عاليه - لبنان
الخوري جورج (مسّوح) فلاّح الأرض
انتقل إلى الأخدار السماويّة الخوري جورج إبراهيم (مسّوح)، كاهن رعيّة القدّيس جاورجيوس في عاليه في يوم عيد بشارة والدة الإله في 25 آذار 2018. وفي اليوم التالي اجتمع الكهنة والمحبّون حول جثمانه الطاهر منذ الصباح الباكر ولم تتوقّف الصلوات طيلة اليوم، من جنّاز الكهنة، إلى الجنّاز الذي ترأّسه سيادة المطران جورج (خضر) وشارك فيه سيادة المتروبوليت أفرام (كرياكوس) المعتمد البطريركيّ على أبرشيّة جبيل والبترون وتوابعهما، وسيادة المتروبوليت إلياس (كفوري) راعي أبرشيّة صور وصيدا ومرجعيون وتوابعها، وسيادة الأسقف ثيوذور (الغندور) المعتمد البطريركيّ في الريو دوجانيرو، إضافة إلى حشد من كهنة أبرشيّة جبل لبنان وأبرشيّة بيروت ووفد من معهد القدّيس يوحنّا الدمشقيّ في جامعة البلمند. ونقل سيادة المتروبوليت أفرام تعزية غبطة البطريرك يوحنّا العاشر إلى العائلة وإلى الرعيّة.
غصّت الكنيسة بالمحبّين الذين أتوا لوداع الخوري الحبيب جورج، كما انتشرت في شوارع المدينة اليافطات تكرّم الكاهن الراحل «الذي علّمنا الحوار والعيش المشتَرك». وأتى المعزّون من الرسميّين والطوائف الأخرى وأهالي عاليه والمحبّون من المناطق كافّة. بعد الجنّاز ألقى سيادة المطران جورج كلمة جاء فيها:
«باسم الآب والابن والروح القدس، آمين.
يا فلاّح الأرض! هذا معنى اسم «جاورجيوس» باليونانيّة. لقد فلحت كرمة المسيح في هذه البلدة وغيرها، وكنت أمينًا للميراث الذي ورثته من القدّيسين. فإنّك ما كنت تعرف إلاّ القدّيسين.
وجئنا بك إلى هذه الرعيّة الطيّبة لكي تفلح، وفلحت. ومشيت أمامهم، خرافًا مباركة للمسيح السيّد. مشيت أمامهم في البرّ. هذه سيرة الكاهن أن يكون بارًّا أوّلاً، وبعد ذلك يخدم ويرَنّم وإلى ما هنالك.
ولكنّ المهمّة الأساسيّة أن يكون بارًّا، طاهرًا ليسوع المسيح.
كنت بارًّا، وأحاديثنا الكثيرة بيني وبينك، كانت تدور فقط حول البرّ، حول الطهارة التي يجب أن نتحلّى بها نحن الرعاة، وأن نعطيها للمؤمنين. وفهمنا كلانا هذا إلى أن سمح اللَّه المبارك بأن ينقلك إليه. هذه هي مشيئته. بوركتْ مشيئته.
اذهب إذًا وصلّ هناك فوق، حيث تفتقدنا أنت والملائكة معًا. اذهب وقل لربّك: هؤلاء الذين اؤتمنت أنا عليهم، إنّما حاولت أن أربّيهم وأن يكونوا لك وأنت تعرف إذا كانوا لك. نحن، يا جورج، سعينا إلى أن نكون رعيّةً للمسيح. وهو يعرف إن وصلنا أو لم نصل. ولكنّنا سنسعى أيضًا لنقتدي بك وليفهم الكهنة والعلمانيّون جميعًا أنّك كنت قائدًا في هذه الرحلة المطيّبة بالروح القدس، وجئت بنا إلى المرفأ، إلى الميناء الصالح بعد أن غذّيتنا بالإلهيّات.
أنت فوق! نحن هنا! أذكرنا لأنّنا ضعاف.
أذكرنا حتّى ينتشلنا اللَّه واحدًا واحدًا من هذه الأرض في يوم حكمته.
