2018

12. الأخبار – العدد السابع سنة 2018

البلمند- لبنان

بيان المجمع الأنطاكيّ

انعقد المجمع الأنطاكيّ المقدّس برئاسة غبطة البطريرك يوحنّا العاشر (يازجي) في دورته العادية العاشرة، ودورته الاستثنائيّة الحادية عشرة من الثالث وحتّى السادس من تشرين الأوّل 2018 في البلمند، وذلك بحضور كلّ من أصحاب السيادة المطارنة:

 إلياس (أبرشيّة بيروت وتوابعها)، إلياس (أبرشيّة صيدا وصور وتوابعهما)، سرجيوس (أبرشيّة سانتياغو وتشيلي)، دمسكينوس (أبرشيّة ساو باولو وسائر البرازيل)، سابا (أبرشيّة بصرى حوران وجبل العرب)، جورج (أبرشيّة حمص وتوابعها)، سلوان (أبرشيّة جبيل والبترون وما يليهما)، باسيليوس (أبرشيّة عكّار وتوابعها)، أفرام (أبرشيّة طرابلس والكورة وتوابعهما)، إغناطيوس (أبرشيّة فرنسا وأوروبّا الغربيّة والجنوبيّة)، جوزيف (أبرشيّة نيويورك وسائر أميركا الشماليّة)، غطّاس (أبرشيّة بغداد والكويت وتوابعهما)، أنطونيوس (أبرشيّة زحلة وبعلبك وتوابعهما)، نقولا (أبرشيّة حماه وتوابعها)، باسيليوس (أبرشيّة أستراليا ونيوزيلندا والفيليبّين)، إغناطيوس (أبرشيّة المكسيك وفنزويلا وأميركا الوسطى وجزر الكاريبي) وأثناسيوس (أبرشيّة اللاذقيّة وتوابعها).

والأساقفة:

المتروبوليت نيفن (صيقلي)، موسى (الخوري)، لوقا (الخوري)، ديمتري (شربك)، إيليّا (طعمة)، غريغوريوس (خوري)، يوحنّا (بطش). وحضر الأسقف أفرام (معلولي) أمين سرّ المجمع المقدّس.

واعتذر عن عدم الحضور المطران إسحق (ألمانيا وأوروبّا الوسطى) والمطران سلوان (أبرشيّة الجزر البريطانيّة وإيرلندا). وحضر المطران بولس (أبرشيّة حلب والإسكندرون وتوابعهما)، المغيّب بفعل الأسر، في صلوات آباء المجمع وأدعيتهم.

وبعد الصلاة واستدعاء الروح القدس، استعرض الآباء جدول الأعمال. وتناولوا أوّلاً قضيّة مطراني حلب المخطوفين بولس (يازجي) ويوحنّا (إبراهيم)، واستنكروا الصمت الدوليّ المطبق تجاه القضيّة في عامها الخامس. ودعوا إلى إطلاق المطرانين ووضع نهاية لهذا الملفّ الذي يختصر بعض ما يعانيه إنسان هذا الشرق من ويلات. وصلّى الآباء من أجل صحّة الأسقف كوستا (كيّال)، ضارعين إلى اللَّه أن يمنّ عليه بالشفاء والتعافي من الحادث الأليم الذي تعرّض له.

عرض غبطة البطريرك الزيارة الرعائيّة الأخيرة التي قام بها إلى أبرشيّة زحلة وبعلبك وتوابعهما، وعبّر عن تأثّره العميق بما شاهده والوفد المرافق من إيمان متأصّل ومحبّة أصيلة، عند كلّ أبناء زحلة والجوار والذين اجتمعوا من كلّ الطوائف وشاركوا في الاستقبال. وشكر غبطته الجهود الكبيرة التي بذلت ليكون هذا اللقاء الرائع.

 وبنتيجة شغور أبرشيّة بوينس آيرس وسائر الأرجنتين بنقل مطرانها سلوان (موسي) استثنائيًّا وتدبيريًّا إلى أبرشيّة جبيل والبترون وما يليهما جبل لبنان، تداول الآباء في وضع الأبرشيّة بعد الاستماع عن كثب إلى أبنائها، وانتخبوا الأشمندريت يعقوب (الخوري) متروبوليتًا عليها.

