2014

13. الأخبار - العدد السادس سنة 2014

الديمان - لبنان

اجتماع أصحاب الغبطة بطاركة الشرق

بدعوة أخويّة من صاحب الغبطة والنيافة الكاردينال مار بشاره بطرس (الراعي) بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للموارنة، اجتمع أصحاب الغبطة بطاركة الكنائس الشرقيّة في الصرح البطريركيّ في الديمان، في السابع من شهر آب 2014، وهم: الكاثوليكوس آرام الأوّل (كشيشيان)، كاثوليكوس بيت كيليكيا للأرمن الأرثوذكس؛ البطريرك غريغوريوس الثالث (لحّام)، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والإسكندريّة وأورشليم للروم الكاثوليك؛ البطريرك يوحنّا العاشر (اليازجيّ)، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الارثوذكس؛ البطريرك مار إغناطيوس يوسف الثالث (يونان)، بطريرك السريان الأنطاكيّ؛ البطريرك مار إغناطيوس أفرام الثاني، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس؛ البطريرك نرسيس (بدروس) التاسع عشر، كاثوليكوس بطريرك كيليكيا للأرمن الكاثوليك؛ وممثّل البطريرك لويس روفائيل الأوّل (ساكو)، بطريرك بابل للكلدان، المطران شليمون وردوني المعاون البطريركيّ.

لقد هالهم ما يجري في المنطقة من أحداث خطيرة لا سابق لها، ومن صراعاتٍ وحروبٍ بين الأخوة في العراق وسورية، ومن تنامٍ للتطرّف الدينيّ الذي يستهدف النسيج المجتمعيّ ووحدته في بلداننا، ومن بروز تنظيمات أصوليّة تكفيريّة تهدم وتقتل وتهجّر وتنتهك حرمة الكنائس وتحرق تراثها والمخطوطات، ومن دخول العديد من المرتزقة إلى جانب المعتدين على المواطنين وحرماتهم. وقد آلمتهم مآسي الإخوة الفلسطينيّين في غزّة من جرّاء القصف الإسرائيليّ العشوائيّ الخالي من كلّ مشاعر إنسانيّة والذي استهدف الأبرياء خروجًا على كلّ الأسس القانونيّة. وتألّموا في العمق لأحداث عرسال وجرودها في لبنان، التي قامت فيها مجموعات إرهابيّة دخيلة بالاعتداء على الجيش اللبنانيّ وقوى الأمن الداخليّ، فأوقعت عددًا من الشهداء في صفوف الجيش واختطفت بعضًا من جنوده ومن عناصر قوى الأمن، وحاصرت أهل البلدة واتّخذت منهم دروعًا بشريّة وتسبّبت بتهجيرهم من بيوتهم.

وبعد أن قوّموا هذه الأحداث الرهيبة من كلّ جوانبها والأخطار المحدّقة بأبناء المنطقة من دون استثناءٍ والناجمة عن صراعاتٍ ألبست حلّةً طائفيّة ومذهبيّة قلّ مثيلها في التاريخ، واستعرضوا انعكاس هذه الصراعات على شعوب المنطقة، وبمن فيهم أبناؤهم المسيحيّون الذين يعيشون وسط هذه الاضطرابات وهم يؤمنون بدور الدولة في حماية أشخاصهم وممتلكاتهم، فوصل الأمر إلى حدّ إقصائهم عن أرض الآباء والأجداد قهرًا وظلمًا ومن دون أيّ مبرّرٍ، أصدروا في ختام اجتماعهم البيان التالي:

أوّلاً، طرد مسيحيّي الموصل وسهل نينوى:

١- إنّ طرد كلّ المسيحيّين من مدينة الموصل والآن ومن كلّ البلدات في سهل نينوى ليس مجرّد حادث طارئ يدوّن في مجريات الحروب والنزاعات، وليس نزوحًا طوعيًّا ناجمًا عن خوفٍ أو عن سعيٍ لإيجاد أماكن آمنة مؤقّتة هربًا من الموت، بلْ هو ناجمٌ عن قرارٍ اتّخذه بحقّهم تنظيم »داعش« وفصائل جهاديّة أخرى، أرغمهم على الرحيل عن ديارهم وذلك فقط بسبب إنتمائهم الدينيّ وتمسّكهم به، خلافًا لما نصّت عليه الشرائع الدولية. إنّ اللجوء إلى هذا القرار الظالم الذي اتّخذه أصحابه باسم الإسلام، يشكّل نكسة تصيب المنطقة العربيّة والإسلاميّة في عيش أبنائها بعضهم مع بعض. وبعد طردهم جرّدوهم من كلّ شيء. إنّه عمل مشين يندرج في سياق التمييز العنصريّ الذي ترفضه الشعوب ويشجبه المجتمع الدوليّ شجبًا كلّيًّا.

