه مثلاً كتابات القدّيس نيكون الذي من الجبل الأسود. ويمكن رصد استخدام السريانيّة في الليتورجيا في جبل لبنان وسورية حتّى مطلع القرن التاسع عشر. منذ العام 1724، الذي شهد انتخاب أوّل بطريرك «بيزنطيّ» على أنطاكية في اتّحاد مع روما، خضع الروم الأرثوذكس لتأثير يونانيّ شديد عزّزته الامتيازات الواسعة التي منحها الحكم العثمانيّ للبطريرك المسكونيّ. ومع ذلك، تميّز القرن العشرون بتأكيد هويّة الروم الأرثوذكس العربيّة. ويدلّ على هذا انتخاب بطريرك عربيّ على أنطاكية هو ملاتيوس الدومانيّ العام 1899، وذلك بعد مضيّ أكثر من مئة وسبعين سنةً على الهيمنة اليونانيّة، فضلاً عن الدور المحوريّ الذي اضطلع به بعض الروم الأرثوذكس في النهضة العربيّة وفي نشأة القوميّة العربيّة.

غالبًا ما ينظر إلى الروم الأرثوذكس في بطريركيّة أنطاكية بوصفهم الجماعة الأرثوذكسيّة الوحيدة التي لم تجذبها إغراءات القوميّة. ولكن من الأصحّ القول إنّ الروم الأرثوذكس، رغم دفاعهم عن عدد من المنظومات القوميّة، ظلّوا على الأرجح بعيدين عن ربط الكنيسة بالأمّة. تشكّل الأفكار التي سنعرضها في ما يأتي محاولةً لرسم ملامح نموذج تاريخيّ-جغرافيّ مؤهّل لأن يساعدنا على تفسير كيفيّة ارتباط الروم الأرثوذكس بالفكرة القوميّة. طبعًا، نحن لا ندّعي أنّ هذا النموذج التفسيريّ قادر على تزويدنا بإجابات شاملة أو قاطعة. ينبغي، إذًا، التأكيد منذ البدء على الطابع المؤقّت والتجريبيّ لهذه المقاربة والتحذير من التأويلات الأحاديّة والنماذج التفسيريّة التبسيطيّة.

نموذج تاريخيّ-جغرافيّ

بصرف النظر عن الكوكبات التاريخيّة المتشعّبة المرتبطة بمصطلح «روم أرثوذكس»، فإنّ هذا المصطلح يشي بديناميّة الانتماء إلى مساحة تقاطع بين الثقافتين البيزنطيّة والعربيّة. ويعبّر عن المركّبة البيزنطيّة للروم الأرثوذكس بالدرجة الأولى الموقف السلاميّ نسبيًّا تجاه القسطنطينيّة، فيما كانت علاقة الجماعات المسيحيّة الشرقيّة الأخرى بالعاصمة الملكيّة مثقلةً غالبًا بعدد من التوتّرات، تراوحت بين الانقسام على عدد طبائع المسيح في مجمع خلقيدونية (451) والتباعد اللغويّ والثقافيّ. طبعًا، علاقات الروم بالعاصمة لم تكن دومًا في منأى عن التوتّر، حتّى إنّ بعض المؤرّخين يذهب إلى القول بأنّ عدم الرضى عن السياسة البيزنطيّة هو ما دفع بالروم الأرثوذكس إلى التعاطف مع المسلمين، وهذا موقف معاكس تمامًا لما يتوقّع في العادة من جسم موال للسلطة. مهما يكن من أمر، فإنّ الثابت تاريخيًّا هو أنّ الروم الأرثوذكس كانوا أكثر قدرةً من الأقباط مثلاً على التماهي مع بيزنطية، وخصوصًا بسبب ولائهم غير المتزعزع للإيمان الخلقيدونيّ.