جورج مسّوح إنسان نادر! أنت تظنّ أنّك تجالس بشرًا سويًّا وإذ بك ترى نفسك أمام ملاكٍ متجسّد. جورج مسّوح كان يطير في السماء، في حضرة اللَّه دائمًا، بقوّة البركات التي أخذها من هذه المسحة. وكان يحيا بالمسحة القدّوسة. ذهب، ونحن وراءه نقتفي فضائله ونستبقيه هنا بفضائله. ذهب وترك لنا ميراثًا عظيمًا. في قدوته الصالحة حتّى لا نخذل، ولا نتعب، ونصبر ونمشي وراء القدّيسين. ألا كان اللَّه وحده في كلّ هذا وكان مساندًا لكم، وكنتم أنتم بعضكم مع بعض في هذا الرحيل إلى وجه اللَّه. ألا كان اللَّه معكم في خبرتكم المقدّسة، ونحن جميعًا معًا نصلّي ليتقبّل الربّ الإله الخوري جورج مسّوح في عظمته وفي برّه وفي قداسته. ألا كان اللَّه معه ومعكم إلى الأبد، آمين».
وفي آخر المشوار على هذه الفانية وري جثمانه الطاهر في مدافن الكهنة تحت المذبح الذي خدم عليه أكثر من عشرين سنة.
من هو الأب جورج (مسّوح)
ولد في البوشريّة ساحل المتن الشماليّ في 2 كانون الأوّل 1963
العام 1997 حاز شهادة دكتوراه في الدراسات الإسلاميّة من المعهد البابويّ للدراسات العربيّة والإسلاميّة في روما، عن أطروحته «المواضيع المسيحيّة في أعمال رجال الدين المسلمين في لبنان بين ١٩٧٥ و١٩٩٦».
العام 1991 حاز شهادة الليسانس في اللاهوت الأرثوذكسيّ من معهد القدّيس سرجيوس اللاهوتيّ في باريس
العام 1992 حاز شهادة الماجيستر في اللاهوت من المعهد المذكور
العام 1987 حاز ليسانس في الرياضيّات من الجامعة اللبنانيّة
2010-2014 أستاذ مشارك في جامعة البلمند
1997-2010 أستاذ مساعد في جامعة البلمند
1995-1997 أستاذ محاضر في جامعة البلمند
1995-2009 مدير مركز الدراسات المسيحيّة-الإسلاميّة في جامعة البلمند
كاهن رعيّة القدّيس جاورجيوس في عاليه منذ العام 1997
متأهل من السيّدة ماغي وهبه وله ثلاث بنات، رزان ونور ورنا.
تولّى منصب المدير المسؤول في مجلّة النور التي تصدرها حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة منذ العام 1995 وحتّى العام ٢٠٠٦.
منذ العام 2004 كاتب مقالة أسبوعيّة في صحيفة «النهار» اللبنانيّة تعنى بالشؤون الدينيّة والثقافيّة والأخلاقيّة والاجتماعيّة والسياسيّة. شارك في مؤتمرات علميّة ودينيّة عديدة في لبنان والخارج.
رحمك اللَّه يا أبونا جورج فأنت كنت الأب والأخ والكاهن والصديق، فاذكرنا متى أتيت في ملكوت اللَّه، الأرض تبكيك لكنّ السماء فرحة بكاهن جليل، عاد إليها بعد أن أتى منها. لقد التحفت بالمجد السماويّ فارقد قرير العين في المدينة التي أحببت وبين الناس الذين عشقت. وصلّ لنا من عليائك عند الديّان العادل.
من مؤلّفاته:
«النظرة إلى الآخر، مقاربة أرثوذكسيّة في كتاب الأديان نظرات متبادلة»، مجموعة من المؤلّفين، تعاونيّة النور الأرثوذكسيّة، 2007، «الحرّيّة بإزاء القيم والأخلاق»، في كتاب الحرّيّة في أبعادها الحضاريّة، مجموعة من المؤلّفين، تعاونيّة النور الأرثوذكسيّة، 2005، ص. 199-212 «النزاعات والدعاوى بين المسلمين والمسيحيّين في وثائق المحكمة الشرعيّة بطرابلس 1666-1793»، في كتاب العلاقات بين المسلمين والمسيحيّين في بلاد الشام إبّان الحقبة العثمانيّة، جامعة البلمند، 2004، ص. 109-205 «الخيرات الآتية.... جامعة البلمند، 2003»، محطّات في نظرات الأرثوذكس الأنطاكيّين إلى الإسلام والمسلمين في القرن العشرين»، في كتاب تاريخ كنيسة أنطاكية أيّة خصوصيّة، مجموعة من المؤلّفين، جامعة البلمند 1999، 305-318 «المسيحيّون في أعمال رجال الدين المسلمين في لبنان خلال العشرين سنة الأخيرة»، في كتاب «النظرات المتبادلة بين المسلمين والمسيحيّين في الماضي والحاضر»، جامعة البلمند، 163 - 174، 1997 «الآن وهنا»، منشورات تعاونيّة النور الأرثوذكسيّة م.م. ٢٠١٨.