٢- حيال هذه النكسة الخطيرة، التي تقوّض مكتسباتٍ دينيّة وحضاريّة وإنسانيّة نبيلةً، شكّلت على مدى السنين تراثًا كريمًا من العيش المشترك بين المسيحيّّين والمسلمين، نعرب عن الإدانة والرفض الشديد لطرد أبنائنا المسيحيّين من مدينة الموصل العزيزة، ومن بلدات وقرى سهل نينوى التي غدت من عناوين التعايش الإسلاميّ والمسيحيّ الكريم، أسوةً بغيرها من المدن العربيّة العريقة. وإنّنا ندقّ ناقوس الخطر مطالبين بأن يكون هذا الشجب عامًّا، بحيث يأتي من جميع المسلمين شركائنا في المصير ويؤدّي إلى اتّخاذ مبادراتٍ من شأنها تصحيح هذا المسار المنحرف الذي خرج عن قواعد العيش السويّ الذي أمر به وأوصى باتّباعه. ومن المؤسف أن يبقى الموقف الإسلاميّ والعربيّ والدوليّ ضعيفًا وخجولاً وغير كافٍ، لا يعكس خطورة هذه الظاهرة وتداعياتها على التنوّع الديموغرافيّ التاريخيّ لشعوب المنطقة. وما زاد الأمر خطورةً تشجيع بعض الدول الأوروبّيّة على هجرة المسيحيّين من أرضهم تحت شعار حمايتهم من القتل والإرهاب، الأمر الذي نستنكره ونشجبه ونرفضه، متمسّكين بتأدية رسالتنا في هذا الشرق العزيز. فالمطلوب من الأسرة الدوليّة عبر مجلس الأمن الدوليّ أن تتّخذ قرارًا حاسمًا يلزم بإعادة أصحاب الأرض إلى أرضهم، وذلك بكلّ الوسائل الممكنة وبأسرع وقت ممكن. لسنا طلاّب حماية من أحد، بل نحن أصحاب حقّ، ونعتبر أنّ من واجب الهيئات الدوليّة أن تحافظ على مصداقيّتها وتمنع كلّ تغيير ديموغرافيّ يمكن أن يحصل هكذا بالقوّة ولغيرهم من الديانات الأخرى.

كما ندعو مجدّدًا كلّ الأنظمة والدول التي تدعم وتسلّح وتموّل بشكل مباشر وغير مباشر المنظمّات الإرهابيّة إلى إيقاف ما تقوم به، لأنّ التطرّف الدينيّ أيًّا كان مصدره سيؤذي من يدعمه ويطال سلبًا من لم يقاومه.

إنّ تهجير المسيحيّين قسرًا من بيوتهم والاستيلاء على ممتلكاتهم، وقتل المدنيّين العزّل، والاعتداء على الأقلّيّات الدينيّة وعلى كنائسهم ودور العبادة في الموصل وصدد ومعلولا وكسب وغيرها، هو بالتأكيد جرائم ضدّ الإنسانيّة وانتهاكًا لحقوق الإنسان وللقانون الدوليّ الإنسانيّ. فيجب على مدّعي عامّ المحكمة الجنائيّة الدوليّة، المباشرة بالتحقيقات لوضع حدّ لها، ولإعادة المواطنين إلى بيوتهم واسترجاع ممتلكاتهم وكامل حقوقهم.

ثانيًا، النزاع في سورية:

٣- الأحداث الدامية في سورية باتت حربًا عبثيّة لا تؤدّي إلاّ إلى المزيد من الهدم والقتل والتهجير. وهذا ما يرفضه الآباء، ويطالبون المعنيّين والدول التي تقف وراءهم وتمدّهم بالمال والسلاح، بإيقاف هذه الحرب، وبإيجاد الحلول السياسيّة من أجل إحلال سلام عادل وشامل ودائم، وإمكانيّة عودة النازحين السوريّين إلى بيوتهم وأراضيهم، وإخراجهم من حالة البؤس التي يعيشون فيها، وهم أبرياء، وتحريرهم من كلّ استغلالٍ سياسيّ أو مذهبيّ أو إرهابيّ.

٤- بعد سنة وثلاثة أشهر، ونحن ننتظر بروح رجاءٍ مسيحيّ عودة أخوينا المطرانين المخطوفين بولس (اليازجيّ) ويوحنّا (إبراهيم) منذ تاريخ 22 نيسان 2013، ما زلنا نصرّ على أنّ ردود فعل المجتمع الدوليّ غير كافية. بالطبع، نشكر كلّ تضامن واستنكار وشجب وإدانة، ولكن في الوقت عينه، نستغرب اللامبالاة الحاصلة في التعامل مع هذه القضيّة. لذا، نهيب بالجميع في بلداننا المشرقيّة كما في الغرب، ترجمة أقوالهم إلى عمل نجني منه الإفراج الفوريّ عن المطرانين المخطوفين.