تدارس الآباء عددًا من النقاط مستمعين إلى الدراسات الواردة بشأنها من بعض المطارنة والأساقفة وأصحاب الاختصاص، ومنها قانون الأحوال الشخصيّة وواقع ومرتجى المحاكم الروحيّة البدائيّة والاستئنافيّة. وتداولوا أيضًا في محوريّة دور الكهنة في الحقل الرعائيّ والتعليميّ، وقرّروا تنظيم ورشة عمل تدريبيّة للكهنة في الكرسيّ الأنطاكيّ. وطرح الآباء قضايا الهجرة الداخليّة والاقتناص والرعاية الواجبة لمواجهة هذين التحدّيين، وقرّروا التوسّع في هذه النقاط بعد ورود الدراسات بشأنها في المجمع القادم. وفي ما يخصّ التنشئة الكهنوتيّة والإكليريكيّة، أكّد الآباء أنّ المجمع المقدّس هو المولج بشكل حصريّ وأوّلاً وأخيرًا، بأمر التعليم اللاهوتيّ الإكليريكيّ في الكرسيّ الأنطاكيّ، وقرّروا تكليف لجنة تضع تصوّرات وتطلّعات في سبيل تطوير أساليب إعداد الكوادر الكهنوتيّة والإكليريكيّة. وطرحوا أيضًا أهمّيّة سرّ الزواج، وقرّروا المضيّ في متابعة الجهود لإصدار وثيقة شاملة تأخذ بالاعتبار ما صدر سابقًا وما يصدر من دراسات بهذا الشأن.

وتناول الآباء الشأن الأرثوذكسيّ العامّ. فأكّدوا أنّ الكنيسة الأنطاكيّة تعبّر عن قلقها الكبير من المحاولات الرامية الى تغيير جغرافية الكنائس الأرثوذكسيّة عبر إعادة قراءة التاريخ اليوم. وتعتبر أنّ الاحتكام إلى قراءات أحاديّة للتاريخ، لا يخدم الوحدة الأرثوذكسيّة بل يساهم في تأجيج التنابذ والشقاق بين أبناء الكنيسة الواحدة. وشدّدوا على أنّ الكنيسة الأنطاكيّة ترفض تكريس مبدأ قيام كنائس موازية ضمن الحدود القانونيّة للبطريركيّات والكنائس المستقلّة، كوسيلة لحلّ الخلافات أو كأمر واقع في العالم الأرثوذكسيّ.

تؤكّد الكنيسة الأنطاكيّة بلسان الآباء أنّ أيّة مقاربة لمسألة منح الاستقلال الذاتيّ لكنيسة معيّنة، يجب أن تتوافق مع الإكليزيولوجيا الأرثوذكسيّة والمبادئ التي تمّ الاتّفاق عليها بإجماع الكنائس في السنوات الماضية، إن لجهة موافقة الكنيسة الأمّ، أو لجهة اعتراف جميع الكنائس الأرثوذكسيّة المستقلّة بهذا القرار. وتؤكّد  ضرورة الاحتكام إلى مبدأ الإجماع هذا في ما يختصّ بالعمل الأرثوذكسيّ المشترك والمسائل الخلافيّة في العالم الأرثوذكسيّ، وذلك كضمانة فعليّة لوحدة الكنيسة الأرثوذكسيّة. تحذّر الكنيسة الأنطاكيّة من مخاطر زجّ العالم الأرثوذكسيّ في الصراعات السياسيّة العالميّة، ومن مساوئ مقاربة الكنيسة الأرثوذكسيّة على أسس سياسيّة وعرقيّة وقوميّة. تدعو الكنيسة الأنطاكيّة قداسة البطريرك المسكونيّ إلى الدعوة لاجتماع عاجل لرؤساء الكنائس الأرثوذكسيّة المستقلّة، للتداول في التطوّرات التي يشهدها العالم الأرثوذكسيّ بشأن مسالة منح الاستقلال الذاتيّ لكنائس جديدة، والعمل على إيجاد حلول مشتركة لها قبل اتّخاذ أيّ قرار نهائيّ بشأنها.

تشدّد الكنيسة الأنطاكيّة على أهمّيّة اليقظة الروحيّة في هذه المرحلة التاريخيّة الدقيقة، وعلى ضرورة الحفاظ على سلام الكنيسة ووحدتها، والتنبّه إلى عدم الوقوع في مطّبات السياسة التي أثبت التاريخ أنّها أوهنت الكنيسة الأرثوذكسيّة وأضعفت الشهادة الأرثوذكسيّة الواحدة في العالم.