بلّونة- لبنان
مركز الجبل يحتفل بالذكرى
نهار السبت الواقع فيه السابع عشر من آذار في كنيسة القدّيس نيقولاوس -بلونة- تلاقى أخوة من أعمار مختلفة ومن فروع منتشرة في أبرشيّة الجبل للمشاركة في عيد الحركة السادس والسبعين والذي يحمل العنوان «حتّى لي سبقونا… يرجعوا يحرّكونا…».
افتتح اللقاء بصلاة غروب خدمها شباب المركز، ثمّ تنقّل الحضور بين معرض «تعرّف إلى الأب إلياس (مرقص) عبر أقواله»، وعرض مصوّر من وحي المناسبة.
وتناوبت الكلمات التي ألقيت مشدّدة على ضرورة متابعة العمل الحركيّ وعلى معنى الحركة بالنسبة إلى الشباب.
وهذه الكلمات تلاها الشباب الفائزون في المسابقة التي أقامتها أسرة الثانويّين تحت عنوان «تقديم الاحتفال»، كما تليت مقالة أخرى بعنوان «شو بتعنيلك الحركة؟» للفائز بالمسابقة والتي اعتبرت كلمة المركز، وكان من الطبيعيّ أن يتزيّن الحفل بكلمة توجيهيّة للأمين العامّ، ولم تغب عن الحفل الأناشيد، وفقرات من وحي العيد.
وممّا جاء في كلمة الأمين العامّ الأخ فادي نصر: «يا إخوة، أعتقد أنّنا عارفون بنحكي اليوم ويحكي الحركيّون في الأيّام القادمة، كلامنا كلّه سيكون حول، «قصّتنا مع المطران جورج (خضر)، وقصّته مع اللَّه».
علينا أن نحمل المحبّة والرجاء في قلوبنا ليكون عنوان حياتنا القادمة، نحن نعيد لمن يريد إكمال الطريق ونعمل أكثر وأكثر عليه.
كلّنا ابتدأ إيماننا صغيرًا، ونما بالصوم والصلاة، كما الشجرة التي تنشأ من بذرة صغيرة وتنمو لتقف بوجه العواصف، وتتغيّر خلال مسيرتها فتعطي زهورًا، غير أنّ جذورها الثابتة في العمق تمنحها القوّة للاستمرار، هكذا المطلوب منّا أن يكون إيماننا عميقًا متأصّلاً بالكنيسة لتنبت صلاتنا الرجاء.
أهمّيّة الحركة ليست أنّها أداة تغيير للآخرين بل لنا أوّلاً. وهذا اكتشفناه حين رأينا الحقيقة، كيف نغيّر حالنا؟ كيف نتوب؟
ما تعلّمناه من المطران جورج أنّ التوبة لا تنتهي. واليوم حين تسأله عن طلبه، لا جواب عنده إلاّ أن يتوب أكثر.
المهمّ أن يكون منارة لنا لنتعلّم منه كيف استطاع أن يجمع بين العلم وسعته وتواضع الرهبنة، بين الفلسفة والرحمة. وهذا هو التحدّي اليوم.
المطران جمع المختلف، وجعل لكلّ واحد منّا مهمّة. كان سؤاله لكهنته عن رعاياهم دائمًا بمحبّة من دون تطفّل ولكنّ المحاسبة لم تغب.
كلّنا علينا أن ننمو بالربّ. وهذه الدعوة علينا أن نرفعها إلى المجمع المقدّس ليعطينا مطرانًا لديه معرفة وتوبة وفضائل المطران.
كنيستنا لديها مهمّة أساسيّة ألا وهي توضيح الفرق بين الرهبنة والعزوبيّة، وأن تكون الرهبنة مجالاً أوسع لتوبة وأنّها المكان الأساس للعفّة.