ثالثًا، أحداث غزّة:

٥- وكم آلمت الآباء أحداث غزّة التي دفع فيها المواطنون الفلسطينيّون الثمن الغالي في الأرواح والمنازل والمؤسّّسات، من جرّاء القصف الإسرائيليّ اللاإنسانيّ. فإنّهم يطالبون بوقف هذا العدوان وانسحاب القوّات الإسرائيليّة من غزّة ورفع الحصار عن قطاعها وشعبها والإفراج عن الأسرى، وإنهاء القتال الذي أوقع في هذه الأسابيع الثلاثة ما يقارب ألفي قتيل فلسطينيّ. وهذا يشكّل جريمة ضدّ الإنسانيّة. ويناشد الآباء الشرعيّة الدوليّة حلّ القضيّة الفلسطينيّة برمّتها، بإقرار دولة خاصّة بالفلسطينيّين عاصمتها القدس، وفقًا لمبدأ الدولتين، وعودة اللاجئين الفلسطينيّين إلى أراضيهم، وانسحاب إسرائيل من الأراضي العربيّة المحتلّة في فلسطين وسورية ولبنان.

رابعًا، أحداث عرسال:

٦- أمّا أحداث عرسال في لبنان فقد آلمت الآباء في العمق بسبب اعتداءات المجموعات الإرهابيّة الدخيلة، مستغلّة واقع حال البلدة ومخيّمات النازحين السوريّين، ومعدّة لخطّة إرهابيّة واسعة النطاق. يشكر الآباء عناية اللَّه التي حمت هذا الوطن العزيز، فتمكّنت القوّات المسلّحة اللبنانيّة من مواجهة هذه الاعتداءات ومن العمل التدريجيّ على مساعدة المدنيّين للخروج من محنتهم، رغم الخسائر التي تكبّدتها. يعرب الآباء عن دعمهم الكامل للجيش اللبنانيّ والقوى الأمنيّة، ويصلّون من أجل حمايتهم ونجاحهم. ويثنون على وحدة الموقف اللبنانيّ في دعم الجيش وعدم التساهل مع الإرهابيّين والتكفيريّين. وهذا ما عبّر عنه منذ ثلاثة أيّام بيان مجلس الوزراء اللبنانيّ وبفم رئيسه.

خامسًا، تجربة العيش المشترك:

٧- عرف تاريخ هذه المنطقة فترات من التشنّج والعنف دفعت ثمنها شعوب ما كانت تطمح إلاّ إلى العيش الكريم في شراكة مواطنة حقيقيّة. نتجت هذه الفترات في العديد من الأحيان عن تصرّفات حكّام ظالمين لم تعرف قلوبهم لا المسيحيّة ولا الإسلام. لكنّنا وضعنا جميعًا هذا الماضي الأليم جانبًا. وعمدنا إلى تنقية الذاكرة من كلّ ما علق بها من جرّاء هذه الأحداث الغابرة. كما فتحنا صفحةً جديدةً من التعامل على أساس من الاحترام المتبادل والإقرار بالقيم الروحيّة السامية التي يحترمها كلّ من الدينين الكريمين. ما حملنا مسلمين ومسيحيّين في العالم كلّه على اعتبار ذلك مبادراتٍ إيجابيّة يجب التعامل معها بغية إرساء تعاونٍ أفضل بين أتباع هاتين الديانتين في كلّ مكانٍ. وقد انطلقت بعدها الحوارات بين المسيحيّّين والمسلمين بهدف التعاون المشترك والإسهام في تخطّي سلبيّات الماضي وفي صنع المصير الجديد على أسسٍ من الحقّ والعدل والمحبّة بين الجميع.

فهل نقبل أن يتعرّض هذا التقدّم الحاصل في العلاقات بين المسيحيّة والإسلام إلى نكساتٍ تهدّد بالقضاء على كلّ إيجابيّة، وتعيد أمور هذا التلاقي أجيالاً إلى الوراء؟

سادسًا، آفة التطرّف الدينيّ ومواجهتها:

٨- إنّ المتابعين لمجريات الأحداث في الزمن الحاضر، يرون في التطرّف الدينيّ داءً يهدّد منطقة الشرق الأوسط بكلّ مكوّناته، وإنّ زمنًا سيمرّ قبل أن تشفى المنطقة من هذا الداء كما أنّ ضحايا عديدةً ستسقط من جرّاء تداعياته. فيصبح لزامًا علينا أن نسعى جميعًا مسلمين ومسيحيّين، وأن نقوم بالمساعي معًا، لنتفادى مثل هذه المضاعفات ونجنّب منطقتنا وأبناءنا مثل هذه الويلات، وذلك بنشر الوعي في العقول وفي الضمائر والدعوة إلى الالتزام بأصول الدين وجوهره بعيدًا عن كلّ استغلالٍ له من أجل مآرب شخصيّةٍ وتحقيق مصالح إقليميّة ودوليّة. وإنّنا نتوجّه إلى الدول، وإلى وسائل الإعلام المحلّيّة والعالميّة كي يعوا خطورة الخطاب المتشنّج الذي يملأ الشاشات ومواقع التواصل الاجتماعيّ، وأن يساهموا بما لهم من سلطة معنويّة اليوم ليقفوا سدًّا منيعًا مسلّطين الضوء على نقاط التلاقي والتلاحم، تاركين للَّه عزّ وجلّ أن يحكم في القلوب.