يدعو آباء المجمع جميع المسؤولين في لبنان، إلى الانصراف التامّ من أجل تمتين الوحدة الوطنيّة والسهر على انتظام العمل الدستوريّ والمؤسّساتي، ويناشدونهم العمل من أجل تخفيف حدّة الاحتقان السياسيّ وكلّ ما من شأنه نكء جروح الماضي، وتأجيج الصراعات الطائفيّة والمذهبيّة لخدمة أهداف تضرّ بأسس العيش الواحد، وتزيد من معاناة الشعب اللبنانيّ. وفي هذا الصدد يشدّد الآباء على ضرورة الإسراع في تشكيل حكومة وحدة وطنيّة، قادرة على التصدّي للتحدّيات الجسام التي يواجهها لبنان، وذلك بروح المسؤوليّة الوطنيّة وبعيدًا عن الحسابات الضيّقة والآنيّة، ويطالبون المسؤولين بإيلاء الشأن الاقتصاديّ أولى اهتماماتهم والدفع من أجل تحريك العجلة الاقتصاديّة، واستنباط الحلول التي تساهم في التخفيف من الأعباء الحياتيّة التي يرزح تحتها المواطنون والتي تطال حقوقهم الأساسيّة وجميع مرافق حياتهم.

يناشد آباء المجمع المسؤولين وضع حدّ للفساد المستشري في جميع قطاعات الدولة ومرافقها، عبر تفعيل ثقافة المحاسبة والشفافيّة، والإقلاع عن اعتبار مؤسّسات الدولة مكانًا لتقاسم الغنائم ولممارسة الزبائنيّة والمحسوبيّات.

يشكر آباء المجمع اللَّه على عودة الحياة الآمنة إلى أجزاء كبيرة من الدولة السوريّة. ويشدّدون على ضرورة العمل الجادّ وتضافر كلّ الجهود الدوليّة والمحلّيّة من أجل ترسيخ قيم العدالة والسلام والحرّيّة فيها. وهم يشدّدون على ضرورة إعادة إعمار ما هدمته الحرب بما ينصف المواطنين، ولا يزيد من بؤسهم وفقرهم في مرحلة السلم. ويشدّدون على أهمّيّة أن تترافق الجهود الرامية إلى إعادة الإعمار مع جهود ترمي إلى تعزيز المصالحة بين جميع مكوّنات الشعب السوريّ.

 وأمام تردّي الظروف المعيشيّة، يكرّر الآباء التزامهم العمل الإغاثيّ الرامي الى التخفيف من أوجاع الشعب السوريّ وعذاباته، ويناشدون جميع المعنيين في العالم من أجل فكّ الحصار الاقتصاديّ الذي يرزح تحته الشعب السوريّ، والذي لا يسلم من نتائجه الضارّة أحد من المواطنين. وهم يناشدون جميع الخيّرين تكثيف دعمهم من أجل أن تستطيع الكنيسة الاستمرار في خدمتها الإغاثيّة والاجتماعيّة التي تزداد الحاجة إليها لتثبيت المؤمنين في أرضهم والحؤول دون نزوحهم أو هجرتهم.

يرفع آباء المجمع صلواتهم من أجل أبنائهم في الوطن وفي الانتشار. ويؤكّدون أنّهم وإيّاهم قلبٌ واحدٌ وحالٌ واحدةٌ في كلّ فرحٍ وترحٍ، لأنّ الكنيسة الأنطاكيّة تبقى أوّلاً وأخيرًا لسان حالهم ومجسّ هواجسهم وختم أفراحهم.

 يصلّي آباء المجمع من أجل السلام في سورية والاستقرار في لبنان. ويرفعون صلواتهم من أجل فلسطين الجريحة بعاصمتها العربيّة وعاصمة مقدّساتها المسيحيّة والإسلاميّة، القدس الشريف. ويرفعون صلواتهم من أجل العراق ومن أجل سلام الشرق والعالم أجمع.

يخصّ الآباء بالبركة الرسوليّة أبناءهم الأنطاكيّين المنتشرين في كلّ مكان. ويتوجّهون بالسلام القلبيّ والبركة الأبويّة لأبنائهم في أبرشيّة بوينس آيرس وسائر الأرجنتين، ويضرعون إلى اللَّه أبي الأنوار أن يغدق عليهم من نعمه السماويّة ويحفظهم وراعيهم الجديد باليمن والبركات.