علينا أن نحيا في أماكننا بسلام ومحبّة مع المختلف والمتنوّع وأن ننفتح على الاخر من دون أن نخطئ بالبوصلة.
المتاجرة بالآخر ليست من شيمنا. يجب ألاّ نسمّم عقلنا بالشائعات والخوف وهكذا نحارب بالشائعات. وعلينا أن نثق بالإخوة الذين يحملوننا وأن نثق ببعضنا البعض لأنّ الثقة بالأخوة تقودنا إلى القداسة».
طرابلس- لبنان
الذكرى السادسة والسبعون في الميناء
احتضنت قاعة المثلّث الرحمة المطران إلياس (قربان)، في الثانويّة الوطنيّة الأرثوذكسيّة، الميناء، احتفال مركز طرابلس بالذكرى السادسة والسبعين لتأسيس حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة، برعاية سيادة المتروبوليت أفرام (كرياكوس)، وذلك في العاشر من آذار 2018.
استهلّ اللقاء بصلاة غروب وكسر الخبزات الخمس في كنيسة النبيّ إلياس، أمّها سيادة المتروبوليت وشارك فيها الأخوة وفي مقدّمتهم الأمين العامّ الأخ فادي نصر.
«ويبقى وجهك قبلتنا» هو الشعار الذي حمله العيد لهذه السنة، وفي الحفل ألقيت كلمات من وحي المناسبة، قدّمتها الأخت ميرنا بركات.
افتتحت الأخت ميرنا عبّود، رئيسة المركز، الحفل الخطابيّ مستعيدة زمن التأسيس على يد بضعة شبّان يافعين «فتّشوا الكتب وتغذّوا من النبع، علّموا وبشّروا وأسّسوا المراكز والفروع وكانوا ينمون في الحياة الروحيّة...». وتابعت متسائلة عن الشبّان الغائبين عن الكنيسة وعن شؤونها وشجونها، معتبرة أنّ الحقل ما زال بحاجة إلى الحراثة، وداعية إلى التعاضد بين الكهنة والعلمانيّين لما فيه خير الكنيسة وأبنائها أجمعين. وانتقلت إلى الحديث عن العمل البشاريّ في أبرشيّة طرابلس فقالت: «هذا العمل يبشّر بلقاءات واعدة رغم الصعوبات، ما دام صاحب السيادة يردّد في كلّ لقاء ألاّ ننسى أخوتنا في الرعايا كافّة، ويشجّعنا على أخذ المبادرة واثقًا بالمواهب التي منّ بها اللَّه على المسؤولين في الحركة». وختمت بالقول: «رجاؤنا أن يبقى الحركيّون على العهد الذي قطعه المؤسّسون على أنفسهم فيكون وجه الربّ يسوع التزامهم الأوحد في عملهم وشهادتهم وفي حياتهم كلّها...».
ثمّ ألقى الأمين العامّ الأخ فادي نصر كلمة استشهد في مطلعها بكلام لسيادة المطران جورج (خضر) وهو المؤسّس، فقال: «الحركة المغامرة الكبرى نحو القداسة في أنطاكية القرن العشرين... ابتدأنا، هل نتوقّف أو نبقى على الطريق فتدوم طالما الروح يحرّكنا...» وتابع الأخ فادي قائلاً: «هكذا قال المؤسّس بعد أن ترجّل شاغل أنطاكية وكنيستها وناسها، لكنّه باق أبدًا على دروب الإخلاص ومعه نحن باقون». وتطرّق إلى المشاكل التي تعترض الشعب المؤمن ومنها: التسيّب بموضوع الأخلاق في الكنيسة، عدم تنفيذ المقرّرات الصادرة عن المؤتمر الأرثوذكسيّ، تداعيات مجمع كريت، الحرب في سورية، الاقتصاد اللبنانيّ والفساد... لكنّ المسيح انتصر على الصليب ونحن بعد هذا نعيش على قوّته وعلى رجائه وعلى حركته في التاريخ متمسّكين بالحرّيّة التي خلقنا اللَّه عليها... لنا ملء الثقة بكنيسة نكون مع غيرنا حجارة ترصف في سبيل بنائها ووحدتها، وأن تحكمنا المحبّة في الرؤية والممارسة حاملين ثمار الروح ومستمعين لما يقوله الروح». وأضاف: «علينا أن نبقى تيّارًا لا جمعيّة أو مؤسّسة وأن نعمل بروح الشورى مستفيدين من علوم العصر ومستلهمين روح يسوع أمير السلام». وأخيرًا تمنّى أن «تكون حياتنا للربّ منطلقين برحلة شهادة مستمرّة لحمل يسوع وكشفه لكلّ العالم بطرائق جديدة وتقليديّة طالبين إليه أن يطلق ويزيد عمل روحه فينا وفي هذا العالم».