٩- إنّ روحًا من المسؤوليّة يجب أن يسود في كلّ الأوساط العربيّة والدوليّة على حدّ سواء، وذلك من أجل حصر هذا التطرّف المسيء إلى مسيرة المسيحيّة والإسلام المشتركة في المنطقة والعالم، والعمل على وضع حدّ نهائيّ له ولنتائجه السلبيّة. وإن كانت هناك جهات مختبئة تدفع إلى مثل هذا التطرّف وتنفق عليه الأموال لنشر الفساد في الأرض، فمن الضروريّ أن تكتشف هذه الجهات وأن تحاسب أمام الرأي العامّ الدوليّ والقوى الأخلاقيّة الفاعلة في العالم. ولا سبيل إلى ذلك سوى بعودة العرب والمسلمين إلى روح الوحدة في ما بينهم واكتشاف إيجابيّات التنوّع الذي هو ميزة مشرقنا، والقبول المتبادل بالعيش معًا على أسسٍ من الاحترام ومن المواطنة المتساوية بين الجميع في كلّ بلدٍ من بلدانهم. إنّه نداء من القلب نطلقه أمام الجميع، لكوننا طلاّب شركة مع أخواننا المسلمين، واندراج في مصيرٍ واحدٍ يجمعنا اليوم وغدًا كما جمعنا بالأمس وأعطى ثمارًا وفيرةً. وإنّنا نناشد المرجعيّات الإسلاميّة، السنّيّة والشيعيّة، إصدار فتاوى رسميّة واضحة تحرّم الاعتداء على المسيحيّين وغيرهم من الأبرياء وعلى ممتلكاتهم. كما نطالب مجالس النوّاب في كلّ الدول العربيّة والإسلاميّة باصدار قوانين تحثّ على هذا الانفتاح، وترفض بوضوح كلّ أشكال التكفير ورفض الآخر، وتعتبر المخالفين مسؤولين أمام القانون عن سوء تصرّفهم. ونتوجّه إلى جميع الكنائس الشقيقة في العالم أن تتضامن معنا في مطالبنا وصلواتنا، حمايةً لرسالة المسيح الخلاصيّة في بلدان الشرق الأوسط التي تجتاحها اليوم موجة اضطهاد عارمة.

سابعًا، التضامن مع أبنائنا وإخواننا:

١٠- انطلاقًا من هذا الإيمان ومن هذه المبادئ، نعلن تضامننا غير المحدود مع أبنائنا وإخواننا المبعدين عن بيوتهم وأراضيهم وسنبذل كلّ جهدٍ متاحٍ في سبيل عودتهم إلى ديارهم معزّزين مكرّمين في جوّ مستعادٍ من المصالحة والإخاء بين أهل كلّ وطن من أوطانهم، فتستعاد وحدة بلدانهم ومعها العيش الكريم لهم جميعًا. وإنّنا نناشد الأسرة الدوليّة ألاّ تتخلّى عن مسؤوليّاتها حيال هذا الواقع السّياسيّّ والإنسانيّ والاجتماعيّ الأليم الذي يعانيه أهل الشرق وألاّ تحوّل قضيّة شعبنا المجروح في كرامته وحقوقه ووجوده إلى قضيّةٍ بحت إنسانيّة تثير الشفقة والإحسان وتسوّى بإيواء المبعدين من أبنائه خارجًا عن أراضيهم وعن حضارة أوطانهم التي تشكّل كنزًا من أثمن الكنوز. كما نناشد الدول بالوقوف عن التعاطي مع هذا التنوّع الحضاريّ بمنطق أقلّويّ وكأنّ الحضور الإنسانيّ ليس إلاّ تعدادًا للأفراد بعيدًا عن المساهمة الإنسانيّة لكلّ شخص حسب ما أعطاه اللَّه عزّ وجلّ من طاقات وقدرات. من أجل ذلك سنسعى بكلّ الوسائل إلى إيصال هذه القضيّة إلى أعلى المقامات الدوليّة ابتداءً من الجامعة العربيّة وصولاً إلى مجلس الأمن الدوليّ والجمعيّة العامّة للأمم المتّحدة والمحكمة الجنائيّة الدوليّة، آملين من الجميع الارتقاء إلى مستوى المسؤوليّة الحضاريّة المفروضة، والترفّع عن المصالح السياسيّة الضيّقة التي تسيء إلى أصحابها كلّما تنكّروا لضميرهم ولقيم الحقّ والعدل النابعة من إرادة السماء.