 

الأرجنتين

المتروبوليت يعقوب (خوري) مطران أبرشيّة بيونس آيرس وسائر الأرجنتين

من هو المطران الجديد؟

ولد في الكورة، لبنان السنة 1978. نال بكالوريوس في الهندسة المعماريّة السنة 2001، وإجازة في اللاهوت من معهد القدّيس يوحنّا الدمشقيّ، جامعة البلمند، السنة 2005. حاز أيضًا شهادة في رسم الأيقونة البيزنطيّة من مدرسة بانسيلينوس (اليونان) السنة 2010. ثمّ نال شهادة الدكتوراه في اللاهوت (حول آباء الكنيسة) من جامعة أرسطوطاليس، تسالونيكي، في اليونان السنة 2011، وكانت أطروحة الدكتوراه بعنوان: «الفضيلة والرذيلة في فكر القدّيس باسيليوس الكبير».

رُسم شمّاسًا السنة 2008، وكاهنًا السنة 2009، ورُفّع إلى رتبة أرشمندريت السنة 2010. ثمّ عيّن مسؤولاً عن الحياة الداخليّة في المعهد وأستاذ مادّة “الآباء والأخلاق المسيحيّة” في معهد اللاهوت، جامعة البلمند. خدم لاحقًا في رعيّة منيارة، أبرشيّة عكّار. انتخبه المجمع الأنطاكيّ المقدّس متروبوليتًا على أبرشيّة بيونس آيرس وسائر الأرجنتين خلال الدورة الاستثنائيّة التي انعقدت في دير سيّدة البلمند البطريركيّ، في البلمند، في 5 تشرين الأوّل 2018.

له مقالات لاهوتيّة عدّة في مجلات متخصّصة كمجلّة الحوليّات ومجلاّت رعائيّة كمجلّة النشرة البطريركيّة. كما شارك في مؤتمرات مسيحيّة مختلفة، ومنها: مؤتمر الروحانيّة الأرثوذكسيّة في دير بوزيه، إيطاليا، وحلقات فترة التريودي التي نظّمها المركز الكاثوليكيّ للإعلام، لبنان. وأعطى أيضًا سلسلة أحاديث في رعايا لبنان وسورية، ونظّم أنشطة مختلفة ومخيّمات تخصّ الشباب.

هيئة تحرير مجلّة النور، رئيسًا وأعضاء، تتمنّى لسيادة المطران يعقوب كلّ التوفيق والنجاح في مهمّته المباركة.

 

تركيا

إنشاء مركز دراسات إسلاميّة

أعلنت الحكومة التركيّة أنّها عازمة على إنشاء مركز دراسات إسلاميّة على جزيرة خالكي، حيث البطريركيّة المسكونيّة تملك معهدًا للاهوت الأرثوذكسيّ وهو مقفل منذ العام 1971، والبناء سيكون مواجهًا للمعهد المذكور. وبحسب الخبراء فإنّ هذه الخطوة تعني استحالة فتح معهد خالكي إلى الأبد. والمعروف أنّ البطريركيّة المسكونيّة تسعى إلى إحياء معهد اللاهوت هذا منذ سنوات ولكن من دون أيّ جدوى.

أنشئ معهد خالكي اللاهوتيّ في العام 1844بإذن من السلطان عبد المجيد واستمرّ حتّى العام 1971عندما قرّرت السلطات التركيّة إقفاله. وكانت الشائعات منذ العام 2010 تتحدّث عن إحيائه في وقت قريب، ولهذا الغرض رُمّمت المباني، بعد أن وعد الرئيس التركيّ أردوغان قداسة البطريرك برثلماوس بفتح المعهد خلال الخريف المقبل. وكان أردوغان عرض فتح المعهد مقابل بناء مسجد في تسالونيكي اليونانيّة. وبحسب المسؤول عن دائرة العلاقات الدينيّة فؤات بيكيروغلو فإنّ الخطوة الأولى هي في نقل غابة الصنوبر في الجزيرة إلى هذه الدائرة، بعد أن كانت ملك دير القدّيس جاورجيوس التابع لبطريركيّة أورشليم، ومنسك التجلّي التابع للبطريركيّة المسكونيّة، وكانت حكومة أتاتورك قد صادرتهما في العام 1920. أهالي الجزيرة ممتعضون من هذا القرار، فالجزيرة تكتظ بالسيّاح خلال فصل الصيف، وهم لا يتطلّعون إلى المزيد من الازدحام مع الطلاّب المسلمين القادمين.