البعد التاريخيّ الآخر الذي يشير إليه لفظ «روم-أرثوذكس» يمكن تسميته «المركّبة العربيّة». يتّضح هذا أوّلاً عبر استخدام اللغة العربيّة في الإنتاج اللاهوتيّ بشكل مطّرد بدءًا بالقرن الثامن. وثانيًا عبر ترجمة القدّاس الإلهيّ إلى اللغة العربيّة، وهو أمر من المرجّح أنّه حدث في القرن العاشر. وثالثًا عبر تعرّب لسان عدد كبير من الروم الأرثوذكس الناطقين باليونانيّة والسريانيّة، رغم الصعوبات التي واجهتها اللغة العربيّة في السيطرة على الأرياف حيث كانت السريانيّة متأصّلة. ثمّة عامل آخر يمكن نسبته إلى المركّبة العربيّة هو أنّ الروم الأرثوذكس، بعد الفتح الإسلاميّ، عادوا غير قادرين على التماهي بالحاكم. فبمعزل عن استعادة البيزنطيّين مدينة أنطاكية العام 969 وإلحاقها بالقسطنطينيّة لمدّة تقارب مئة وخمس عشرة سنة، كانت السلطة السياسيّة قد انتقلت إلى يدي المسلمين بشكل لا رجوع عنه. بناءً على ذلك، يكون الروم الأرثوذكس قد اختبروا ما يمكن تسميته «الخلع عن العرش»
(dethronement).

أمّا المركّبة الجغرافيّة، فيمكن الإفصاح عنها كالآتي: الأمبراطوريّة هي الأفق «الطبيعيّ» الذي ينتسب إليه الروم الأرثوذكس، وذلك بصرف النظر عمّا إذا كانت هذه بيزنطيّة، عربيّة أو عثمانيّة. هذه الملاحظة لا تستند إلى فرضيّة مسبقة، بل تقوم على واقع تجريبيّ. فعلى مدى قرون، عاش الروم في ظروف جيو-سياسيّة لا تعرف الحدود تقريبًا، ما صعّب عليهم التعامل مع الواقع الجيو-سياسيّ الجديد للشرق الأدنى بعد الحرب العالميّة الأولى، أي بعدما خلقت فرنسا وبريطانيا كيانات سياسيّةً جديدةً هي الدول كما نعرفها اليوم مثل لبنان وسورية وفلسطين والأردنّ والعراق.

فلنحاول التلخيص: تحاول مقاربتنا التفسيريّة رسم إطار مرجعيّ ثلاثيّ الأجزاء يمكّننا من فهم الأسباب التي دفعت بالروم الأرثوذكس إلى مقاومة الخلط بين الكنيسة والأمّة: أوّلاً قدرتهم على التماهي مع بيزنطية، وخصوصًا قبل الفتح الإسلاميّ في القرن السابع. ثانيًا عمليّة تعرّب تدرّجيّ يقترن بخبرة «خلع عن العرش» في السياسة والسيكولوجيا. وثالثًا انتماء واعٍ أو غير واعٍ لأفق جيو-سياسيّ واسع هو الأمبراطوريّة، وذلك بقطع النظر عن هويّتها السياسيّة والدينيّة.