١١- تبقى الخطوة الملحّة مساعدة أبنائنا المهجّرين والمنكوبين إثر هذه الاعتداءات. فنناشد المؤسّّسات الدوليّة والجمعيّات الخيريّة العمل معنا على إرسال معونات ومساعدات إنسانيّة تهدف إلى سدّ حاجاتهم الأساسيّة وتأمين مستلزمات حياة كريمة لهم، بما يؤول إلى تسهيل بقائهم في أرض الآباء والأجداد فيتسنّى لهم، عند زوال الخطر، أن يعودوا إلى بيوتهم وإلى حالة العيش المشترك التي اعتادوها لقرون خلت.

ثامنًا، المطالب:

١٢- في ختام هذا البيان النداء، يعلن بطاركة الكنائس الشرقيّة:

أوّلاً، أنّ المسيحيّين في بلدان الشرق الأوسط يعانون من حالة اضطهاد شديد. يطردون قسرًا من بيوتهم وممتلكاتهم ويستولي عليها الأصوليّون والتكفيريّون أمام صمتٍ عالميّ. وهذه وصمة عار في جبين البشريّة. وكأنّ عصرنا يعود إلى ما قبل أيّ قانون وتعايش بشريّ.

ثانيًا، أنّ المكوّنات الدينيّة، والقيم الإيمانيّة والإنسانيّة والثقافيّة والأخلاقيّة مهدّدة كلّها بشكلٍ خطير للغاية.

ثالثًا، أنّ التطرّف الإرهابيّ التكفيريّ باسم الدين يشكّل خطرًا كبيرًا على المنطقة والعالم.

١٣- ولذا يطالبون:

أوّلاً، كلّ المرجعيّات الدينيّة اتّخاذ موقف مشترك واضح وقويّ تجاه هذا الاضطهاد وهذا التهديد.

ثانيًا، جامعة الدول العربيّة ومؤتمر التعاون الإسلاميّ والأمم المتّحدة ومجلس الأمن والمحكمة الجنائيّة الدوليّة والأسرة الدوليّة القيام بعمل إنقاذيّ فوريّ فاعل وقويّ.

ثالثًا، جميع الدول والجهات التي تموّل بطريقة مباشرة وغير مباشرة بالمال والسلاح التنظيمات الأصوليّة والتكفيريّة والإرهابيّة، والتي تدعمها لمآرب سياسيّة واقتصاديّة، التوقّف عن هذا التمويل وهذا الدعم.

١٤- ويؤكّدون لأبنائهم المسيحيّين المطرودين من بيوتهم وأراضيهم قسرًا وتحقيرًا، أنّهم بقربهم بالصلاة والمساعدة بكلّ الوسائل على العيش في مكان آمن، وعلى العودة إلى بيوتهم وممتلكاتهم واستعادة جميع حقوقهم.

ويطلبون من أبناء كنائسهم المنتشرين في القارّات الخمس التضامن مع إخوانهم وأهلهم وأنسبائهم في بلدان هذا الشرق المتألّم، ومساعدتهم مادّيًّا وروحيًّا ومعنويًّا، لكي يصمدوا في أرضهم بالرجاء المسيحيّ الثابت، فيتمكّنوا من مواصلة رسالتهم فيها وإعلان إنجيل الأخوّة والعدالة والسلام، وقد ائتمنهم عليه المسيح الربّ فادي الإنسان ومخلّص العالم، الذي يردّد لهم في هذه الأوقات العصيبة: »لا تخف أيّها القطيع الصغير... سيكون لكم في العالم ضيق، لكن تقوّوا أنا غلبت العالم« (لوقا12: 32؛ يوحنّا 16: 33).

الخاتمة:

١٥- نصلّي معًا من أجل راحة نفوس الذين سقطوا بسبب هذه الأحداث المأساويّة، ومن أجل عزاء أهلهم، وشفاء الجرحى. كما نصلّي أيضًا من أجل أن يعمّ الأمن والسلام في ربوع العالم وبخاصّة في بلداننا العزيزة متضرّعين إلى اللَّه أن يلهم المسؤولين وأصحاب النيّات الحسنة ليساهموا في إنهاء هذه الفترة المظلمة والظالمة من تاريخنا لتعود الحياة والاستقرار إلى عالمنا المضطرب.

 

طهران - إيران

اللجنة الروسيّة الإيرانيّة للحوار

انعقد في العاصمة الإيرانيّة طهران الاجتماع التاسع للجنة الروسيّة-الإيرانيّة الخاصّة بالحوار الأرثوذكسيّ- الإسلاميّ، تحت عنوان »أهمّيّة التعاون والتفاهم المتبادل بين الإسلام والأرثوذكسيّة«.