بعد ذلك كانت كلمة مصوّرة لسيادة المتروبوليت سابا (إسبر)، راعي أبرشيّة بصرى حوران وجبل العرب، عنوانها «الرعاية».
وتحدّث أخيرًا سيادة المتروبوليت أفرام منطلقًا من السؤال الذي طرحته الكلمتان السابقتان وهو: «كيف وماذا علينا أن نعمل الآن في هذه الأيّام»؟ وأجاب بأنّ المرجع المقياس هو المسيح والإنجيل، واستشهد بآيات من الكتاب المقدّس، داعيًا إلى بناء جسور بين الناس. فقال: «علينا أن نكون مهندسين روحيّين، أن نكون وسطاء، وأن نهتمّ ليس فقط بالضعفاء والفقراء ولكن بألدّ الأعداء بالبعيدين عن المسيح وعن كنيسته. على كلّ واحد أن يشهد حيثما وجد للمسيح وأن يجذب الآخر إلى حقل الربّ...».
وكان تأمّل مسرحيّ عن حركة الشبيبة بين لارا طنّوس وجيرار خوري من أسرة الجامعيّين، تلته جوقة من الشبيبة بقيادة الدكتور جورج حدّاد قدّمت بعض الأناشيد الحركيّة.
تهنّئ مجلّة النور الحركيّين كافّة، وبخاصّة المؤسّس سيادة المتروبوليت جورج (خضر)، بالذكرى السادسة والسبعين، وإلى سنين عديدة.
حلب - سورية
العيد السادس والسبعون
رغم الجراح الثخينة، رغم الخراب، رغم الهجرة، أبت حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة في حلب ألاّ تحتفل بذكرى التأسيس السادسة والسبعين. وأصرّ الأمين العامّ الأخ فادي نصر على أن يشارك في هذه المناسبة المباركة، فزار المدينة برفقة الأخوين عبداللَّه بيطار وفؤاد الصوري، بين 23 و25 آذار 2018.
امتدّت الاحتفالات على مدى ثلاثة أيّام، استهلّت بالقدّاس الإلهيّ الذي ترأسه الأب إلياس (فرح) وعاونه الآباء إلياس (رزق) وميخائيل (بيلوني) وجبرائيل (عازار). وألقى الأب إلياس (فرح) عظة تحدّث فيها عن جماليّة الطقوس في الكنيسة الأرثوذكسيّة وارتباطها بالكتاب المقدّس. كما شدّد على ضرورة وجود معلّمين يكشفون كنوز الكنيسة واسترجع بعض ذكرياته في حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة.
وكان حفل خطابيّ في صالة دار التربية التابعة للكنيسة الأرمنيّة، تكلّم فيها كلّ من مسؤول أسرة الجامعيّين إلياس زهرة، وحنان بندلي المسؤولة عن أسرة العائلات وسمعان سعد رئيس مركز حلب.
شدّد إلياس زهرة على أنّ الحركة هي البوصلة التي تدلّنا على المسيح، هي المحبّة والالتزام، هي نمط حياة وخدمة مستمرّة في الكنيسة. أمّا حنان بندلي، فقالت إنّ الحركة هي الأسرة الثابتة في جذورها وقد امتدّت من الجدّ إلى الحفيد، رغم افتقاد العديد من الأخوة الذين هاجروا ولكنّهم باقون على التزامهم فحملوا إيمانهم وإنجيلهم منتشرين في أصقاع العالم مبشّرين بكلمة الربّ. وكان تأكيد آخر من رئيس المركز سمعان سعد على الحفاظ على الأمانة على مدى أكثر من نصف قرن في حلب. وتطرّق إلى العمل الاجتماعيّ الذي يقوم به الحركيّون منذ أن اندلعت الحرب في سورية.