محاولة تفسيريّة

كيف لنا أن نستفيد من النموذج الذي رسمناه أعلاه؟ وما هي النتائج التي يمكننا استخلاصها في سبيل تفسير موقف الروم الأرثوذكس من القوميّة؟ يبدو لنا أنّ قدرتهم على التصدّي لإغراءات المزج بين الكنيسة والأمّة كانت محكومةً بالتفاعل بين عاملي «الخلع عن العرش»، الذي ارتبط بأنّهم منذ القرن السابع أضحوا عمليًّا غير قادرين على التماهي بالحاكم، والشعور غير الواضح المعالم بالانتماء إلى أمبراطوريّة يدركونها بالنظر إلى الجغرافيا أكثر من إدراكهم إيّاها بالنظر إلى الدين. ضمن هذا المدى «الأمبراطوريّ» العربيّ أوّلاً، ومن ثمّ العثمانيّ، بلغت عمليّة التعرّب المطّرد ذروتها عبر انخراط الروم الأرثوذكس في نهضة العرب الثقافيّة والعلميّة على عتبة القرن التاسع عشر. عوضًا من الانجراف وراء اعتبارات قوميّة ضيّقة، روّج عدد من المفكّرين الأرثوذكس لنموذج ثقافة عربيّة شاملة، أو أيّدوا مثل عصر التنوير الفرنسيّ كالتربية والتقدّم والعلم. فالروائيّ والعلاّمة البيروتيّ جرجي زيدان (1861-1914) كان، على سبيل المثال، مدافعًا شرسًا عن فكرة العروبة، وضمّن رواياته التاريخيّة المطالبة بهويّة عربيّة تتخطّى الفوارق الدينيّة. أمّا فرح أنطون (1922-1874)، الفيلسوف والصحافيّ الذي من طرابلس الشام، فشدّد على أنّ جماعة الروم الأرثوذكس التي ينتمي إليها تتمتّع، بخلاف الكاثوليك والبروتستانت، بهويّة شرقيّة صلبة لا زغل فيها. ولكنّ خصوبة النموذج التفسيريّ الذي نقول به تبرز أكثر إذا ما تمعّنّا في القوميّة السوريّة والقوميّة العربيّة، وكلاهما يعود، بنسبة كبيرة، إلى مفكّرين من الروم الأرثوذكس هما «اللبنانيّ» أنطون سعادة (1904-1949) و«السوريّ» ميشال عفلق (1910-1989). فعند سعادة يتطابق مدى الأمّة السوريّة الجغرافيّ إلى حدّ بعيد مع «الوطن» التقليديّ للروم الأرثوذكس. أمّا نظريّة عفلق، التي ترفض أيّ حدود جيو-سياسيّة تفصل العرب بعضهم عن بعض، فتذكّر بنزعة الروم الأرثوذكس إلى تفضيل الإطار الجغرافيّ الأمبراطوريّ الواسع. ولا يستبعد أنّ تكون كلا المنظومتين القوميّتين، اللتين اعتمدتا مبدأ النشاط السياسيّ المنظّم، قد تغذّى بشعور قديم بالمسؤوليّة تجاه الشأن العامّ يرتبط خصوصًا بقدرة الروم الأرثوذكس على التماهي مع بيزنطية، رغم الامتناع الصريح عن مزج الدين بالأمّة. لئن كان هذا التوجّه العلمانيّ مدينًا للتنوير الفرنسيّ، إلاّ أنّه تعزّز على الأرجح بفعل ما دعوناه خبرة الروم الأرثوذكس الفريدة بالانخلاع عن العرش. في هذا الصدد، يبدو أنّ هؤلاء قادرون، في وعيهم الجماعيّ، على المزاوجة بين «حلم» بيزنطيّ قديم وسلوك علمانيّ بارز لعلّه ليس غريبًا عمّا راحوا يختبرونه منذ القرن السابع حين أجبروا على التمييز بين الحاكم والذات، ولكن من دون الاستغناء عن اهتمامهم «الملكيّ» القديم بالشأن العامّ.

رغم ذلك كلّه، فإنّ حلم الروم الأرثوذكس بقوميّة علمانيّة ذات إطار واسع كان مصيره الانهيار في القرن العشرين. فمعظم الأنظمة العربيّة التي قامت بعد الحرب العالميّة الثانية واستنجدت بالفكرة القوميّة (العربيّة) دعامةً إيديولوجيّةً لها انحرفت وتحوّلت إلى دكتاتوريّات. وأظهرت انتفاضات «الربيع» العربيّ، بما لا يرقى إليه الشكّ، أنّ القوميّة العربيّة لم تكن غالبًا سوى مجرّد مرادف لنظام شموليّ استبداديّ. أمّا صعود الإسلام السياسيّ، فكان، على الأقلّ جزئيًّا، ضربًا من ردّ فعل على فشل المشروع القوميّ. في ما يتعلّق بلبنان تحديدًا، تغذّى الصراع السياسيّ، ولا سيّما خلال الحرب الأهليّة (1975-1990)، بنظام طائفيّ هجين يذكّر بالامتيازات المعطاة للجماعات الدينيّة في جبل لبنان إبّان القرن التاسع عشر العثمانيّ. وفيما يهدف النظام الطائفيّ إلى توزيع متوازن للمناصب السياسيّة بين مختلف المجموعات الدينيّة، يبقى الجانب الأكثر إشكاليّةً فيه هو أنّ أيّ مواطن لا يمكنه التمتّع بحقوقه المدنيّة ما لم ينتم إلى جماعة دينيّة تعترف بها الدولة. في لبنان، ليس ثمّة «ملحدون»، ولا يمكن لشهود يهوه، مثلاً، أن ينتموا إلى جسم دينيّ رسميّ يلائم معتقدهم. وغنيّ عن القول إنّ هذا النظام لا يسمح بالزواج المدنيّ. رغم أنّ كثرًا من المسيحيّين اليوم يميلون إلى الدفاع عن النظام الطائفيّ اللبنانيّ، لأنّه يزيّن لهم المحافظة على حقوق الجماعات المسيحيّة ضدّ النفوذ الإسلاميّ المتصاعد. لا يمكن الإنكار أنّ الطائفيّة تتعارض وكرامة الإنسان الفرد كما ينظر إليها الكتاب المقدّس، الذي يعتبر الإنسان مخلوقًا على صورة اللَّه، وكما عبّرت عنها رسميًّا شرعة حقوق الإنسان.