 

إيطاليا

لقاء رؤساء كنائس الشرق الأوسط والبابا فرنسيس

شارك رؤساء كنائس الشرق الأوسط الأرثوذكس في الصلاة مع البابا فرنسيس في باري، إيطاليا. وفي التفاصيل أنّ قداسة البطريرك المسكونيّ برثلماوس الأوّل (القسطنطينيّة)، وأصحاب الغبطة البطاركة يوحنّا العاشر (أنطاكيا)، ومار إغناطيوس أفرام الثاني (الكنيسة السريانيّة)، ثيوذوروس (الإسكندريّة)، وثيوفيلوس الثالث (أورشليم)، التقوا قداسة البابا فرنسيس وأقاموا صلاة مشتركة في كاتدرائيّة القدّيس نيقولاوس في باري، وتبرّكوا برفات القدّيس، وأضاؤوا الشموع رمزًا إلى السلام وتعبيرًا عن الوحدة المسيحيّة المرجوّة.

وألقى قداسة البابا كلمة قال فيها: «نحن نحمل كنائسنا في قلبنا، وكذلك نحمل شعبنا وكلّ الذين يعيشون ظروفًا صعبة. ونقول لهم نحن قريبون منكم. ومن الشرق انبعث روح الإيمان وانتشر في العالم. واليوم أخوتنا في الإيمان معرّضون للخطر وقد يختفي الوجود المسيحيّ في الشرق، والشرق الأوسط من دون المسيحيّين لن يكون الشرق الأوسط الذي نعرفه. علينا أن نرفع الصوت في وجه الظلم والقتل. الشرق الأوسط يبكي ويتألّم والصمت الدوليّ مطبق». وذكّر البطريرك مار إغناطيوس أفرام الثاني، في كلمته، بالمطرانين بولس (يازجي) ويوحنّا (إبراهيم) وبالكهنة المخطوفين منذ أكثر من خمس سنوات، طالبًا من المجتمع الدوليّ التحرّك لإعادتهم.

 

موناكو

الكنيسة الأرثوذكسيّة في الإمارة

بحسب إحصاء أجري العام 2012 في موناكو نحو 84 بالمئة من السكّان مسيحيّون، معظمهم ينتمون إلى الكنيسة الكاثوليكيّة وهي الديانة الرسميّة للإمارة. إلاّ أنّ الكنيسة الأرثوذكسيّة تحتلّ المرتبة الثانية في عدد مؤمنيها متفوّقة على الكنيسة البروتستانتيّة. هناك رعايا أرثوذكسيّة متعدّدة. نشأت الرعيّة التابعة للبطريركيّة الروسيّة في نهاية العام 2017 بمبادرة من أحد المؤمنين المحلّيّين. وهناك رعيّة أرثوذكسيّة رومانيّة ناشطة، وأخرى بلغاريّة، وأوكرانيّة، وصربيّة، ومولدوفيّة وأخرى تابعة لروسيا البيضاء وجورجيا ومونتينيغرو ومكدونيا.

احتفالات أرثوذكسيّة تقام في موناكو منها اجتماعيّة وخيريّة ودينيّة، ومنها أيضًا الاحتفال بالذكرى المئويّة الأولى لاستشهاد آخر عائلة ملكيّة في روسيا. كما أقيم عشاء خيريّ دعمًا للكاتدرائيّة الأرثوذكسيّة الروسيّة في نيس، حضره ثلاث مئة شخص من بينهم الأميرة دوروثيا رومانوفا، والأمير جورج يوريفيكس وهو حفيد القيصر ألكسندر الثاني، والأمير ألكسندر تروبتسكوي.

 

تتارستان

القدّاس الإلهيّ الأوّل منذ ثمانين سنة

يواصل المؤمنون في الكنيسة الروسيّة الأرثوذكسيّة المشوار الطويل في إعادة إحياء الكنائس المقدّسة التي دُمّرت أو دُنّست خلال الحكم الشيوعيّ الغاشم. وفي هذا الإطار حدث جليل تمّ في كنيسة النبيّ إلياس في قرية سوبولوكوڤو، الواقعة في منطقة نيزنيكامسك في جمهوريّة تتارستان، إذ أقيم القدّاس الإلهيّ للمرّة الأولى منذ نحو ثمانين سنة احتفالاً بعيد شفيع الكنيسة. وبالعودة إلى الحكم السوڤياتيّ فقد دُنّست الكنيسة واستعملت كنادٍ ومكتبة ومخزن ومسلخ خنازير.