أمّا الأمين العامّ فادي نصر، فركّز على التحدّيات التي تواجه مركز حلب على ضوء مآسي الحرب، وتحدّث عن العمل الإغاثيّ الجاري في حلب، وشدّد على أهمّيّة أن يقترن هذا العمل بالصلاة ودراسة الكلمة. واقترح كذلك إقامة ورشة إرشاديّة لدراسة الآباء وتعاليمهم الاجتماعيّة. وتوقّف عند عيد البشارة ومريم المصريّة مهنّئًا. وقدّم هديّة لكلّ المشاركين هي كتاب «يسوع» للمطران جورج (خضر) الصادر العام 2017.
وعلى هامش الذكرى، زار الأمين العامّ وكيل الأبرشيّة الأرشمندريت موسى (الخصي)، ودار الحديث حول مطران الأبرشيّة المخطوف بولس (يازجي). ثمّ كان اجتماع مع أعضاء مجلس المركز الموسّع، ومع أسرة الظهور الإلهيّ المسؤولة عن الخدمة الاجتماعيّة. وزار أيضًا أسرة الطفولة في كنيسة القدّيس جاورجيوس للروم الأرثوذكس، والتقى فرقة السيّدات، وأسرة الاستعداديّين في قاعة كنيسة السريان. وكان حفل خطابيّ لمناسبة الذكرى في قاعة ليفون شانت التابعة للكنيسة الأرمنيّة تحدّث فيها رئيس المركز سمعان سعد والأمين العامّ.
توّجت الزيارة بالذبيحة الإلهيّة لمناسبة عيد بشارة والدة الإله في كاتدرائيّة النبيّ إلياس.
المنصوريّة - لبنان
الحركة تلتقي قدماءها
عقدت أسرة العمّال في حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة - مركز جبل لبنان، لقاء مع الحركيّين القدامى في كنيسة السيّدة في المنصوريّة، الإثنين الواقع فيه الخامس من آذار 2018.
هدف اللقاء إلى إلقاء الضوء، عبر عرض فيلم قصير، على الأسباب التي جعلت بعض الأفراد يبتعدون عن الحركة، أكان بشكل دائم أم لفترة زمنيّة معيّنة، محاولاً حثّهم على العمل داخل المجموعة من جديد ومناقشة المشاكل التي من الممكن أن تكون الرادع لعودتهم. كما عمل اللقاء على تحفيز المجتمعين على البقاء في العالم الحركيّ عبر مناقشة أهمّيّة الالتزام.
تضمّن الفيديو أيضًا شهادات وتوصيات من حركيّين قدامى، وختم بكلمة لسيادة المطران جورج (خضر). بعد ذلك تحدّث الأخ بشير زيدان من فرع المنصوريّة الذي كان قد ابتعد عن العمل الحركيّ قبل أن يعود بكلّ عزم ونشاط إلى ابنة الكنيسة، وتوالت الشهادات، فكان حديث للأخ غابي دعبول من فرع الحازميّة، الأخ طوني موسى من المنصوريّة والأخ فريد حداد الذي كان من مؤسّسي فرع عين دارة.
كان اللقاء مميّزًا، جديدًا وعفويًّا من ناحية الشكل والمضمون (الشهادات والخبرات)، إذ صوّب اهتمامه في حلّ المشاكل على «اللَّه» وعلى أهمّيّة الكنز الحقيقيّ الموجود في حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة. كما ساهم النشاط في جعل الحركيّين الحاليّين يدركون تقصيرهم تجاه من غاب عن الحركة، ودفعهم إلى تذكّرهم والالتفات إليهم بمحبّة وكأنّ اللقاء هزّ كيانهم، فما كان منهم إلاّ أن طالبوا باستكماله بخطوات فعّالة ومفيدة، آملين بأن يكون هذا الأمر انطلاقة لمشاريع تعتمدها كلّ الفروع لإعادة التواصل مع كلّ حركيّ قديم.
أمّا بالنسبة إلى القدامى، فمنهم من قدّر الدعوة، ومنهم من تأثّر وبكى وكتب، منهم من حنّ ومنهم من قرّر أن يجدّد التزامه الحركيّ.