افتتح اللقاء في مبنى المنظّمة الإسلاميّة للثقافة والعلاقات العامّة، وقد رحّب المسؤول عن هذه الهيئة الدكتور أبوزار إبراهيميّ بالوفد الروسيّ، وألقى كلمة الافتتاح. ترأّس الوفد الروسيّ المطران فيوفيلاكت الذي نقل تحيّة غبطة البطريرك كيرلّس الأوّل إلى المجتمعين، وقدّم تقريرًا حول شهادة الإيمان والحوار بين الأديان.

مستشار الرئيس الإيرانيّ في القضايا الدينيّة، السيّد علي يونسيّ أطلع الحاضرين على سياسة الدولة الإيرانيّة في ما يتعلّق بحقوق الأقلّيّات الدينيّة. أمّا آية اللَّه محمّد علي تشكيري، الذي كان من الأوائل الذين شاركوا في أعمال هذه اللجنة، فشدّد على ضرورة تضافر الجهود لمحاربة التعصّب الدينيّ والعنف الناتج منه.

الجزء الأوّل من الاجتماع دار حول التطرّف الدينيّ وطرائق مواجهته. وتطرّق حجّة الإسلام الدكتور سيّد جواد بهشتي إلى موقف علماء الدين الإيرانيّين من التطرّف الذي يتوسّّل الدين غطاء له. وفي هذا السياق ركّز الأب ديمتري (سافونوف) على معضلة التطرّف والشعارات الدينيّة، وعرض على الحضور بيانات البطريركيّة الروسيّة بهذا الشأن، وأبرز نشاط الجماعات المتطرّفة في سورية والعراق.

 الحلقة الثانية كانت حول تكريم الشهداء في المسيحيّة والإسلام، وعرض الجانبان الروسيّ والإيرانيّ  وجهة نظرهما في هذه المسألة.

في الجلسة اللاحقة لخّص المجتمعون نتائج الاجتماعات الثمانية الماضية منذ أن بدأت هذه اللجنة أعمالها في العام 1997. وكانت كلمة للسيّدة إيلينا دونوفا حول دور هذه اللجنة في تطوّر العلاقات الثقافيّة بين البلدين، في حين أطلع السيّد محمّد مسجد جامعيّ المجتمعين على تقليد أكاديميّ يقضي بتدريس مادّة الأرثوذكسيّة في مدارس إيران اللاهوتيّة.

في اليوم التالي طرح موضوع »الأقلّيّات الدينيّة وضرورة التعايش السلميّ في العالم«. وفي هذا الإطار قدّم الأب سرجيوس (زفوناريف) تقريرًا عن عمل اللجنة الروسيّة الداعمة للسلام في الشرق الأوسط.

وفي الختام تبيّن للمؤتمرين تطابق وجهات النظر في ما يتعلّق بمعضلة التطرّف الدينيّ والعنف، وتعاهدوا على مواصلة هذا الجهد المشترك في مناهضة كلّ ما من شأنه التفرقة على أساس الدين والمعتقد.

 

بيت لحم- فلسطين المحتلّة

افتتاح مدرسة جديدة

في الأوّل من أيلول، افتتح سيرغي ستيباشين رئيس الجمعيّة الأمبراطوريّة الفلسطينيّة الروسيّة مدرسة في بيت لحم في فلسطين المحتلّة. إنّها المدرسة الأولى منذ مئة سنة. والمعروف أنّه حتّى العام 1914 كان هناك في فلسطين نحو مئة مدرسة عُرفت يومها بالمدارس المسكوبيّة، والتي أنشئت بفضل هذه الجمعيّة.

ووفق السيّد سيرغي ستيباشين ستُخصّص هذه المدرسة للصبيان العرب المقيمين في بيت لحم. وقد موّلت من روسيا وبنيت بأفضل المعايير الدوليّة، وتتّسع 450 طالبًا. وحتّى اليوم تقدّم 1200 طالب للتعلّم في هذه المؤسّّسة. المعلّمون هم من الجنسيّة الروسيّة ومعظمهم من النساء المتأهّلات من فلسطينيّين. أمّا الموادّ، فهي: اللغة الروسيّة والتاريخ الروسيّ ومبادئ الإيمان الأرثوذكسيّ.