كرّست كنيسة النبيّ إلياس في الخامس من آذار 1871 وشملت الرعيّة القرية والمنطقة المحيطة، وبلغ عدد المنازل في مطلع القرن العشرين نحو 800. خضعت الكنيسة للترميم أكثر من مرّة، وهذه السنة أُفرغت الكنيسة من القمامة. عمليّة الترميم قائمة شيئًا فشيئًا والعمل جارٍ على تغيير النوافذ ورسم الأيقونات. وحصل الأهالي على إذن باستخدام الكنيسة، ويجتمعون كلّ يوم سبت مع الأب أرتيمي ياماشيڤ الذي يقيم الذبيحة الإلهيّة.

بوركت جهود الكنيسة الروسيّة الأرثوذكسيّة في استعادة أملاكها المقدّسة.

رواندا

 معقل جديد

جاءنا من مراسلنا في رواندا سامر عوض ما يلي:

 انعقدت في رواندا من 24 حزيران حتّى 7 تمّوز – 2018 ورشة عمل عن الكرامة الإنسانيّة، دعت إليها الجمعيّة العموميّة السابعة لمجلس كنائس عموم إفريقيا All African Church Council، ومــن بــيـنـهــا الكـنــيســــة الأرثوذكسيّة التي دخلت رواندا في العام 2010.

اللافت في ورشة العمل تلك، السعي الدؤوب إلى تكريس روح مشاركة الجماعة في إعداد الحلقات. فكانت كلّ حلقة تضمّ عرضًا عامًّا عن الموضوع المطروح (المرسل مسبقًا للمشاركين). ثمّ يتقدّم شخصان أو ثلاثة بإعداد تعليق على الموضوع المعروض، يتخلّله تسليط الضوء على بعض الجوانب، سواء بتبيان إيجابيّاته أو سلبيّاته، ثمّ يفتح الموضوع للنقاش. وهذا ما يغني العرض لأنّه لا يقتصر على نمطيّة واحدة، تُعالج عبرها هذه المواضيع.

تحدّثوا بشكل أساس عن الإشكاليّات الإفريقيّة المطروحة، وبيّنوا موقفهم المبدئيّ منها، وحاولوا أن يتدارسوا المشاكل المشتركة. ومن المواضيع المطروحة أجندة 1963 التي تتناول مشروعًا أقرّ السنة 1963 على مستوى الدول الإفريقيّة لتوحيدها برمّتها بشكل نهائيّ وكلّيّ وصولاً إلى السنة 2063. وفي الجمعيّة العامّة، عرض تقويم عامّ لإشكاليّات وتحدّيات تواجهها وواجهتها الكنائس في إفريقيا وعبرها المجلس.

قاربوا الموضوع من زاوية الكرامة الإنسانيّة، فمثل هذه المشاريع بنظرهم تسهِّل على البشر، منطق التعامل والتعاون في ما بينهم قدر الإمكان. توحيد إفريقيا، يمهّد الطريق لدراسةِ خلق بنية واسعة مشتركة، تيسّر على الناس أمورهم، وتفتح آفاقهم وتوسّع مجال خدمتهم.

تسعى الكنيسة إلى القيام بهذا الدور التوفيقيّ كي تساعد بالوسائل الممكنة، ولتحفظ الناس وترعى شؤونهم.

عندما سألت الأمين العامّ لمجلس كنائس إفريقيا عن مدى تأثير مثل هذه المشاريع على الهويّة الخاصّة بكلّ دولة، «قال إنّنا لا نودّ أن نقتل هويّاتنا، بل أن نعمل معًا». هو رجل طاعن بالسنّ، قال في صدد الحديث عن الأجندة، إنّه لن يكون موجودًا عند تحقيق هذا الحلم، لكنّ الأمر ليس مهمًّا، المهمّ أن تصبح إفريقيا موحّدة.

شارك في هذا القسم نحو مئة شخص، قسطٌ يسيرٌ منهم طلاّب إكليريكيّون روانديّون. كنت الوحيد من بطريركيّة أنطاكية وقدّمت عرضًا عن الكنيسة الأرثوذكسيّة كمفهوم وتنظيم، والاختلافات اللاهوتيّة والتنظيميّة بينها وبين باقي الكنائس. وأقيمت صلاة أرثوذكسيّة بالعربيّة واليونانيّة والسواحيليّة. وعرضت ملخّصًا عن الوضع السوريّ، لا سيّما مسيحيًّا، ومشاكل تهجير المسيحيّين من المنطقة.n

© حقوق الطبع والنشر 2025 مجلّة النور. كل الحقوق محفوظة.
Developed by Elias Chahine

Search