خاتمة

يتأرجّح أرثوذكس لبنان وسورية اليوم بين التطلّعات القوميّة القديمة التي برهن التاريخ أنّها كانت خادعةً أو تستبطن خللاً في التطبيق، وخطاب طائفيّ غير قادر على تصوّر الفرد مستقلاًّ عن جماعته الدينيّة. حيال هذا الوضع، لا عجب أن يغادر عدد كبير من المسيحيّين الشرق ويتوطّن في الولايات المتّحدة الأميركيّة وكندا وأستراليا وأوروبّا. والحقّ أنّ الهجرة، وبخاصّة إلى العالم الجديد، ليست ظاهرةً حديثة العهد. إذ بدأت في العقود الأخيرة من القرن التاسع عشر إثر افتقار سكّان سورية العثمانيّة وبحثهم عن مساحة حرّيّة أوسع. وتتعزّز الهجرة اليوم بفعل شعور متعاظم بتهديد التطرّف الإسلاميّ. وتجربة أرثوذكس بطريركيّة أنطاكية في الانتشار لا تخلو من التناقضات. فمن جهة، الأنطاكيّون الأرثوذكس يتكيّفون مع السياق الأميركيّ أو الكنديّ بشكل أفضل من اليونان والروس، إذ يقيمون القدّاس الإلهيّ باللغة الإنكليزيّة في كلّ مكان تقريبًا، فيما اللغة العربيّة تكاد لا تضطلع بأيّ دور بالنسبة إلى الجيل الجديد. أمّا الشعور الملتبس بالانتماء إلى الشرق، فتحمله الذكريات وأنواع المأكل وزيارات قليلة لوطن الأجداد البعيد. ولكن من جهة أخرى، غالبًا ما تضخّم الفروق الطفيفة في مسألة الهويّة بحيث تتعزّز خطوط الانفصال عن الآخرين إذا كانت حاضرةً، أو يتمّ اختراعها إذا كانت على وشك أن تنطمس، وذلك بسبب حاجة سيكولوجيّة إلى توطيد فوقيّة وهميّة للذات ضدّ الآخر. هذه الآليّة التي يمكن رصدها بسهولة في بلاد الانتشار تتّخذ أشكالاً مختلفة بحسب الأماكن. ففي ألمانيا، مثلاً، هناك نزعة للازدراء بالهويّة التركيّة في مصلحة الهويّة العربيّة، وفي بريطانيا إفراط في التشديد على الانتماء الى لبنان ضدّ الفلسطينيّين. باختصار، المغالاة في تأكيد الهويّة الأنطاكيّة في دول الانتشار ربّما تنزلق بسهولة إلى قوميّة مستترة، إذا لم نأخذ في الحسبان الحاجة إلى شهادة أرثوذكسيّة مشتركة تغذّيها مبادئ إكليسيولوجيّة سليمة. فالإنجاز الذي حقّقه الروم الأرثوذكس بتجنّب المزج بين الكنيسة والأمّة لا قبل له بأن يحميهم بالضرورة من أشكال إيديولوجيّة قوميّة جديدة ربّما تكون مستترةً ولكنّها ليست أقلّ أذى. إنّ الحاجة إلى فضح هذه الأشكال ومقاومتها أصبحت اليوم أكثر إلحاحًا من أيّ وقت مضى. n

 

© حقوق الطبع والنشر 2025 مجلّة النور. كل الحقوق محفوظة.
Developed by Elias Chahine

Search