معلولا- سورية
دير القدّيسة تقلا
زارت بعثة روسيّة دير القدّيسة تقلا في معلولا، برفقة ممثّل غبطة البطريرك كيريل لدى بطريركيّة أنطاكية الأرشمندريت أرسيني (سوكولوڤ). في العام 2014 احتلّ المخرّبون الدير وبقي تحت سيطرتهم أكثر من سنة وعاثوا فيه فسادًا وخرابًا. أمّا اليوم وبعد تحرير الدير من قبضة المخرّبين، فتقوم ورشة ترميم تعيد إلى الدير رونقه وبهاءه. استقبل سيادة الأسقف أفرام (معلولي) البعثة الروسيّة، وبمساعدة الأب أرسيني أقام صلاة شكر في الكنيسة التي ما زالت قيد الترميم. ونقل رئيس البعثة تحيّة المتروبوليت هيلاريون وقدّم مساعدة ماليّة للمساهمة في الترميم، آملاً أن تعود الحياة الرهبانيّة إلى الدير في أقرب فرصة.
بعد ذلك جالت البعثة في أرجاء بلدة معلولا برفقة نوّاب أرثوذكس في البرلمان السوريّ.
إسبانيا
تدشين كنيسة في إسبانيا
دشّن الأسقف نسطر، راعي أبرشيّة كورسون، كنيسة والدة الإله في تورفيغا في محافظة أليكانت، إسبانيا. ووُضع رفات القدّيسين كوزما ودميانوس العادمي الفضّة في المذبح المقدّس، بعد التطواف بالصليب ونضح الكنيسة بالميرون. لماذا يوضع رفات القدّيسين في المذبح؟ لأنّ الكنيسة الجامعة في مراحل الاضطهاد تأسّست على عظام الشهداء.
وفي الكنيسة الجديدة احتفل الأسقف نسطر بالذبيحة الإلهيّة، عاونه المتقدّم في الكهنة ياروسلاف (ديباخ) راعي كنيسة القدّيس جاورجيوس في فالنسيا، والمتقدّم في الكهنة سيرغي (بروزانديد) والراهب نيقولاوس من الكنيسة الصربيّة والشمّاس رومان (أونيكا). غصّت الكنيسة بالمؤمنين الذين فاق عددهم أربعمئة شخص جاؤوا من مختلف المناطق الإسبانيّة.
بعد التدشين ألقى الأسقف نسطر كلمة هنّأ فيها الرعيّة على بناء هذه الكنيسة الجميلة، ووزّع دبلوم شرف على كلّ من أسهم في هذا المشروع.
في العام 2017 اشترى أبناء الرعيّة هذا المبنى وحوّلوه إلى كنيسة أرثوذكسيّة مطابقة للنظم والقوانين الأرثوذكسيّة. وفي الوقت عينه اشترت الرعيّة قطعة أرض مجاورة على بعد أربعمئة متر عن شاطئ البحر الأبيض المتوسّط. وبحسب تقرير صادر عن أبرشيّة كورسون فإنّ هذا المشروع لم يكن ليبصر النور لولا همّة الكهنة والعلمانيّين، الذين في وقت قصير تمكّنوا من جمع الأموال اللازمة لتمويل مشروع الكنيسة الجديدة.
العراق
الشعانين في قراقوش
عيد الفصح في قراقوش، هذه السنة، كان له طعم خاصّ بالنسبة إلى العديد من العائلات المسيحيّة التي عادت إلى المدينة بعد أن تركتها في العام 2014. فقراقوش مدينه تقع شمال سهل نينوى وقد احتلّتها القوّات المتمرّدة ثلاث سنوات وتحرّرت في تشرين الأوّل من العام الماضي. ومنذ ذلك التاريخ عادت إلى قراقوش خمسة آلاف عائلة مسيحيّة بعد أن كان يقطنها خمسون ألف نسمة. والعائدون اليوم يحاولون إعادة بناء حياتهم وسط الخراب والدمار التي تركه المخرّبون وراءهم. وفي عيد الشعانين نزل المسيحيّون إلى الشوارع حاملين أغصان النخيل والزيتون ومتهلّلين ومرتّلين «مبارك الآتي باسم الرب». وفي نهاية التطواف أقيمت الذبيحة الإلهيّة في الهواء الطلق في ساحة كنيسة القدّيس يوحنّا. ورغم كلّ الظروف أهالي قراقوش مصمّمون على العودة إلى ديارهم والبقاء فيها ومزاولة أعمالهم كالعادة.