 

تنزانيا

رحلة الأخت تقلا إلى تنزانيا

ببركة سيادة المطران ديمتريوس (إيرينوبوليس) عدت إلى تنزانيا. هذه شهادة حيّة من قلب القارّة الإفريقيّة تقدّمها الأخت تقلا التي تروي مشاهداتها في تنزانيا، فتقول: »بعد رحلة استمرّت عشر ساعات من العاصمة ومرورًا بالأدغال وبعد رؤية الحيوانات البرّيّة المختلفة، وصلنا إلى كيندامالي، إلى مركز الإرساليّة الأرثوذكسيّة، حيث شيّدت كنيستان واحدة للقدّيس جاورجيوس وأخرى للقدّيسين أندرونيكس وأثناسيّا. ويضمّ هذا المجمّع أيضًا عيادة وروضة أطفال وبيتًا للكاهن، وميتمًا وبيتًا للطلبة. هنا وسط الأدغال وفي الأكواخ يعيش كهنة محلّيّون ومؤمنون يتعرّفون حقًّا إلى الأرثوذكسيّة«.

وتتابع الأخت تقلا فتضيف: »لقد تأثّرت جدًّا عندما سمعت أحد الكهنة يقول لي: »أطلب إلى اللَّه أن أموت وأنا أرتدي هذا الثوب المبارك«. برنامجنا كان مفعمًا بالبركة. في الصباح الباكر استيقظنا على صراخ أكثر من مئتي طفل يستعدّون لتناول وجبة الفطور المكوّنة من حليب وبسكويت مشبّع بالفيتامينات. ثمّ برفقة بعض الآباء قمنا بجولة يوميّة في القرى المجاورة، واحتفلنا بالقدّاس الإلهيّ في كلّ محطّة. ولقينا استقبالاً حارًّا من المؤمنين. وكان الأب فوتيوس يعطي دروسًًا دينيّة للكهنة وزوجاتهم وللموعوظين ويوزّع عليهم الهدايا التي أرسلها الأرثوذكس من مختلف أرجاء العالم. كما وزّع على الأطفال الفيتامينات الضروريّة لصحّتهم. كما شهدنا معموديّات وزيجات كثيرة، وفرحنا جدًّا عندما علمنا أنّ التعليم الدينيّ منتظم. هذا جزء بسيط من عمل هذه الإرساليّة في تنزانيا الذي يديره الأسقف ديمتريوس. وهناك مشروع آخر لم ينجح سيادته بعد في إنجازه وهو إنشاء عيادة القدّيس أندراوس الطبّيّة في قرية ماغالالي، التي ستنقذ آلاف الأطفال الذين يموتون يوميًّا من أمراض مختلفة.

 

تركيا

القدّاس الإلهيّ في كنيسة أكدمار

أقيم القدّاس الإلهيّ السنويّ الخامس بحسب الطقس الأرمنيّ الأرثوذكسيّ في كاتدرائيّة الصليب المقدّس التاريخيّة في جزيرة أكدمار. وكانت هذه المناسبة مميّزة بفعل حضور قداسة البطريرك المسكونيّ برثلماوس الأوّل وسيادة المطران مار فيليكسينوس يوسف (شتين) النائب البطريركيّ لكنيسة السريان الأرثوذكس في إسطنبول وأنقره.

ترأس الذبيحة الإلهيّة غبطة رئيس الأساقفة آرام (آتيشيان) البطريرك المشارك لبطريركيّة الأرمن في القسطنطينيّة. وحضرها حشد كبير من المؤمنين من تركيا والخارج توافدوا إلى الجزيرة للمشاركة.

خلال القدّاس الإلهيّ تليت صلوات خاصّة من أجل السلام في منطقة الشرق الأوسط ومن أجل الشعوب المتألّمة في العراق وسورية وفلسطين. كما أقام محافظ المنطقة سنان هاكان مأدبة تكريميّة على شرف الحضور

بنيت هذه الكنيسة في القرن العاشر وهي تقع على بحيرة فان ورمّمتها السلطات التركيّة بين 2005 و2007 قبل أن تفتتحها كمتحف. والخدمة الإلهيّة أقيمت أوّل مرّة في العام 2010 بعد انقطاع دام خمسة وتسعين عامًا. (الصورة المشاركون أمام الكنيسة الأثريّة)

 

رومانيا

غبطة البطريرك دانيال يدشّن كنيسة جديدة

دشّن غبطة البطريرك دانيال كنيسة جديدة في قرية روسو  في رعيّة دودو. بدأ الاحتفال منذ الصباح الباكر بتقديس المياه تبعته صلاة السَحَر والقدّاس الإلهيّ. وكرّست الكنيسة لميلاد السيّدة والدة الإله وللقدّيس أندراوس الرسول شفيع رومانيا وللقدّيسين قسطنطين وهيلانة. وفي الختام ألقى غبطته عظة شدّد فيها على أهمّيّة والدة الإله في الكنيسة الأرثوذكسيّة وفي حياة كلّ مؤمن، وممّا قاله: »هذا يوم مبارك، نحن شيّدنا أوّل كنيسة منذ أكثر من مئة سنة. صحيح أنّها مبنيّة بموادّ من هذه الأرض لكنّها تباركت اليوم بالنعمة الإلهيّة وصارت مسكنًا للربّ السيّد«. وفي الختام قلّد غبطته كاهن الرعيّة وبعض المتبرّعين صلبانًا وأوسمة تقديرًا لجهودهم.

 

إفريقيا

حياة كاهن مرسل

إنّها حياة كاهن مرسل جاء من بريطانيا إلى مجاهل إفريقيا، عمل في شبابه كمغنّي روك، عُرف على أنّه ملحد وماركسيّ، ودافع عن المستضعفين في الأرض. إلاّ أنّه رمى هذا الماضي كلّه وراءه وتوجّه إلى القارّة الإفريقيّة حيث يكرّس حياته لخدمة المحرومين، وما أكثرهم في هذه البقعة من العالم. إنّه الأب تيمي (أداموبولس) الذي جذبت قصّته أحد مخرجي هوليوود وسيصدر فيلم قريبًا يروي حكاية هذا الأب المعطاء.

يشهد الأب تيمي حاليًّا حالة من الخوف واليأس عند السكّان المحلّيّين بخاصّة بعد تفشّي وباء الإيبولا، وهو يقول عنه إنّه أخطر جرثومة عرفتها البشريّة حتّى اليوم. في إفريقيا أطلق السكّان على الأب تيمي لقب »قدّيس إفريقيا«، لأنّهم يرون فيه الأب الحنون والراهب الهادئ واليد التي تمتدّ بالعون وتوزّع الطعام والدواء والماء والمحبّة.

ولد الأب تيمي في الإسكندريّة، مصر، لأبوين يونانيّين جاء أجدادهما من فولوس وساموس في اليونان. نشأ في أستراليا وأسّّس فرقة موسيقيّة تحمل اسم »فلايز«. درس الكتاب المقدّس بحثًا عن أجوبة حول الوجود، ثمّ تابع دروسًًا في اللاهوت في معهد الصليب المقدّس في بوسطن، ودرس العبريّة واليونانيّة في جامعة هارفرد. بعد ذلك حاز شهادة الدكتوراه في اللاهوت من جامعة برنستون. عاد إلى أستراليا حيث علّم اللاهوت في كلّيّة القدّيس أندراوس اللاهوتيّة وفي جامعة سيدني.

وعلى غرار الأمّ تيريزا، ترك كلّ شيء وبدأ حياة جديدة كمرسل في القارّة الإفريقيّة في العام 1999. توجّه أوّلاً إلى كينيا بتوجيه من بطريرك الإسكندريّة آنذاك بطرس، الذي رسمه شمّاسًًا ثمّ كاهنًا فأرشمندريتًا. في العام 2007 طلب منه البطريرك ثيوذوروس الذهاب إلى سييراليون في غرب إفريقيا. هناك عاش حياة عصيبة بين المحرومين من الأطفال والنساء والعجزة، لكنّ يد اللَّه كانت تعمل عبره. وكانت المعجزة عندما أجرى مقابلة على الهاتف حيث قال: »الوضع في سييراليون صعب جدًّا. هنا البلد يعاني منذ العام 1992 بنتيجة الحرب الأهليّة، وهو بعد انتهاء الحرب أفقر بلد في العالم، واليوم تفشّى فيه وباء الإيبولا، ولا نعلم أين هو العدوّ قد يكون في المدرسة والمستشفى أو أحد الجيران. الشعب اليونانيّ يساندنا لمحاربة هذه الجرثومة، ونتلقّى مساعدات من أستراليا والصين وبريطانيا، ووصل إلينا حتّى اليوم مليون دولار وننتظر أيضًا شحنة أغذية من تسالونيكي، ونرجو أن تصل هذه المساعدات ولا تقف عند الحدود مثلما فعلت الطائرات إذ لا أحد يريد أن يلمسنا. حتّى الآن ثلاث ممرّضات وأربعة أطبّاء توفّوا بعد إصابتهم بالمرض، وآخرون تركوا البلاد خوفًا. أنا أوزّع الأقنعة  والقفّازات بكمّيّات كبيرة أتت إلينا من أستراليا«.

ويضيف الأب تيمي حول الفيلم الذي سيصدر قريبًا: »في البدء أنا راهب ويجب ألاّ أسعى إلى الشهرة، لكن مع الوقت أدركت أهمّيّة أن يعرف العالم كلّه ماذا تفعل الأرثوذكسيّة في إفريقيا وما هي حقيقة حياة الراهب«.

عزيزي القارئ إذا رغبت في مساعدة الأب تيمي في عمله البشاريّ في سييراليون، يمكنك أن تزور الصفحة الإلكترونيّة التالية:

Pk4kids فتكون بذلك تتبع قول الرسول يعقوب بالأعمال يكتمل الإيمان.l

 

 

 

© حقوق الطبع والنشر 2025 مجلّة النور. كل الحقوق محفوظة.
Developed by Elias Chahine

Search