كينيا
كنيسة أرثوذكسيّة جديدة
بفضل العمل التبشيريّ والكرازيّ الذي تقوم به بطريركيّة الإسكندريّة وسائر إفريقيا الأرثوذكسيّة، منذ سنوات عديدة، في القارّة الإفريقيّة، أنشأت مطرانيّة نايروبي، كينيا، رعيّة أرثوذكسيّة في صحراء توركانا. وكرّس المتروبوليت مكاريوس مطران نيروبي الكنيسة الجديدة التي ارتفعت على اسم القدّيس بطرس الرسول في منطقة توركانا التي يسكنها في الغالب أفارقة من قبيلة توركانا. وفي بحيرة توركانا الكبيرة على الحدود مع الصومال وإثيوبيا، قام بأوّل تعميد للمجموعة في البحيرة الكبيرة. ثمّ عيّن بعدها بعض خرّيجي المدرسة البطريركيّة الذين تمّت رسامتهم ليعملوا اليوم في أجزاء مختلفة من المنطقة. يعمل الكهنة الأربعة بنجاح كبير، فزادت الرعايا وتضاعف المؤمنون في جميع أنحاء منطقة توركانا.
شارك جميع الكهنة في المنطقة بالإضافة إلى آخرين من أميركا ونيروبي في التكريس. كان يومًا خاصًّا بالنسبة إلى توركانا، إذ شيّدت الكنيسة في وسط اللامكان، ولكن هناك العديد من الذين تمّ تعميدهم وتحويلهم إلى الأرثوذكسيّة. وحضر الليتورجيا الإلهيّة ما لا يقلّ عن مائتي موعوظ من المنطقة.
بعد تكريس الكنيسة وضع المطران مكاريوس حجر الزاوية للكنيسة الثالثة، المكرّسة للقدّيس نيقولاوس. هناك مدارس ابتدائيّة ورياض أطفال، ويُقدّم الغذاء المجّانيّ للأطفال. هناك مشاريع حفر للمياه النظيفة يتمّ توفيرها الآن لسكّان المنطقة. شارك مركز البعثة المسيحيّة الأرثوذكسيّة بشكل حاسم وحصريّ في تطوير المنطقة. مجموعات من الشباب والكهنة يأتون بانتظام للتدريس والمساعدة على تبشير القبائل.n
أوغندا
هبة التعليم
شهدت أوغندا على مدى أكثر من عقدين حربًَا أهليّة مدمّرة، وتراجعًا كبيرًا في الاقتصاد، وانتشار داء السيدا، وهذه العوامل كلّها أسهمت في خراب شمال أوغندا، وكانت نتيجتها:
2,7 مليون يتيم، ما يعادل 7% من مجموع السكّان.
ملايين أخرى من الأطفال حرمت من التعليم، والذين يحاولون الالتحاق بالمدارس يواجهون صفوفًا يكتظّ فيها الطلاّب، ونقصًا في الكتب والدفاتر والأقلام، ونقصًا في الأساتذة المتمرّسين، وكذلك نقصًا في المقاعد الدراسيّة.
المياه الآتية من بحيرة فكتوريا ملوّثة ولهذا يحتاج السكّان إلى مياه شفة نقيّة.
جرت مؤخّرًا محاولات من الحكومة الأوغنديّة لتحسين نوعيّة التعليم، ونتج من ذلك ارتفاع نسبة الأطفال الذين أكملوا المرحلة الابتدائيّة.
الجمعيّة الخيريّة الأرثوذكسيّة الدوليّة أنشأت ثلاث مدارس ثانويّة فأمّنت بذلك التعليم الثانويّ لأكثر من سبعمئة طالب، في مناطق غولو وبوتمبي وليويمياغا. وستفتتح مدرسة أخرى في قرية بوتمبي تتّسع لنحو 240 طالبًا. قبل بناء هذه المدرسة كانت هناك مدرسة مؤلّفة من صفّ واحد، تجتمع فيه مئات الطلاّب يجلسون كتفًا إلى كتف على أرض من تراب. شكّلت المدرسة الجديدة نقلة نوعيّة بالنسبة إلى التلاميذ، فهي تتألّف من اربعة صفوف مجهّزة بالمقاعد والطاولات وبالمنافع الصحّيّة.
وبالنسبة إلى تأمين مياه الشفة، حفرت الجمعيّة بالقرب من الدرسة بئرًا ارتوازيًّا يوفّر المياه النظيفة للطلاّب. الجمعيّة الخيريّة الأرثوذكحسيّة تشكر كلّ من ساعد في هذا المشروع.